في طريقة أخرى لسرد حكاية "خُط الصعيد" الذي أرهب، وروع أهالي الصعيد في الأربعينيات من القرن الماضي؛ حاول صلاح أبو سيف برفقة الكاتب الكبير نجيب محفوظ وضع سيناريو لتلك الأحداث الحقيقية من خلال فيلمه (الوحش) بطولة: أنور وجدي: وسامية جمال: ومحمود المليجي في دور (الوحش). تدور أحداث الفيلم حول عبدالصبور الذي يعمل في فيلا الباشا رضوان تحت حمايته، ويترأس عصابة خطيرة ترهب أهالي القرية كلها، يتولى الضابط رؤوف مهمة القبض عليه، وإلقائه في السجن، والقضاء عليه. إذا نظرنا إلى الإسلوب الذي كتب به أبو سيف...اقرأ المزيد ومحفوظ السيناريو؛ سنجد أننا أمام أسلوب مشوق عولج به قصة حدثت بالفعل، وقدمت أكثر من مرة وبطرق مختلفة نذكر منها (المطاردة)، و(الٌخط) وغيرها من الأعمال الدرامية التي تناولت تلك الحادثة. وبالرغم من مناسبة المشاهد لواقعية الأحداث والقصة الحقيقة إلا أن تنفيذ ذلك جاء في بعض اللقطات مرهل وغير متقن، فمثلا دور الراقصة نعاسة والذي قدمته سامية جمال وحياة الرفاهية التي تعيش فيها بالرغم من أنها راقصة صعيدية فقيرة؛ فملابسها وإكسسوارتها دلت ع غير ذلك،أيضا نلاحظ تنفيذ المعارك والمطاردات كانت بعيدة كل البعد عن المكان الذي تدور فيه القصة وهو الصعيد؛ فبدت المعارك والمطاردات بالسيارات حتى أن طريقة قطع العصابة للطريق لما تناسب ذلك الوقت. كعادة أبو سيف دائما أن يقدم في أعماله جزء تسجيلي عن الحياة المصرية، وهنا حاول تقديم شكل للحياة الريفية والقرية المصرية بشكل خاص، وبالرغم من أنه قدمها في شكل لقطات منفصلة إلا أنه استطاع أن يخرج بشكل متفاعل مع الأحداث، وبصورة جميلة. رسالة أخرى قدمها أبو سيف من خلال فيلمه الوحش وهي التأكيد بشكل قوي على أن طغيان ذلك المجرم اعتمد في الأول وفي الأخر على الأشخاص الذين يساعدونه سواء كانو من أهالي القرية وذلك لخوفهم وعدم تعاونهم مع الشرطة، أو عن طريق الأغنياء الذين يعتمدون عليه في حراسة ممتلاكاتهم مما زاد من طغيانه وقوته. الفيلم جيد ويعتبر من الأفلام التي برع صلاح أبو سيف في تنفيذها بالرغم من الأشياء التي أخذت عليه ف التنفيذ.