أراء حرة: فيلم - يحيا الحب - 1938


يحيا الحب ألبوم غنائي متنوع

بالرغم من أن فيلم (يحيا الحب) يعتبر ثالث فيلم روائي للموسيقار محمد عبدالوهاب بعد فيلميه (دموع الحب، والوردة البيضاء) إلا أنني أرى أنه قدم ألبوم غنائي جديد أكثر من تقديم فيلم روائي؛ وذلك حيث قدم عبدالوهاب مجموعة كبيرة من الأغاني المتميزة التي ظلت حتى الآن يرددها الكثير منا، ومازالت في آذهان المستعمين والمحبين، أذكر منها أغنيات (أحب عيشة الحرية، يادنيا يا غرامي، ويا وابور قولي رايح ع فين، والظلم ده كان ليه، طل انتظاري لوحدي) وهي كلها من كلمات الشاعر الكبير أحمد رامي، وأغنية (عندما يأتي المساء) من...اقرأ المزيد تأليف محمود أبوالوفا ،وغيرها من الأغاني التي يمتزج فيها الشجن بالفرح. الفيلم من إخراج رائد الفن والإخراج محمد كريم الذي قام بإخراج جميع أفلام محمد الوهاب منها (الوردة البيضاء، ودموع الحب ويحيا الحب ويوم سعيد وممنوع الحب ورصاصة في القلب حتى فيلمه الأخير (لست ملاكًا) عام 1946 والذي فقد نيجاتيف والبوساتيف الخاص بالفيلم ولم يتبقى منه سوى نسخة الفيديو. وبالرغم من أحداث الفيلم تميل أكثر إلى قصص مآسي الحب المعروفة والمتكررة؛ حيث قصة حب أخرى دارت فيها الأحداث حول شاب بسيط يُدعى (محمد) يتعلق بحب جارته نادية (ليلى مراد) ابنة الباشا، ونتيجة لسوء تفاهم يتخاصم الحبيبين، ويفترقا. إلا أننا نلاحظ أن محمد كريم استطاع برفقة المؤلف عباس علام أن يقدم سيناريو يميل إلى الكوميديا أكثر من التراجيديا التي اشتهر بها في أغلب أفلامه التي أخرجها وكتبها لعبدالوهاب وزج ببعض المشاهد الكوميدية الغير مناسبة أو غير متوافقة مع خط الأحداث إلا أنها كانت سببا في تقديم أغنية جديدة واحدة تلو الأخرى... فمثلا مشهد القطار والذي تغنى فيه مع ليلى مراد أغنتيه الشهيرة (يا وأبور قولي رايح على فين) لم يكن هناك أي سبب لاستقلاله القطار أو سفره غير أنه يغني تلك الأغنية ، وهكذا أغنية (أحب عيشة الحرية)، لتستمر الأحداث متتالية ومرتبطة بالأغاني التي قدمت أكثر من ارتباطها بأحداث الفيلم. ومن أكثر الإشارات دلالة على حرفية محمد كريم في اختيار أماكن التصوير وامتيازه فيها، أنه لم يتعمد اختيار القصور والسرايات الفارهة؛ بل ركز على الطبيعية الراقية بأغلب مشاهده، وحاول في كل مشهد أن يظهر معنى وصورة جمالية مختلفة. ويعتبر فيلم (يحيا الحب) هو الفيلم الأول للمطربة ليلى مراد التي شاركت بصوتها فقط بفيلم الضحايا عام 1935 وكانت وقتها لم تبلغ العشرون عامًا بعد، وقد استطاعت أن تقدم دورا رومانسيا جميلا، وساعدتها في ذلك ملامحها البسيطة الهادئة، خاصة أنها ناسبت الفتاة الخجولة التي وقعت في الحب لأول مرة.