كلام الناس

قطعة فنيّة نفيسة للمخرج هنري بركات، المخرج الأمثل القادر على تحويل قصة بسيطة إلى فيلم سينمائي عميق جداً، و أتذكر على سبيل المثال فيلمه "الشك ياحبيبي" الذي يحوي مفهوم الشك و الغيرة بين الزوج و الزوجة، موضوع بسيط جداً لكن لدى بركات قدرة رهيبة لتحويل ورق السيناريو إلى فيلم ذو تركيز شديد و تفاصيل أعمق من عمق البحر، و هذا ما أقوله دائماً حين يسألوني ماهو العنصر الأهم في صناعة السينما؟ هل هو الإخراج أم هي القصة؟ و إجابتي هي بالطبع الإخراج، لأن الإخراج هو مايجعل من الفيلم فيلم و هو مايميز السينما عن الكتب، فقد تكون القصة قوية لكن الإخراج ضعيف فلن تستمع بالفيلم و لن تشعر بالمعنى، ففي رأيي أن الإخراج هو العنصر الأهم في صناعة السينما و الأفلام.

لا عزاء للسيدات، رسالة لكل نساء الدنيا حوّل حيثيات مهمة جداً للمرأة، عن الشرف و السمعة و كلام الناس، كلام الناس الذي طالما نقول: وانا مالي بكلام الناس؟ خليهم يقولوا اللي يقولوه، أنا حرة.. لكن للأسف في مجتمعاتنا بات كلام الناس مؤثر هام جداً في مجرى الحياة، فمثلاً اذا أحب الرجل امرأة أقل منه بالمستوى المادي، يقولون له أهله: مش ممكن نجوّزك البنت دي، انت عايز الناس تقول عننا ايه؟ انت نسيت عمرك انت ابن مين؟ انت لازم تتجوز بنت بنفس مستواك.. و أمثلة كثيرة جداً تتحكم في حياتنا و السبب كلام الناس. ففي فيلم لاعزاء للسيدات، يرسل رسالة مهمة ينبه فيها السيدات كيف ان تنتبه لأفعالها و تصرفاتها لكي تتقي شر كلام الناس و اشاعاتهم و تضخيمهم للأمور، فالناس لهم الظاهر كما يقال، فلو شاهدوا امرأة تخرج بالسيارة مع رجل ما و إن كان بالواقع خطيبها مثلاً، قاموا بثرثرة بلهاء و نشر أخبار خاطئة عنها أنها دايرة على حل شعرها، و إنها بنت لعوب و مستهترة و كل يوم تخرج مع راجل و ترجع بعد نص الليل، فهنا رسالة تنبيهية للمرأة ان تنتبه لأبسط تحركاتها و أفعالها لأنه وللأسف مجتمعنا تسود عليه الذكورية و دائماً ما يظلم المرأة و إن لم تكن مخطئة.

الفيلم فنياً جوانبه جميلة للغاية، فالموسيقى المصاحبة من أجمل ماسمعت، تأخذك لرحلة جميلة و تزيد من إحساسك عمقاً على عمق، و أداء #فاتن_حمامة صلب جداً لم يتغير و لم يضعف منذ الأبيض و الأسود بل و زاد قوة و إحساساً و مشاعراً، فهي بالفعل سيدة الشاشة بل ملكتها، لأنها أثبتت أن بطل الفيلم قد يكون امرأة تحمل الفيلم على عاتقها أفضل عن الرجل في أحيان كثيرة. أما باقي الممثلين كالعظيم جميل راتب أدائه يحمل نكهة أجنبية عالمية تتحدى نجوم إيطاليا و فرنسا و هوليوود. و الإخراج كما قلت هو ما جعل هذا الفيلم لوحة فنية من الذهب، تزداد قيمتها كل ما مر الزمن.

نقد آخر لفيلم ولا عزاء للسيدات

عنوان النقد اسم المستخدم هل النقد مفيد؟ تاريخ النشر
لقب مطلقة دعاء أبو الضياء دعاء أبو الضياء 2/2 23 ابريل 2012
كلام الناس instagram: twistedmovies instagram: twistedmovies 3/3 23 يونيو 2020