منصور الدهشوري رجل من بورسعيد حيث تدور الأحداث عقب هزيمة 1948، يتمتع منصور الشهير بالقبطان بقدرات خاصة غير مفهومة وسحر مع النساء، يتجول في المدينة مرددًا أخبار الحرب ويحبه الجميع، يسعى الحكمدار للقبض...اقرأ المزيد عليه لكنه يهرب منه في كل مرة كما لو كان أسطورة.
منصور الدهشوري رجل من بورسعيد حيث تدور الأحداث عقب هزيمة 1948، يتمتع منصور الشهير بالقبطان بقدرات خاصة غير مفهومة وسحر مع النساء، يتجول في المدينة مرددًا أخبار الحرب ويحبه الجميع،...اقرأ المزيد يسعى الحكمدار للقبض عليه لكنه يهرب منه في كل مرة كما لو كان أسطورة.
المزيدالقبطان سيد سعيد.. تجربة الفيلم الأول والأخير.. فالنناقش الكون فى فيلم واحد سيد سعيد مخرج غير معروف بالمرة للمشاهد العادي حصيلة انتاجه ينحصر فى مسلسلين الأول بعنوان تمساح الجزيرة و الثاني بعنوان رحلة إلى الشمس وهما غير مشهورين لدى الجمهور أو غير المتخصصين فى السينما إضافة إلى فيلم روائي طويل يتيم كان يبشر بتجربة جديدة على السينما المصرية وهو القبطان، إضافة إلى عدد من الافلام القصيرة تنوعت بين الروائي و التسجيلي، سيد سعيد خريج السينما فى عام 1975، و الذى عاندته الأقدار فى محاولته الاولي حيث كان...اقرأ المزيد من المقرر ان يقوم بإخراج فيلم شفيقة ومتولي الشهير و لكنه اصطدم بسعاد حسني لأسباب تعود للego، فإنسحب أو طرد حسب اختلاف الروايات، وجاء بعده يوسف شاهين الذى اجرى تعديلات جوهرية فى سيناريو وحوار صلاح جاهين و اضاف دورا جديد للمثل شاب وقتها وهو الفنان محمود الجندي فى دور المهرج ولكن حينما هاجمته الأزمة القلبية العنيفة و تقرر ضرورة إجراء عملية جراحية بلندن اوصي شاهين ان يقوم بإخراج الفيلم أبنه البكري كما كان يسميه المخرج على بدرخان الذى لم يحذف دور الجندي و لكنه همشه كل التهميش. سيد سعيد نموذج أخر على اضطهاد السلطة للفنان حيث عرف عن القبطان انه صاحب ميول يسارية فذاق بسببها مراره الاعتقال فى العهد الساداتي ليخرج نسيا منسيا بعدما تغير الوسط السينمائي وليحاول سيد سعيد ان يدق الابواب ليقدم وجهة نظره للناس إلى ان ينجح مع المنتج عادل حسني فى 1997 ويقدم فيلمه اليتيم القبطان. وقع سيد سعيد في فخ قلما ينجو منه كاتب او مخرج فى عمله الأول وهو محاولة مناقشة الكون بأكمله ووجهة نظره فيه فى فيلم واحد مما يجعل الفيل بحاجة إلى إعادة ترتيب و اختزال مشاهد و التركيز على مشاهد أخرى، ولكن سيد سعيد بسبب ميوله النقدية على ما اعتقد خفف من وطئة هذا الالتباس يناقش سعيد سؤال فلسفي ماذا لو تجسدت الفكرة أو الزمن فى شخص؟ من خلال شخصية القبطان الذي يبدو فى كثير من المشاهد كأنك تشاهد الراوي العليم بالأشياء و المجريات مشاهدة مباشرة لا عن طريق الصوت فقط. القبطان مجهول الهوية الشخص الذى يعيش فى بيت صيادين على شاطئ البحر تسأل نفسك طيله الفيلم عن كينونته وحقيقته أصله وفصله ولكنك تنسى كل تلك الأسئلة حينما تظهر شخصية وجيدة الفتاة الغجرية الجميلة ابنة تزاوج الطبقة البرجوازية بأبناء الأحياء الشعبية و تختار ان تعيش فى كنف والدها السكير لاعب الكرة السابق الذى أدي دوره ببراعه معتادة لطفي لبيب و تألقت وفاء صادق فى وجيدة لتكون وجيدة الباب السحرى لعقد من الصداقة يجمع ثلاثة متنافسين على قلبها أولهم سامي إبن الملاواني الرجل الذى يعمل فى " كامب الانجليز "، والأخر المحمدي إبن الصول النوبي الذى استشهد فى 1948 وهو نفس العام الذى تدور فيه الأحداث، و