أراء حرة: فيلم - ليلة ساخنة - 1995


سينما الابعاد الانسانية

ليلة ساخنة لوحة فنية جميلة مليئة بالوان الحياة الاكثر سخونة رسمها المبدع عاطف الطيب قبل ان توضع نهاية لرسالته الفنية بوفاته مستكملا تقديم روئ فنية معبرة بدء من عمله كمساعد مخرج بفيلم (عيب يالولو يالولو عيب) ومرورا بإخراجه لـ(سواق الاتوبيس) و(ملف في الآداب) وانتهاء ب(جبر الخواطر) حيث تميز المخرج عاطف الطيب بتقديم سينما اكثر واقعية تناقش حياة محدودي الدخل والطبقة الكادحة ومايلاقوه من ظروف اجتماعية صعبة محاولا نقلها كما هي ليخرج إلى النور بفيلمه ليلة ساخنة الذي لاقى استحسان كبير من النقاد والجمهور...اقرأ المزيد لرصده حالات حقيقية بالشارع المصري وخاصة بتلك الساعات التي تناولها السيناريست رفيق الصبان بقصة سائق التاكسي (نور الشريف) الذي يسعى للعمل في ليلة رأس السنة املا في استكمال مصاريف المستشفى التي اودع فيه حماته ليؤكد بذلك حبه لها رغم وفاة زوجته وانقطاع كل ما ماكان يربطهما محللا شخصية السائق من حيث ابعاده الانسانية في محاولة مساعدة فتاة الليل (لبلبة) للحصول هي الاخرى ع مبلغ ضئيل من المال حتى تتمكن من تنكيس المنزل الذي تقطن فيه رافضا لجوئها إلى ممارسة الرذيلة لتحقيق منيتها ومع هذه الابعاد التي اعتاد عاطف الطيب تقديمها عن البسطاء وعن حياتهم يرصد الفيلم كيف يقضي الناس تلك الليلة بدء من متوسطي الدخل حيث مشاهد ممرضي المستشفى وكيفية احتفالهم بليلة رأس السنة حسب امكانياتهم المحدودة بجمع مبالغ مالية بسيطة من بعضهم البعض لشراء كعكة وتجمعهم حولها ومرورا بالشباب المستهتر والذي يحاول الاستعداد لقضاء تلك الليلة بالملاهي الليلية وصرف تحويشة كبيرة من دخلهم للاستمتاع بغض النظر عن خروجهم عن المعقول والمنطق في تصرفاتهم وانتهاء بحالات البزخ التي تحدث في تلك الليلة من الاغنياء ...لينتهي كابوس تلك الليلة بدفع عاطف الطيب لفكرته إلى عقول المشاهدين دون افتعال او اختلاق للاحدث غير حقيقة