أراء حرة: فيلم - مبكى العشاق - 1966


أين هو هذا المبكى و من هم هؤلاء العشاق ؟؟ .

هذا الفيلم من أفلام سعاد حسنى التى لم تنال شهرة او نجاح كبير ...ربما يعود ذلك لتجسيد سعاد لدور خادمة فهو دور غريب و جديد عليها و ربما لايتناسب مع جمال و جاذبية سعاد و لذلك لم يقتنع الجمهور بدورها رغم اجادتها له ..و الفيلم رغم الاسماء الكبيرة التى حفل بها فهناك جوانب غير مقنعة فى أحداثه ..ففى بداية الفيلم نجد أن السيناريو يدخل فى المشكلة رأسا دون اى تمهيد و هو وفاة الزوجة كريمة ( زهرة العلا ) فى حادث سيارة و نحن لم نشاهد هذه الحادثة و لم نعرف أسبابها ...و تتوفى الزوجة تاركة الزوج محمود ( رشدى...اقرأ المزيد اباظة ) و طفلة صغيرة تدعى ليلى ...و رغم استدعاء الطفلة لرؤية امها وهى تحتضر فى المستشفى فإن الاب و على مدخل باب غرفة الام بعد وفاتها يوهم ابنته ان امها قد سافرت فجأة و تقتنع الطفلة بسذاجة رغم ذكائها و عمرها المدرك لما يحيط بها ...و يعانى الزوج من فقدان زوجته و ينصحه صديقه خليل ( يوسف شعبان ) بأن تتولى سكينة الخادمة ( سعاد حسنى) رعايتها كأنها كانت غائبة عنه و هنا نتسائل كيف لزوجة أن توكل تربية ابنتها لفتاة فى جمال و جاذبية سكينة مع زوجها و ليس لخادمة كبيرة فى السن مثلا تكون غير ذات مطمع للزوج...فالزوج الارمل بالطبع سوف يتعرض للفتنة فما اجتمع رجل و امراة الا و الشيطان ثالثهما .. فعندما يعود الاب من عمله يشعر بالاثارة تجاه الخادمة خاصة عندما شاهدها بملابسها العارية فى الحمام تقوم بغسل الملابس ثم فى مشهد اخر لا يتحمل وضعها وهى نائمة فيقوم بالاعتداء عليها بحجة انه كان فى حالة سكر ..فى مقابل استسلامها التام له ..و تتفاقم الازمة بحملها ....و عندما يعرض ازمته على صديقه خليل ينصحه باللجوء الى الداية للتخلص من الجنين ..و لكن سكينة ترفض فى البداية عملية اجهاضها و تطلب أن تحتفظ به و انها سوف ترحل بحملها و هو حل غير مقنع ....و هنا لابد أن نتسائل أليس لهذه الخادمة اهل او اسرة اما إنها أتت من فراغ فلم نعرف لها علاقة او صلة بأحد.. فنجد أن بناء الشخصيات فى الفيلم غير مقنع فكلها شخصيات هلامية لا أصل لها ...ومن أخطاء الفيلم عندما تهرب سكينة فى جو شديد المطر و يلحق بها محمود نجدهم يتحدثون فى خارج البيت لفترة طويلة مطالبا عودتها و لا نجد عليهم اى أثر للمطر... و عندما يعودون للمنزل ويكتشف غيابهم صديقه خليل و شقيقته درية ( سهير البارونى ) بسبب أن الابنة استيقظت فلم تجدهم فلجأت اليهم نجد أن سكينة تدعى انها كانت عند طبيب الاسنان لوجع فى أسنانها.. رغم ان الاب كان يرتدى روبا و ليس زيا للخروج !! فيكف يفوت ذلك عليهم ...كما كان هناك استغلال لاغنية ام كلثوم أمل حياتى التى يبدو انها كانت ناجحة فى تلك الفترة فأقحمها المخرج فى مشهد طويل على شكل حلم تحلم به سكينة بانها فى مركب مع محمود يتنزهون فى سعادة و نلاحظ أن المخرج لم يحافظ على وحدة المكان حيث بدأت رحلة المركب فى البحر الاحمر ثم وجدناهم فى نهر النيل فحتى لو كان حلما فكان لابد من الاحتفاظ بوحدة المكان ثم يلقى محمود بسكينة فى البحر لتستيقظ مذعورة مصممه على الرحيل خوفا من أن يتخلص منها محمود بالفعل درءا للفضيحة ...و فى نهاية الفيلم اراد المخرج ان تكون النهاية مثيرة فيجعل الابنة و قد شعرت بالمشكلة و تريد انقاذ سكينة خادمتها الاثيرة من الموت .. فتهدد بإلقاء نفسها من أبراج الشركة التى يعمل بها والدها و هنا ايضا نتسائل فكيف لهذه الفتاة الصغيرة دخول الشركة بهذه السهولة وكيف تصعد البرج دون أن ينتبه لها أحد خاصة انها شركة بترول و اجراءات الامن فيها لابد و أن تكون مشددة فضلا ان هذا الفعل تسبب فى فضح الاب فى عقر عمله و علم الجميع انه اعتدى على خادمته فكيف له ان يواصل عمله فى هذا المكان تساؤلات لا يجيب عنها الفيلم !!! ...ثم نجد نهاية الفيلم و قد تزوج الاب من الخادمة لتنجب ثلاثة اطفال ذكور مرة واحدة و فى نفس العمر تقريبا و يريد المخرج ان يؤكد انهم يعيشون فى سعادة فيقوم أحد الأطفال بإشعال النار فى ملابس الاب الذى كان مشغولا باللعب مع دمية و كان الأوقع أن يقرأ كتابا مثلا ليهب مذعورا و بدلا من أن يعنف الطفل على فعلته الشنعاء يلجأ الى زوجته سكينة ليلومها من شقاوة الابناء لترد قائلة انهم ابناءك ايضا و يغرقون فى قبلة طويلة أمام مرأى ومسمع من الاطفال و هذا شيئا غير مقنع بالمرة حتى أن الابن ينهر شقيقته الكبرى و يطلب منها مغادرة المكان ليظل هو ينظر لهم فى استغراب !!! ..و اخيرا فرغم أن الفيلم مسليا و استطاع المخرج أن يصور فى أماكن جديدة على السينما كما أجاد جميع الفنانين لادوارهم الا ان المشاهد لا يقتنع بأحداثه او واقعيته ..و نلاحظ هنا الدور الجديد الذى قامت به سهير البارونى وهو دور درية المطلقة التى تحاول أن تجذب انتباه الاب للزواج منها و تتحامل على سكينة و تشعر ان هناك شيئا بينهم فكان دورا مميزا فى مشوار سهير التى حوصرت فى الادوار الكوميدية الهزلية ...و رغم أن القصة للاديب الكبير يوسف السباعى فنشعر انها ليست من قصصه القوية التى تميز بها كما أن عنوان الفيلم بعيد عن أحداثه فلم نعرف أين هو هذا المبكى و من هم هؤلاء العشاق !!!.