العوامة رقم 70.. كيف تنظر فى عيني امرأة انت تعرف أنك لا تستطيع حمايتها على مدار سنوات ومع بداية اهتمامي بالسينما قليلة هي الأفلام اللى قدرت تخلي عقلي يدور زى ماتور عربية على الرابع و اللى سايق شادد الهاند بريك، فيلم العوامة رقم 70 قصة وإخراج خيري بشارة وسيناريو وحوار فايز غالي واحد من الأفلام دي، الفيلم المحمل بكمية صدق غير طبيعية الفيلم اللى بيدور في زمن رقم 5 وزى ما قالت وداد " تيسير فهمي " فى الفيلم " أنت دلوقتى واقف فى رقم خمسة يا تنزل 4 3 2 1 0 يا تطلع 6 7 8 9 10 " مابعد أكتوبر وبعد...اقرأ المزيد الانفتاح وممارسات سياسية و تحولات اجتماعية كانت قادرة على تحويل مصر من بلد إلى وطن. الأفلام اللى بتعتمد على المكان كبطل مهم أساسي للحدث و بتعرف توظف ده صح أفلام قليلة جدا و تقريبا أغلبها لجيل بشارة ومحمد خان وعاطف الطيب و على سبيل المثال " خرج ولم يعد، الحريف" لمحمد خان، "الزمار، ليلة ساخنة" عاطف الطيب ،" إشارة مرور والعوامة رقم 70" لخيري بشارة. الفيلم ببساطة شديدة رغم عمقه وكونه وجبة سينمائية دسمة للغاية يناقش حالة التخبط مابعد نشوة 73 اللى عانى منها الشعب المصري كله عن طريق الثلاثي أحمد ووداد وسعاد هل نسعي وراء الحلم رغم الظروف وتغيراتها ومعاندتها لنا ولا نكن ونترزع فى اى جنب و ننسى كنا بنحلم بإيه، في مونولج قصير لأحمد وهو بيكلم حماه انه كان ناوي لما سافر أوروبا انه يعيش بأى طريقة لكن 73 رجع تاني ومش عارف رجع ليه بس حس انه لازم يرجع" اه فى الفنرة دى الشعب كله حس بأمل عظيم و قدرة رهيبة على التغيير و التقدم و السمو بس جاءت الرياح بما لاتشتهي السفن اغلبية الشعب رجع للإحباط و التراخي ماعدا القلة الثورية بالطبع لسه بتحارب ضد التيار حتى لو كانت مترددة فى حربها زى أحمد الشاذلي " أحمد زكي". على الرغم من تمرده على القيود القواعد بيخرج احمد الشاذلي من كفن الاب الفلاح الاصيل إلى أفق ارحب بمراحل في رحلة البحث عن حرية مفقودة لكن بيفضل ماسك بشعره معاوية فى ديل سلسال طويل من الموروثات المجتمعية و الثقافية اللى بتتجلى فى مشهده مع سعاد " ماجدة الخطيب " لما بيقولها انه اكتشف انها ما كنتش عذراء. الضمير و العقل والخبرة الموازية تتجلى فى دور كمال الشناوي " حسين " كل ما يتحط احمد الشاذلي فى موقف ملتبس على عقله او موقف محتاج تصرف سريع وهو متردد بيروح لعمه اللى هو بيحسده على حياته السابقة وثراءها فى إشارة واضحة لكم الخواء اللى واقع فيه جيل احمد الشاذلي، وبيوضح اكتر واكتر فى تردده الدائم فى كل قرار مهم ومصيري فى حياته. التردد مرض أحمد الشاذلي بيبدأ يطاردة فى صورة شبح عبدالعاطي "أحمد بدير" اللى تقاعس أحمد عن نجدته، زى ما بيتهم أحمد الشاذلي نفسه، بيطارده فى كل لحظة يتردد فيها لكن المطاردة بتخليه يحسم عدد من الأمور اللى جواه منها قدرته على الاستمرار فى علاقته بوداد من عدمها قدرته على التمسك بنشر الحقيقة من خلال الفيلم من عدمها، لذلك من الجائز اننا نقول ان شبح عبدالعاطي اعطي لأحمد السبب انه يحسم أمور معلقة كتير انه يخرج من دوامة التردد لمرحلة اتخاذ القرار حتي لو كان القرار مش سليم. كيف تنظر فى عيني امرأة انت تعرف أنك لا تستطيع حمايتها، يمكن تلخيص فيلم العوامة رقم 70 فى هذا المقطع الذي كتبه الشاعر العملاق أمل دنقل فى قصيدته لا تصالح، فمن فساد ضارب زى جدور الصفصافة فى قلب الوطن لخواء وتخبط واختلاف فى المفاهيم بين جيلين بيشاركوا بعض فى نفس الوطن وماهيه الناتج اللى هايخرج منه، بإختصار اكتر فيلم العوامة رقم 70 فيه كتير من حالتنا دلوقتى بعد زوال نشوة 25 يناير.
فيلم عسير الهضم لمن يجهل سينما (خيري بشارة) باردة الايقاع ولكنه ممتع لم يقبل أن يلعب بقواعد خيري..وأداء مميز للغاية لكمال الشناوي في دور قصير لا يتعدى العشر مشاهد