في قطة على نار يأخُذنا سمير سيف بقصة شيقة من قصص (لتينسي وليامز) وهي قصة (قطة على سطح من الصفيح الساخن) والتي انتجتها السينما الأمريكية في عام 1958 وقامت ببطولتها الفنانة العالمية إليزابيث تيلور، وبول نيومان، ولكن هنا النسخة المصرية من بطولة وإنتاج نور الشريف، ويشاركه بوسي في دور الزوجة، وسيناريو وحوار رفيق الصبان، وهاني مطاوع.
تدور الأحداث حول الشاب أمين (نور الشريف) والذي يقطن برفقة زوجته جيجي (بوسي) في منزل عائلته ومع والده المقاول الكبير عبدالمجيد (فريد شوقي)، الذي يُصاب بمرض خطير فتبدأ النفوس الضعيفة، والمطامع الشهوية في الظهور حيث يتصارع الأبناء حول ميراث الأب وهو حي، وفي نفس الوقت يتسلل الشك إلى الجميع بوجود علاقة غير سوية بين الابن امين وصديقه عزت فتهجر الزوجة زوجها ويحاول الأب إنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل وفاته. وهنا تأتي براعة وإتقان رفيق الصبان ومطاوع في وضع سيناريو محبك يدور كله داخل يوم واحد يتخلله الفلاش باك بأحداث الفيلم لتوضيح العلاقات بين الشخصيات، والأسباب الحقيقة وراء ما آل إليه حال الأسرة كلها. بالإضافة إلى أداء مبهر لأبطال العمل بدًء من الدور الرئيسي لنور الشريف والعلاقة الخفية التي ظهرت بينه وبين صديقه، وعلاقته بزوجته جيجي التي كانت سببا قويا في انتحار عزت، مرورا بدور الفنان الكبير فريد شوقي ودر الأب، وانتهاءً بالمساحة الصغيرة التي قدمها الفنان الملهم في رأي (شوقي متى)؛ فالقصة تبدو غريبة على المجتمع المصري خاصة تلك العلاقة الشاذة التي تنشأ بين رجلين، ولكن إقدام سمير سيف على تناولها وتقديمها في أحد أفلامه يدل على شيء واحد فقط وهو جراءة مخرج يبحث عن اتجاهات جديدة، ويحاول فتح أبواب مختلفة في السينما المصرية، والشيء الوحيد الذي يؤخذه عليه فقط هو تأثره الكبير بالسينما الأمريكية وتنفيذها بحذافيرها يعتبر فيلم (قطة على نار) هو ثاني أعمال المخرج سمير سيف، حيث سبق له تقديم قصة فرنسية، مأخوذة عن الرواية المعروفة (الكونت دي مونت كريستو) والتي قدمها بأول أفلامه الطويلة (دائرة الانتقام) من بطولة وإنتاج أيضا نور الشريف، محققا نجاحا ساحقا وقتها، وشباك تذاكر لم يحققه مخرج شاب في عمره وقتها. مثبتا عبقريته وحرفيته في تنفيذ فيلم أكشن هوليوودي بمعنى الكلمة. ويذكر أن رفيق الصبان اعترض ف بدء الأمر على ترشيح بوسي لبطولة الفيلم وللشخصية الصعبة ودور جيجي ولكن بعد أن راها بفيلم (سنة أولى ثانوي) وبراعتها في أدائها التمثيلي قرر منح الدور لها بدون أي منافس، وقد ظهرت الفنانة شريهان بالفيلم وكان ثاني فيلم تشارك فيه وكان وقتها عمرها 18 عاما وقد مثل هذا العمل نقطة تحول في حياتها كممثلة وانطلقت من خلاله الفيلم من الأفلام المصرية الشيقة والمليئة بالأحداث المختلفة، والتعبيرات التمثيلية الجيدة، وينصح بمشاهدتها بمباشرة شخص بالغ لما فيها من مشاهد قد تزعج الكبار عند متابعة مادون ال13 سنة لها.
عنوان النقد | اسم المستخدم | هل النقد مفيد؟ | تاريخ النشر |
---|---|---|---|
علاقات خفية في المجتمع المصري بالطريقة الأمريكية | دعاء أبو الضياء | 0/0 | 31 ديسمبر 2015 |