أراء حرة: فيلم - آدم وحواء - 1951


أدم و حواء .....هدف تربوى نبيل و تناول ساذج و مبالغ .

تميزت أفلام الفنان الراحل حسين صدقى خاصة التى قام بإخراجها و تأليفها و انتاجها بأنها افلام تربوية تهدف الى تغيير المجتمع الى الافضل فقد كان الراحل مؤمنا بأن السينما لها دور هام و فعال فى تطوير و تثقيف المجتمع ..و لذلك حملت أفلامه العظة والعبرة وارشاد و النصيحة مدعما افكاره بالأيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة ...منها البيت السعيد و الشيخ حسن و المصرى افندى و فيلمنا هذا أدم و حواء والذى انتج عام 1951 ...ففى هذا الفيلم يناقش حسين صدقى العلاقة بين الزوج و زوجته و اهمية ان يكون الزوج له...اقرأ المزيد الرأى الاول و الاخير فى مسار البيت و ان يتحكم فى كل خصوصياته و على الزوجة الرضوخ التام لاوامره وطاعته طاعه عمياء ...و الا اختل الميزان وانهار البيت ..ففى بداية الفيلم نسمع صوت الفنان حسين صدقى يقوم بإهداء الفيلم الى الزوجات حتى لا يقلدن النساء الغربيات و يصبحن ندا للرجل فى معترك الحياة ثم نشهد زفاف سامى (حسين صدقى ) على فاطمة (ليلى مراد ) وشقيقتها عزات ( سميحة توفيق على مختار ( اسماعيل يس ) ..و فى الصباحية يصمم سامى على الذهاب للعمل فى الجريدة التى يتولى ادارتها مما يسبب مشكلة مع فاطمة التى ترفض ان يتركها زوجها ايام زواجهم الاولى و تطلب ان يسافروا لقضاء شهر العسل مع رفضه التام لذلك و تقف فى صفها امها ( مارى منيب ) و المتزوجة من شخص ضعيف الشخصية و تسيطر عليه ( عبد الوارث عسر ) فى نفس الوقت الذى تسيطر فيه عزات على زوجها مختار الزوج الخنوع و الذى يضعف تماما امام زوجته ...و لكن فى مقابل هذه الشخصيات الضعيفة امام زوجاتهم نجد شخصية سامى شخصية ديكتاتورية لا تتسم بالحكمة المطلوبة فنجدة مثلا يتصرف تصرفات صارمة مبالغ فيها كونه يذهب لعمله فى تانى يوم من زفافه و حرمان زوجته من قضاء و لو ايام معها تعتبرها كل زوجة اسعد ايام حياتها ثم اصراره على التأخير ايضا فى العودة للبيت متعمدا حتى تتعود الزوجه على ذلك و عندما يغضب من خروج زوجته بدون اذنه فانه لا يجد سوى ملابسها ليمزقها اربا ثم يشعر بخطئه فيشترى لها بدلا منها و عندما تغضب عند اهلها و تطلب نفقة فانه ايضا لا يعالج المشكلة بحكمة و لكنه يقوم بطلاقها ...و يرفض المبادرة بصلحها رغم انه اكد فى حواراته ان المرأة جنس ضعيف و تحتاج الى معاملة خاصة ...فليس بديل الرجل الخنوع ان يكون الرجل صارما و عنيفا و الذى يفتقد فيه للحكمة فى التعامل مع زوجته ..و عندما يريد الفيلم ان يؤكد ان المرأة لا تجيد العمل و أن مكانها هو البيت فهو يعرض ذلك من خلال مختار و زوجته عندما يقرران ان يتبادلا وظيفتهما فتقوم هى بإدارة شركته و يقوم هو باعمال المنزل من طبخ و خلافه و هذا بالطبع اسلوب ساذج و غير منطقى ومبالغ فيه فنجد الزوجة تفشل فى ادارة الشركة ولا تهتم سوي بزينتها و تتسبب فى افلاسها و الزوج يفشل فى النهوض بالشركة مرة اخرى ...و يصل الفيلم لحلول ساذجة اخرى للتخلص من اشرار الفيلم فتموت الحماة ( مارى منيب ) فى حفلة زار ليؤكد الفيلم خطأ من يقوم به ثم نجد الابن الفاسد جميل ( سعيد ابو بكر ) يشجع صديقه الثرى فريد ( صلاح نظمى ) ليتقدم للزواج من شقيقته فاطمه بعد طلاقها و لكنها ترفضه فيتفق معه لقتل سامى بحجة انه كان السبب فى كل المشاكل التى تعانى منها اسرته فيذهب الى منزله و يقتحم شقة سامى و لاندرى كيف ؟؟ و هناك يجد والده يقيم مع سامى فيتراجع عن قتل سامى و لكننا نجد صديقه فريد قد ظهرفجأه ليحث جميل كى يقتل والده و سامى و لكن جميل يرفض فتحدث مشادة بينهم و ينطلق الرصاص بينهم لتصرعهم معا !!! ...و بعد ذلك تعود فاطمة لزوجها بعد شعورها بالخطأ وانها سوف تطيع زوجها طاعة عمياء و ينتهى الفيلم ليؤكد ان على الزوجة الرضوخ التام للزوج و ان لا تفكر فى العمل لان مصيرها سيكون الفشل ..و هى بالطبع حلول ساذجة و لاتتناسب مع عصرنا هذا لان المرأة حاليا حصلت على الكثير من الحقوق .. فضلا على نجاحها فى الكثير من مجالات العمل ... ... اما عن الاخراج فكان اخراجا تقليديا لا يتميز بأى شئ و كانت اغانى ليلى مراد كثيرة بلا داعى فنجدها تغنى عندما تفرح و تغنى عندما تحزن وتغنى عندما تذهب للقاء زوجها و الاغرب عندما يصلها ورقة الطلاق تغنى امام عائلتها و لا تنتظر مثلا حتى تختلى بنفسها فى غرفتها !!! ..و كانت معظم الاغانى غير مميزة و ذات كلمات ركيكة و لم تشتهر باستثناء اغنية انا روحى فيك التى كانت ناجحة الى حد ما ...و أخيرا هذا الفيلم أقل الأفلام التى جمعت حسين صدقى و ليلى مراد نجاحا و أكثرهم سذاجة فليس بالاهداف النبيلة وحدها تنجح الافلام .