ولادة عربية جديدة لواحدة من أكثر القصص اقتباسا على مر التاريخ، والتي حققت مبيعات وأرباحا قياسية وخيالية، (العراب أو Godfather) والمأخوذ عنها الفيلم العالمي الشهير بطولة آل باتشينو ومارلون براندو، تلك المرة بنكهة عربية سورية وبتوقيع فنانين قد تكون أسماؤهم كفيلة بأن تجعله من أفضل الأعمال على الإطلاق، مجموعة من ألمع النجوم السورية واللبنانية الذين أطلقوا العنان لموهبتهم مقدمين حدث ضخم تحت إدارة مخرج ليس بقليل كان من بينهم المطرب الفنان عاصي الحلاني، والفنان القدير سلوم حداد، نسرين طافش، سلافة معمار، رفيق علي أحمد، صفاء سلطان وغيرهم كمًِن الإبداع الحقيقي في قدرة المخرج (مثني الصبح)، والكاتب (حازم سليمان) حيث استطاعا أن يقدما عمل جيد نجحا فيه بالفصل بين خطوط القصة الحقيقة وبين قصة المسلسل لتناسب الأوضاع الحالية في الوطن العربي ولترى من أعين متابعي الدراما العربية كأنها كتبت لها. وبصورة مرئية تصل لأفضل الصور بأدق تفاصيلها، انتقل فيها المخرج بين أزمان وأجيال مختلفة بعيدا عن أي أحداث سياسية أو اقتصادية تمر بها المنطقة أو أي اسقاطات أخرى، من خلال سياق درامي مختلف يبدأ من الخمسينات بالقرن الماضي وحتى الوقت الحالي قصة (مختار المختار) ذلك الثري الذي بنى إمبراطورية ضخمة من المال والسلطة والنفوذ ونجح في ترسيخ ذلك داخل أبناءه الذين يقع لهم العديد من الأزمات المختلفة، محاولين الصمود معه ومحاربة أعداء فرضهم القدر عليهم.
الأداء التمثيلي: ستجد ضمن طاقم العمل أسماء تعرفها جيدا ولكنها مختلفة تماما عمن شاهدتهم سابقا في المضمون والأداء خرج من بينهم فارس الغناء العربي (عاصي الحلاني) الذي يقف لأول مرة كممثل متخذا خطوة ليست بهينة مؤكدا على خبرته التي اكتسبها من وقفات عدة أمام الكاميرا بالكليبات الغنائية التي قدمها، أو أمام جمهوره على المسرح ليطلعنا هذه المرة بشكل جديد وقوي، وقد يكون صادم للبعض منا مشاركا الإبداع لأسماء قوية في الدراما السورية أيضا الفنان الكبير (سلوم حداد) الذي قام بشخصية المختار متكمنا من أدائه بقوة ومؤكدا على ثقله وقدراته التمثيلية التي ليس لها بديل والممثل (عبد المنعم عمايري) الذي أكد هو الأخر على اختياره لأدواره بعناية مؤديا شخصية صعبة ومركبة والتي تقع بين شخصية الجندي المجهول وبين الحبيب المطعون في حبه. اشترك العنصر النسائي بالمسلسل (صفاء سلطان، سلافة المعمار، ونسرين طافش، كندة حنا،،،) في أن يخرج العمل بمنتهى الاحتراف، دون الاعتماد على جمال إحدهن وبانفعالات صادقة وأداء عفوي التنفيذ: الديكور والملابس دلت على ميزانية ضخمة وإنتاج عالي المستوى، وخارج عن المألوف ، وبدى ذلك بوضوح في القصور والمنازل التي حاكت أحداث المسلسل منها (قصر مختار المختار وابنته ريما، وهكذا منزل تلا وزوجها جمال ) وكذلك أماكن التصوير التي اختيرت ما بين دمشق ، وبيروت، ودبي أما أغنية المقدمة والتي تغنى بها الفنان عاصي الحلاني تبدو كلماتها مناسبة لكل شخصية من شخصيات العمل بدء من ورد الذي يعاني من تحمل مشاكل الأسرة كلها بصفته عميدا لها، ومرورا بحازم الذي تركته زوجته للسعي وراء سعادتها وحريتها، وآدم الذي كتُب عليه أن يظل هاربا طوال حياته، وتلا التي تحاول نسيان حبها لآدم ،،،، المسلسل بالفعل يستحق المشاهدة ويستحق أن يكون من أفضل الأعمال العربية
عنوان النقد | اسم المستخدم | هل النقد مفيد؟ | تاريخ النشر |
---|---|---|---|
العراب: كلاسيكية تأخذك بعيدا عن هموم المنطقة | دعاء أبو الضياء | 2/2 | 8 يوليو 2015 |