الأخير هو كمال إبن الطبقة البرجوازية و الذى اختار دفء الصحبة على الإنخراط فى عالمه المزيف، الذى نسجه سيد سعيد ووضع فيه كل ما يكرهه فى الرأسمالية. ثم يأتي الحكمدار إسماعيل الخازندار الذى أدى دوره ببراعة منقطعة النظير الفنان القدير و المخرج المميز أحمد توفيق، من خلال توليفه من الشخصيات بعضها كتب بعناية شديدة كطرفى الصراع الظاهر فى الفيلم القبطان و الحكمدار، و بعضها تميز بأداء الممثلين مثل العاهرة لواحظ و الذى أدت دورها منى حسين وكمال ووالد وجيدة وغيرهم من الشخصيات التي اثرت العمل رغم تهميشها. القبطان أو الزمن أو الفكرة خلقه سيد سعيد فى بيئة غنية حيث اختار مدينة بورسعيد واختار اغاني الضمة التى كانت فى الاصل أغاني صوفيه كخلفية موسيقية و اختار عام 1948 ليجعل المرأة تصرخ فى بداية الفيلم دون ان نراها " ناجي يا ناجي" ولعل إختيار الزمن ووضع القضية الفلسطينية كان مقحما على الدراما، ولكن هكذا اراد سيد سعيد ولتكن مشيئة المخرج. الزمن السينمائي هام جدا لتفسير لغز القبطان حيث غلبت المشاهد الليلية على احداث الفيلم مما يجعل تفسير الحلم أو الوهم تفسيرا قائما فيصبح القبطان هو حلم أو وهم فى قلوب العاشقين و الحالمين بالحرية و الصيادين الذين يجلسون بين يديه ليحكى لهم ما يسمعه فى الراديو بلغات مختلفه منها الأسباني و الانجليزى و الفرنسي و اليوناني والروسي، و يحكي لهم عن حركات التحرير فى جرينادا و الهند و فيتنام، و ايضا القبطان الحلم يحلم فتظهر له هيلينا الذى يعتقد انها إبنة أخ صاحب البار المعتاد ان يجلس فيه وتظهر فى الفيلم على انها مطربة يونانية هاربة من بطش السلطات فى بلدها، بينما يكشف سيد سعيد فى نهاية أن هيلينا كانت وهما فى عقل حلم بل و ان منزل القبطان ملتقي الصيادين كان ايضا وهم و تخرج من الفيلم قبل نهايته معتقدا ان القبطان قد مات و لكن من قال ان الاحلام أو الافكار او الزمن تسري عليه قواعد الموت و الحياة فيفاجأك سيد سعيد ان القبطان مازال حيا رغم اعدام وجيدة و سامي و مقتل المحمدي فى الثلث الأخير من الفيلم و دروشه كمال فى نهاية الفيلم القبطان حيا كالأفكار يسخر من السلطة المهزومه المتمثله فى الحكمدار. أراد سيد سعيد ان يبرهن أن المصير يحدد من البدايات فوجيدة تعلن حبها لسامي قبيل إعدمهما لقتله القائد الانجليزى ومساعدة وجيده له على الإختباء فتعود على الفور للمشهد الأول لوجيدة و سامي حينما شاهدها سامي تسبح فى البحر عارية أما كمال فيتجه للصوفيه و الدروشه بعد موت وجيدة فى إشارة إلى المشهد الذى انفصل فيه عن القبطان فى بداية ظهوره فى الفيلم حينما مر موكب صوفي ابتلع كمال بداخله قبل ان يتركه و يرحل وهو فى حاله من التوهه لتقوده قدماه إلى لواحظ الغانية التي نكتشف ان منزلها بجوار منزل الصوفيه فيتجرد كمال من ملابسه الغالية و يلقيها فى الشارع كمن يلقي ثقل عن كاهله ويقف بين منزل لواحظ و منزل الصوفيه المتجاورين. سيد سعيد الساعي لمناقشة الكون فى فيلم واحد غاب عنه فكرة الترتيب و تكثيف الفيلم فقد أثار العديد من الأسئلة و فتح العديد من الأبواب دون ان يمضي فى داخل كل منهم سوى خطوات و يعود ليطرق بابا أخر فخرج الفيلم جذاب يبشر بمدرسة جديدة على السينما المصرية يحمل أخطاء التجربة الاولي و يحمل تبشيرا بكاتب و مخرج متميز إذا استمر و لكن توقف سيد سعيد ليكون له فى السينما المصرية طليعة تجربة دون تجربة كاملة يمكن الحكم عليها أو ردها أو تقيمها بالشكل المطلوب.