أراء حرة: فيلم - شفاه لا تعرف الكذب - 1980


موضوعات متكررة عرضت بشكل جديد

خطين دراميين واضحين بنيت عليهما أحداث فيلم شفاه لا تعرف الكذب للمخرج محمد عبد العزيز الخط الأول تجارة المخدرات والخط الثاني كان خط رومانسي لقصة الحب التي نشأت بين بطلي الفيلم والتي قد نجدها موضوعات متكررة نوعا ما ومستهلكة إلا أنه فيلم نظيف شديد الرقي بالرغم من أن عنوانه قد يوحي للبعض بغير ذلك...القصة تدور حول الموظفة البسيطة إيمان (نيللي) التي تضطرها الظروف لتعمل تجارة شنطة مع وزة (هدى سلطان) وحمدي (سمير غانم) اللذان يزجان بها في طريق تهريب المخدرات، تسافر إيمان إلى تونس وتتعرف على الطيار أحمد...اقرأ المزيد (سمير صبري) الذي يعجب بها ويقع في حبها ويقرر الزواج منها وفي إحدى السفريات تترك إيمان الشنطة مع أحمد دون أن تعلم ما بدخلها من شحنة المخدرات وبتفتيش الحقيبة داخل المطار يكتشف الأمر ويتم القبض على أحمد الذي يرفض الاعتراف عليها....الفيلم يعد نموذجا بسيطا لم يقصد بالخط الدرامي الأول فيه والذي انصب على تجارة المخدرات بإسقاط سياسي حول الانفتاح الاقتصادي وقتها ولم يكن المغزى الرئيسي من ذلك توضيح طرق التهريب المختلفة وإنما كان في تقديري بناء وأساس للخط الدرامي الثاني وقصة الحب التي نشأت بين إيمان واحمد واتضح ذلك من خلال سبل التضحية العالية التي تجلت في شخصية أحمد لتكشف بذلك حس جماهيري بسيط لتلك القصة ومن هنا يأتي دور الفنانة نيللي والتي كانت على مستوى واضح من السيطرة على أدواتها الفنية فقدمت عملا اجتماعيا لم نتعود عليه واكتشفنا موهبتها الجديدة بعيدا عن الاستعراضات والغناء الي تميزت به ونجحت ببراعة شديدة في تقديمه كذلك دور الفنان سمير صبري الذي كانت تعبيراته ملهمة لشخصية الطيار أحمد ...المشهد الختامي للفيلم رغم بساطته وتكراره في أغلب الأعمال الفنية إلا أنني أراه في تقديري مشهد عبقري ينهي أحداث رومانسية بطريقة بسيطة.