مسلسل مأساوي - وهو مأخوذ عن قصة للأديب السوري (صدقي اسماعيل) - قصة أحد المساكين (الدراويش) اِسمه (أسعد الوراق)، في حارة من حارات الشام في أيام الِاستعمار الفرنسي، ويرصد انتشار الجهل والخرافة والإمَّعيَّة بين الناس، الجهل الّذي إذا سادَ شاعَ الظُلم والشر، وبطل قصتنا إنسان بسيط لا يعرف الحقد يفيض محبّةً ورحمةً على كل من حوله من الناس والحيوان، مؤمن بالقضاء والقدر، نشأ نشأة قاسية بين أبوين لا يتوقفان عن الشجار، وتعوَّد الكَدّ والعمل الشاق، يراه بعض أهل حارته من أهل الله (مبروك) مُجاب الدعوة، والنصف الآخر لا يرى فيه سوى أنه ساذج (أجدَب)، تقع أحداث متتالية في الحارة فتُشير أصابع الِاتهام إلى (أسعد)، الّذي لا يعرف كيف يُدافع عن نفسه أمام الدعاوى العريضة، ولا يَجد من يسند وحدته وضعفه إلا ما كان من (عدنان بيك) الّذي كفله وأكرمه وسعى في زواجه، وكان (أسعد) يكرِّر أنه لا يريد من الدنيا إلا أن يعيش مع زوجته وأن يأكل من عمل يده، لكن النفوس المظلمة والعقول المُطفَأة حالت دون هذا الحق المشروع، فكلما وقع سوء التفت الناس إلى (أسعد)، حتى اتهموه بأنه ممسوس من الجن (مخاوي)، فتحوّل بنظرهم من الملاك السماوي إلى إبليس الأبالسة؛ حينها تحولت حياته إلى جحيم مُستعر اضطَّره ودفعه أن يذهب إلى السجن بنفسه ليُسجن - كي يُرضي أهل حارته ولا يتعرّضون لأذيّته -، ثم أن يعتكف في بيته، ثم الفرار من الحارة لأشهر والعودة إليها في آخر فصل من القصة، حرموه من زوجته ومن رؤية وليده، ثم تُختم القصة بمشهد مأساوي فظيع صارخ بظلم الناس وحقدهم وحقارتهم وجهلهم.
تقييمي: 10/7
عنوان النقد | اسم المستخدم | هل النقد مفيد؟ | تاريخ النشر |
---|---|---|---|
جحيمُ الدنيا وجنَّـةُ الله / الناسُ بلاءُ الناسِ | mnesblue | 0/0 | 30 يونيو 2023 |