عادةً ما أحاول أن يكون لدي موقف "عيش وخلي غيرك يعيش" ، فلا يُعيرني اهتمام أو أشعر بالقلق كثيرًا بشأن ما يفعله الآخرون، وخاصة في مشاهدة فيلم أو مسلسل أو أي عمل فني. لكن، في بعض الأحيان، أتساءل عن القرارات التي يتخذها الناس في دفع أموال لتجربة جديدة في مشاهدة فيلم عربي، وخاصة الأفلام التي تشبه أفلام الفيديو أو أفلام الثمانينات والمقاولات، وحتى قبل أن أشاهد الفيلم، لم يكن لدي شعور جيد، كما هو متوقع عند اتخاذ قرار بمشاهدة فيلم عربي بالسينما، ولكن اختيار اسم رهبة عنوانا للفيلم؛ كان سببا في الحقيقة لتنفيذ هذه الكارثة، وهنا وبعد التخلي عن جميع المحاولات في الخروج من قاعة السينما، وإيقاف مشاهدة هذه المهذلة التي يُطلق عليها فيلم، قررت المكوث واستكمال ما سيضع أخر مسمار في نعش مشاهدة فيلم عربي مرة أخرى.
مبدئيا قصة الفيلم تدعو للتأكيد على غياب الإلهام لشيء يجب أن يشبه كلمة قصة، وبالرغم من تأكدي لعدم رؤية أي إبداع، فلم أتوقع أن يصل لشيئًا كان من الممكن أن اسمعه لمراهق يقوله لصديقه في الشارع، وخاصة أن بوستر الفيلم يدعو لمشاهدة فيلم قام شخص بتصويره داخل غرفة بالمنزل، أو على سطح بيته وعرضه على اليوتيوب. فمن تأليف محمد علام (قدما سابقا نفس التهم بدًء من سعيد كلاكيت، وحتى رحلة يوسف انصحه بالاكتفاء بالتمثيل)، ومن إخراج رضا عبدالرازق في أول تجربة إخراجية له، وبطولة كلا من أحمد الفيشاوي في دور سيد رهبة، ومحمد لطفي، وثراء جبيل، نسرين أمين، ومحمود البزاوي، تدور أحداث الفيلم، حيث يعيش سيد رهبة في أحد الأحياء الشعبية، ويفرض قبضته وسيطرته على المنطقة مستغلًا ذكاؤه وشجاعته، ولكن حينما يتعرض إلى حادث غريب يفقده الذاكرة، سرعان ما تتغير أحواله تمامًا.
الحبكة نفسها عبارة عن جلباب مرقع، لا تحتوي على أي شيء ملهم، وبصرف النظر عن محاولات إضفاء جو من النكات، التي تبدو مناسبة على الأقل لبعض المشاهد، فهي مملة، وعار حقيقي، وبدت وكأنها تم لصق أكبر عدد منها على أمل أن يتم إنشاء نوع من المنطق لما يحدث، وبدون وجهة نظر خاصة به، أو مخطط لهيكل سردي أو شخصيات محددة، يفقد الفيلم زخمه بسرعة كبيرة، إذا كان هناك زخمة له في البداية، ويتسلل شبرًا شبرًا نحو نهايته.
كذلك لم يعرض أي من الممثلين أي موهبة محتملة لسوء الحظ، ويبدو أن هذا الملل امتد إلى بقية الممثلين، خاصة محمود البزاوي، الذي كنت أتمنى الحصول معه على مزيد من الوقت أمام الشاشة، ولكن لسوء الحظ لم يُظهر موهبته الحقيقية حتى مرة واحدة خلف تعبيره الأبله. والممثل الوحيد الذي يبدو ممتعًا ولا يمثل بشكل سيئ هو مصطفى غريب، الذي كان مقنعًا حقًا، وتذكرت مشاهده في مسلسل الكبير أوي بدور العتر، عدا ذلك الفيلم فاشل تماما ومضيعة للوقت
في النهاية أملي الصادق هو رفع دعوى قضائية ضد صناع العمل حتى يتوقفوا عن تقديم مثل هذه الأعمال التي إن صح إطلاق اسم لها فسيكون عنوان للتفاهة.
عنوان النقد | اسم المستخدم | هل النقد مفيد؟ | تاريخ النشر |
---|---|---|---|
رهبة: عندما يكون للتفاهة عنوان | دعاء أبو الضياء | 2/2 | 25 يونيو 2023 |