عفوية وبساطة أجدها دائما في شخصية نجيب الريحاني اشتهر بها في جميع أفلامه التي قدمها وخاصة فيلم غزل البنات الذي يعتبر نقلة حاسمة في حياة الريحاني ومشوار حياته الذي قدم فيه أكثر من 29 عملا فنيا لاقى النجاح الجماهيري والفني المنشود وكان من بين هؤلاء اﻷعمال فيلم غزل البنات الذي شاركته في بطولته الفنانة ليلى مراد حيث يبدأ الفيلم بحس إجتماعي لمدرس بسيط ظل يعانده حظه دائما فيفقد وظيفته بالمدرسة ثم يعمل مدرسا عند الباشا لتعليم ابنته ليلى مراد فيخفق قلبه لحبها وتتوالى الأحداث في إطار رومانسي وتكوين...اقرأ المزيد إنساني طيب لا يختلف عنه الريحاني في جميع أفلامه ...وبعيدا عن قصة الفيلم نرى الأغاني وضعت بطريقة مناسبة لجميع الأحداث المختلفة فدلع بنت الباشا ورفاهيتها وأغنية (اتخمطري ياخيل) ودروس الأستاذ حمام وأغنية (ابجد هوز) حتى عندما تأكد الريحاني من حظه العاثر وأنه مازال يعانده بالرغم من فوزه بوظيفة وبمرتب لم يكن يحلم به وذلك بكتشافه حب ليلى مراد لمحمود المليجي حيث تغنى موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب أغنية (عاشق الروح) بطريقة رائعة تخدم مشهد حزين يغلب عليه الميلودراما ، فتتخيل أن الفيلم غنائي وضع له حوار بسيط لتقديم تلك الأغاني ، وبالرغم من هذا فإنني لم أرى غزل البنات فيلما كوميديا أو دراما اجتماعية مستهلكة في جميع الأفلام المصرية أو فيلما غنائيا ولكن رأيته فيلما رومانسيا وطيف جميل للحب يحاول فيه الحبيب التضحية لإسعاد من يحب ويقرر عدم اﻹفصاح عما بداخله وهذا ما برع فيه الريحاني بقدرة فائقة على خلق ذلك الجو الرومانسي المخلوط بكوميديا بسيطة يسخر بها من الواقع الاجتماعي الذي يعيشه أغلبنا وتلك الفوارق الاجتماعية والمادية التي تفرق بين الكثير من اﻷحبة وبراعته في استخدام تعبيرات وجه تدفعك للتعاطف مع ذلك المدرس الفقير ليظل السؤال قائم هل فعلا من المتسحيل أن يتزوج البستاني من بنت السلطان؟!....ولكن لم يكن هذا البعد الدرامي الذي قام عليه الفيلم فليس الفارق الاجتماعي هو الذي قتل حب البطلين فلم تكن البطلة تعرف حبه من البداية وإنما حظ الريحاني في اختياره هو السبب ليظل السؤال يتردد ولكن بشكل أخر هل حياة الريحاني كدا كما كان يقول دائما (أنا كدا اتخلقت كدا ...حظي كدا.