مسلسل جديد، من حيث الفكرة عربيًا، وكأنني أشاهد فيلمًا من أفلام هوليود الشائقة، يُحسب للكاتب الأديب (ممدوح عدوان) هذا العمل المُثير الّذي بنى فيه شخصيات متباينة بين البساطة والتعقيد، وقد كان (بسام كوسا) هو أفضل مؤدٍّ لهذا النوع من الشخصيات الغريبة.
لا شك أن المسلسل يُنقَد من كافة جوانبه، لا ننسى أنه من حيث التصوير والإخراج الفني يُعد العمل لا بأس به من حيث التوقيت، ففي تلك الفترة التسعينيات لم تكن الأعمال تشهد تطورًا فنيًا، تصويرًا، وإخراجًا.. ومن حيث النَّص كان من الممكن أن يخرج بشكل أفضل، شاهدت المسلسل على قناة "ذكريات" ويبدو أنه تم قص بعض اللقطات لأسباب أجهلها.
ما أعجبني في المسلسل، العمل على الفكرة الأساسية الّتي بدت كمن يريد أن يُجرّب لعبة سخيفة للحظات، ثم كبرت الفكرة في رأس صاحبها حتى أغلقت كل منافذ الوعي الّتي كان يتمتع بها؛ ليتحول من رجل إلى آخر فَقَدَ هُويته وكسر بوصلته ولم يعد يعرف متى يتوقف وكيف يعود! هذا التحوّل الكبير لـ (شريف) كان رسالة جميلة أهداها إلينا العمل، من المستحيل أن تلبس قناعًا طيلة حياتك، حتى وإن نجحت فستكون في جحيم يحرقك قبل أن يحرق من حولك، ثم لا تجد من يُنجدك إلا أن تخلعه وتُقر وتعترف.
من الحمق والخطورة أن يمضي الإنسان في سبيلٍ مُظلم غامض، ثم يُسوِّف ولا يعود، ظنًا منه أن سبيل العودة قريب وسهل، فتعظم البلايا والمشكلات وتصير العودة شاقة وفي منتهى الصعوبة. الشخصيات الأخرى (غادة - ماهر - أنور - انتصار - ممدوح) ثريَّة ومتنوعة وتستحق الحديث عنها ولكني أنظر إلى الساعة!
هذه سطور دونتها مثل دردشة سريعة، فأنا أحاول الهرب من التدوين.. مشاهدة طيبة!
عنوان النقد | اسم المستخدم | هل النقد مفيد؟ | تاريخ النشر |
---|---|---|---|
الأنا والآخر - الاستغراق في الفكرة | mnesblue | 0/0 | 28 مايو 2023 |