لو حد سألني، ايه المميز في سيناريوهات "تشارلي كوفمان"؟ أول حاجة هتيجي على بالي هيّا الآتي؛ إن انتا كمُشاهد أثناء متابعة فيلم من أفلامه بتوصل لمرحلة مُعيّنة، بتلاقي فيها نفسَك (غير مهتم) باللي ممكن توصل ليه الأحداث!
بمعنى إن قصصه بتدعوك وتُقحِمك إنك تكون جزء من عملية سيرها وتفسيرها وتأويلها، وعند نقطة ما، بتشعر إن ده الغرض الحقيقي من كل ده: إنَّك تفكَّر !.. وبحيث القصة تديك فرصة إنك تنسج (انتا مع نفسك في ذهنك، ووفق فلسفتك) القصة اللي انتا عايزها من أفلامه، تنسج القصة مش بس تتخيَّل باقي أحداثها.. يمكن هوّا ده الشيء المميز فعلاً في أفلام الراجل عن أي حد تاني.
الشعور ده جالي أوي في تحفته الأعظم في رأيي (آدابتيشــن)، وبيحصل تاني هنا في "بيينج جون ماكوفيتش"، موجود في (إينتيرنـال سانشايـن) بس بشكل أقل، يمكن عشان إن (آدابتيشـن) و(بيينج جون) مرتبطين أوي ببعض وفيهم كتير تيمات مُشتركة، ولما أحد أصدقائي سألني ايه اللي معجبنيش في تجربة (Synecdoche, New York) قلتله إن الفيلم كان تقيل أوي عليّا، وعملي (عصف ذهني) رهيب، وحسيت معاه إني عايز أنام! لدرجة إني مش فاكر أي حاجة من نُص الفيلم التاني !
يمكن ده نتيجة للي قلته للتو، إن سيناريوهاته مُكثفة جداً درامياً في النصف الأول عنها في النصف الثاني. بس حاجة واحدة أكيدة هنا: مافيش حاجة اعتباطيّة أو محطوطة بلا داعي فـي أفلامه.
هوّا آه فيه شعور أوّلي بالأصالة والعبقرية بسيناريوهاته، بس الموضوع آخر ما يكون إنه معتمد كليًّا على كده.
مراجعة كتبتها عقب انتهائي من مُشاهدة الفيلم
عنوان النقد | اسم المستخدم | هل النقد مفيد؟ | تاريخ النشر |
---|---|---|---|
تعقيب سريع بعد المُشاهدة | Hossam Waleed | 0/0 | 21 يناير 2019 |