على نفس خطى فيلم The Evil Dead الذي قدمه المخرج سام ريمي عام 1981، (بميزانية قدرها 375000 دولار أمريكي تقريبا) جاء الأيرلندي لي كرونين بفيلمه الجديد Evil Dead Rise، والذي يشارك ريمي في تأليفه، ليفتح معه ذكريات عظيمة كانت عبادة على مر السنين، أدت إلى إنتاج مسلسل تلفزيوني Ash vs Evil Dead، ومسرحية موسيقية بعنوان (Evil Dead The Musical)، والعديد من الكتب المصورة، وخمس ألعاب فيديو، وأربعة أجزاء من السلسلة، ليكون Evil Dead Rise الفيلم الخامس من سلسلة أفلام الشر المميت. فبعد دقيقتين من افتتاحية هادئة، تتحول الأمور إلى مشهد دموي عنيف، عندما تتقمص روح شريرة جسد فتاة لتقتل كل ما يقابلها، ولتكشف لنا فيما بعد ومن خلال سيناريو بسيط كيف تحول الجميع إلى شيطان.
تبدأ القصة الرئيسية للفيلم داخل شقة في لوس أنجلوس تعيش فيها أم مع أولادها، ويكشف وقوع زلزال عن كتاب الموتى في قبو بنك عمره قرن من الزمان، وكما هو متوقع يستدعى أحد المراهقين بطريق الخطأ جسد كيان شيطاني معروف باسم الموتى، فيسكن في البداية جسد الأم ويبدأ في التحرر والسيطرة على جميع الموجودين.
وهنا تظهر الشراكة بين كرونين، وريمي واضحة ويمكن رؤيتها من خلال التسلسلات الافتتاحية التي ترسم الثلاثية الأصلية، لعمل مبني على جنون العظمة؛ ولكنه مثير للاهتمام بشكل كبير حيث يتناول الفكرة من خلال بيئة جديدة تماما وغير مستكشفة سابقا للموتى، حيث الكوراث الطبيعية، ومشاكل الأمهات، والحياة الأسرية. وقد حافظ لي كرونين على اتجاه الجو الخاص بريمي، والذي ظهر في جميع التجسيدات اللاحقة، واضعا جسرا ممتدا بين العملين، فمن غابات الأمس إلى مبنى سكني متهدم اليوم، بالإضافة إلى اتجاه جوي خاص به، والذي تم الحفاظ عليه من خلال جميع التجسيدات اللاحقة، وببعض التدخلات بروح الثلاثية الأصلية.
في حين تأتي الأدوار الفنية على قائمة نجاج الفيلم، والتي إن دلت فتدل على إدارة كرونين لطاقمه بحرفية شديدة، حيث قدمت أليسا ساذرلاند دور الأم، وكان أداؤها مذهلا بتعبيرات جسدية ووجهية لا تنسى، وقامت بعمل رائع لإضفاء الطابع الإنساني على دورها الأمومي قبل أن تطرق الشياطين جسدها، وكذلك أداء الأطفال المراهقين الذي كان صريحا ومستقرا بشكل واقعي ومتمتعا بإحساس راسخ بالذعر. أيضا كان تصميم الصوت في Evil Dead Rise فعال بشكل رائع، وخاصة عندما يتصاعد التوتر إلى درجة عالية، ويزداد التهديد بشكل مخيف، بالإضافة إلى التأثيرات البصرية لتقطيع العظام، وبقع الدم المتساقطة، وتسونامي الدم الذي كان عرضا رائعا مع خلق إحساسا حقيقيا بالخوف، خلقه تركيز ضبابي عميق ومحكم في التصوير السينمائي الأساسي للمصور ديف جاربيت من البداية إلى النهاية.
ولكن من الأشياء السيئة التي أثرت على نمطية الفيلم التواجد طوال الوقت في مكان واحد، مما جعل الفيلم يسقط في ركود سردي مستمر معظم وقت العرض، بالإضافة إلى جعله مرجعية لبعض الأفلام الأخرى مثل The Hole In The Ground، وThe Shining، وخاصة مشهد المصعد، وتدفق الدماء بشكل هوسي، مع تضاءل تأثير الصدمات وبيئة الخوف حتى ظهر Evil Dead Rise ليس أكثر من عرض جانبي للدم.
في النهاية وبعد رحلة الإثارة المليئة بالدماء في Evil Dead Rise، يجعل هناك فرصة حقيقية للإبقاء على سلسلة الرعب الشهيرة هذه في الاتجاه السائد، ولو لفترة أطول قليلاً، حيث أثبت الفيلم وعلى الرغم من بعض الأخطاء الطفيفة، أنه مدخل رائع لإنتاج ومشاهدة أجزاء أخرى مميزة من هذه السلسلة.
عنوان النقد | اسم المستخدم | هل النقد مفيد؟ | تاريخ النشر |
---|---|---|---|
Evil Dead Rise: عودة رعب الثمانينيات مرة أخرى | دعاء أبو الضياء | 0/0 | 26 يونيو 2023 |