بعد مرور أكثر من 35 عامًا على أحداث The Shining، يجد داني نفسه مدمنًا على الكحول، وشخص قليل العلاقات الشخصية أو المعدومة تماما، يكتشف أنه على اتصال عقلي بفتاة صغيرة تتمع بقدرات غريبة، وفي الوقت ذاته يفاجئ بجماعة طائفية دموية وخطيرة تتزعمهم روز ذات القبعة، تتعمد القضاء على الأطفال الذين يحملون قدرات خارقة، لمنحهم حياة أبدية، فيكون على داني أن يساعد هذه الفتاة مهما كلفه الأمر، بالرغم من اعتقاده أن الاختباء هو أفضل طريق للأمان.
مبدئيا من الصعب تصنيف Doctor Sleep على أنه الفصل الثاني من فيلم الرعب الشهير The Shining، والذي صدر عام 1980 للمخرج ستانلي كوبريك، كأحد أكثر أفلام الرعب المشهود لها على الإطلاق، والمأخوذة عن قصة العبقري ستيفن كينج، لأنه ينحرف بشدة عن أسلوب سرد القصة التي يمتلكها The Shining، من حيث الأسلوب المرئي. وبالرغم من أن الفيلم اتصل بشكل كبير بالسحر، حيث لم يتحدث الجزء الأول The Shining من بطولة جاك نيكلسون، عن كيفية وجود عدد كبير من الأشخاص ذوي القدرات الخارقة، وكيف يصطاد البعض منهم هؤلاء، إلا أن بعض مشاهد هذا الجزء مرتبطة ارتباط وثيق به، ويجب عليك مشاهدته أولا حتى تتمكن من فهم القصة، والمشاهد التي درجت داخل أحداث الفيلم، يفتح الفيلم بمشاهد رائعة من مشاهد The Shining، حيث يحاول التركيز على الحنين إلى الماضي محاولا استخدام هذه الاستراتيجية لتؤتي ثمارها بشكل أكثر فعالية، حيث نرى داني تورانس طفلا صغيرا يتجول في قاعات فندق (أوفرلوك)، مع الخلفية الموسيقية لعام 1980، لينجح المخرج مايك فلاناجان في تحريك الكاميرا بطريقة محاكاة العمل في وقت سابق، لتقترن الصورة الجمالية وتستقر في أسلوب فلاناجان النموذجي متأثرة بالمشاهد الباقية في الآذهان،
وعلى الرغم من طول وقت الفيلم والذي وصل إلى ساعتين ونصف تقريبا، واستغراقه وقتا طويلا للوصول إلى القصة الأساسية، لكن السرعة والإيقاع لا يمثلان أي مشاكل، فلن تشعر بالملل، وخاصة المشاهد التي جمعت بين كوران وماكريجور وفيرجسون، ما يجعلك مستمتعا تماما طوال ذلك الوقت كله، ويتدفق الفيلم بخطوات مدروسة تسمح للطبقات بالتطور الموزون، وخاصة أنه يدور في مكان مفتوح، وليس كما كان الفيلم القديم يدور بشكل كبير داخل مكان واحد وهو الفندق.
قد يتعثر فيلم Doctor Sleep في كونه فيلم رعب، فهو ليس مخيفا بشكل كبير، والرعب فيه نسبي، وإذا صح التعبير فإنه فيلم إثارة وغموض على الأكثر، يدفعك إلى التوتر والإزعاج والقلق، وقد ينفر منه أولئك الذين يبحثون عن شيء مشابه لما في The Shining. حيث يشبه (دكتورر سليب) إثارة ملحمية أكثر من كونه فيلم رعب مزعج ، ويعتمد بشكل كبير على قصة أكثر هدوءا وأبطا وأقل تركيزا على الرعب، يحمل الفيلم أيضا رسالة هامة ورمز للتغلب على الصدمات، والإدمان والشفاء منه والكفاح المتأصلة في البقاء، وبعد رمزيات حول معنى الشر الحقيقي.
وإذا تحدثنا عن التنفيذ ورؤية القصة فإن المخرج مايك فلاناجان، والذي اشتهر بتقديم مجموعة كبيرة من أفلام الرعب والإثارة والغموض من أمثالها The Haunting of Hill House ، Gerald's Game ، و Hush ،Oculus ويعتبر من أهم الأسماء الرائدة في الرعب، استطاع في فيلما هنا أن يضع التركيز بشكل أكبر على شخصيات الفيلم، ورسمها بشكل جديد، وسرده بتطور بدلا من إعادة النظر فيما سبق، أو الاعتماد على السودوية والصراخ، ومشاهد الخضة، وأن يجد فلاناجان خطواته في قدرته على إنتاج فيلم خاص به، خاليًا من القيود والتوقعات التي خلفتها رؤية كوبريك الأصلية.، ونجح في توضيح أشياء كثيرة كانت غير مفهومة، مثل قول داني دائما أنه من الأشباح،
قدم إيوان ماكجريجور أداءً قوياً، وكأنه كان داني الطفل فعلا وأصبح كبيرا، وهكذا فيرغسون نجحت في السيطرة على كل مشهد تظهر فيه، وبدت كأنها مرعبة ووحشية بالفعل، كما نجحت الفتاة الصغيرة كوران والتي تبلغ من العمر 13 عاما أن تقود الفيلم، كأنها ممثلة محترفة وبالغة، وكانت المشاهد التي جمعتها بريبكا فيرجسون ذات قدرة عالية، وأمكانياتها غير محدودة.
الفيلم يستحق أكثر من 8/10 وخاصة الجزء الأخير من الفيلم، وتنفيذ مايك.
عنوان النقد | اسم المستخدم | هل النقد مفيد؟ | تاريخ النشر |
---|---|---|---|
Doctor Sleep احترم عمل كوبريك، ورؤية كينج، وتنفيذ مذهل لفلاناجان | دعاء أبو الضياء | 5/5 | 7 نوفمبر 2019 |