قبيل أسابيع شاهدت مع أخي مساء الخميس سهرة تلفزيونية سورية بعنوان "جليلة 1993" هذا العمل من إخراج (باسل الخطيب) وبطولة (سمر سامي، نورمان أسعد، عابد فهد، جلال شموط) ومن كتابة (ديانا جبور).
حكاية سيِّدة لم تتزوج سلخت عمرها في تنشئة إخوانها وأختها الصغرى (نوره - نورمان أسعد) وكانت تربطها علاقة حب مع خطيبها (كمال - غسان مسعود) وفي كل مرة تؤجل الزواج إلى حين ينتهي أحد إخوتها الّذين ترعاهم من الثانوية، ثم من الجامعة، ثم من الزواج وهكذا مع الجميع، حتى تركها خطيبها وتزوَّج من امرأةٍ أخرى، عاشت (جليلة) حياتها في تضحية، كانت غَيريَّة إلى أبعد حدٍّ، ولم تلتفت إلى نفسها وهكذا تدور الأيام وتتابع لتجد نفسها وحيدةً في منزلها فتُصاب بمشاكل نفسيَّة، ولم تكن تطلب أكثر من أن تجتمع الأسرة في منزلها الَّذي نشأوا فيه جميعهم يوم واحد في الأسبوع وهو يوم (الجمعة) إلا أنَّ هذا اليوم أضحى بالنسبة لهم واجبًا مَقيتًا! ذات يومٍ قامت بتحضير الطعام بأطباقه المتنوعة ولم يأتِ أحد من إخوتها ورضخت (نوره) لمطالبة زوجها بأن لا تخرج، فأُصيبت (جليلة) بانهيارٍ عصبي ودخلت في حالة من الِاكتئاب.
أحبَّت (جليلة) شابًا جامعيًا يدرس الطب (محمود - جلال شموط) وهو أحبها وقررا الزواج وهكذا فعلا، لكن أخاها (حسام - عابد فهد) لم يستسغ هذا القرار وهددها وبكَّتها، ووقفت (نوره) و (حسّان) على الحياد، لكنَّهما لم يقدرا على مواجهة رغبة (حسام) بتطليق أخته ولم يكونا مهتمَّين بمشاعر (جليلة) وهي التي تستحق منهم جميعًا كل الحنو والعطف بعد السنين الطويلة الّتي قضتها في خدمتهم وقامت مقام الأم والأب، بدا (حسام) تحديدًا عنوان الناكر الجحود الكنود، أمَّا (نوره) فكانت تحب (جليلة) حقًا، لكنّها تخشى مواجهة زوجها وأخاها، الَّذين كانا يحرِّضانها على (جليلة)، تنتهي الحكاية بأن غادرت (جليلة) المنزل تاركةً لـ (كمال) رسالة، وها هي من جديد تضحِّي من أجل الآخرين! كانت دائمًا عنوان التضحية والتنازل، آلمني ما حدث لها وأسقطتُهُ على واقعنا، المليء بـ (حسام) والمليء بأمثال (جليلة) أيضًا.
عنوان النقد | اسم المستخدم | هل النقد مفيد؟ | تاريخ النشر |
---|---|---|---|
جليلة الجليلة | mnesblue | 1/1 | 13 سبتمبر 2022 |