يحلم خليل أنه يتنزه فوق البلاج، ويلتقى بالفتاة الجميلة رشيدة، التي تستحم في المياه بملابسها البيضاء، وبعد عدة أيام، يلتقى خليل في المدينة بنفس فتاة أحلامه، ولأنه يحبها، فيقرر أن يتزوجها، تبدو رشيدة...اقرأ المزيد كأنها مسحورة بمرآة كبيرة.
يحلم خليل أنه يتنزه فوق البلاج، ويلتقى بالفتاة الجميلة رشيدة، التي تستحم في المياه بملابسها البيضاء، وبعد عدة أيام، يلتقى خليل في المدينة بنفس فتاة أحلامه، ولأنه يحبها، فيقرر أن...اقرأ المزيد يتزوجها، تبدو رشيدة كأنها مسحورة بمرآة كبيرة.
المزيدفيلم " قفطان الحب " لمومن السميحي بين ثراء الصورة وغرابة المعنى فيلم " قفطان الحب المنقط بالهوى " للمخرج السينمائي المغربي مومن السميحي ، يحاول أن يقارب موضوعتين نفسيتين هما النرجسية والازدواجية . وقد اعتمد المخرج من أجل تحقيق هذا الغرض عالم الأحلام بكل ما يحمله من غرائب وعجائب ومتناقضات ، الشيء الذي جعله يتجاوز قانون التاريخ والأخلاق والعقل . لقد أراد أن يعبر عن واقع موجود بواسطة حلم ينذر أن يتحقق ، مما أضفى على البنية الدلالية لخطابه السينمائي كثيرا من الالتباس والغموض ، ففتح...اقرأ المزيد المجال واسعا أمام المتفرج ليطرح أسئلة من هذا النوع : ماذا يريد السميحي تبليغه ؟ لماذا التجأ للحلم من أجل التعبير عن الواقع ؟ أي نوع من الجمهور يريد مخاطبته ؟ . الواقع أنك تغادر قاعة العرض – إذا كنت قد شاهدت الفيلم لأول مرة – وذاكرتك مملوءة بمجموعة من الصور التي يصعب أن تستجلي منها فكرة واضحة . إنك بكل بساطة أمام صور تتحرك أمامك دون أن ترسم في ذهنك أحداثا متماسكة تكون بناء دراميا متناميا واضح المعالم حافلا بعنصر التشويق الفني ، ذلك أن مومن السميحي تبنى طيلة فيلمه تقنية التكسير على الرغم من اعتماده قصة شفوية منطق تشكلها الفني يوحي بالمحافظة على التسلسل الزمني والترابط المنطقي . تبدأ عملية الزج بالمشاهد في عالم الأحلام منذ المشهد الأول من الفيلم ، حيث يقدم لنا المخرج البطل ( خليل ) في صورة إنسان حالم يرغب في الزواج من فتاة جميلة يصادفها على شاطئ البحر . هناك في ذلك المكان يستقر شيخ أعمى يقربه من هوية معشوقته ( رشيدة ) . وينقطع المشهد ، ليكتشف البطل أن ما رآه ما هو إلا حلم لذيذ ، وليكتشف المشاهد معه أن ما كان يشاهده لا يمت إلى الواقع بصلة . وينقلنا المخرج من هذا العالم الحالم إلى عالم الواقع حيث بطل الفيلم إنسان عاد يباشر عمله بما يستحقه من الجدية ، وتربطه بمؤسسات المحيط الذي يحتضنه علاقات طبيعية ، إلا أن الشيء الوحيد الذي يملأ حياته أكثر من غيره هو ذلك الحلم ، حلم تلك الفتاة الجميلة التي يسعى للارتباط بها . من هنا يبدأ إحساس المتفرج بالغرابة ، فتشتد حيرته ، وتكثر تساؤلاته ، وتتعدد افتراضاته : هل من المعقول أن يصادف الإنسان فتاته النموذجية أثناء الحلم ، ثم يعتقد للتو أنها ستكون شريكة حياته ؟ وتتبدد عناصر هذا السؤال حينما يطالعنا المخرج بمشهد تلتقي فيه عينا الحالم بالصورة ذاتها التي ظهرت على الشاطئ فابتلعها البحر بعد ذلك . وكأن المخرج يدعو المشاهد لتصديق هذا الحلم ، وليتابع معه سيناريو الأحداث الواقعية التي ستبتدئ بالخطوبة ، ليتبعها الزواج بعد ذلك . كل ذلك مر في لحظات سريعة تم فيها اختزال الزمن والمسافات ، حتى إن المشاهد نفسه اكتشف أن عليه أن يركز جيدا لكي يفهم ما يمر أمامه ، عليه ألا يحلل الأحداث لكي لا تفوته أخرى ، بل إنه بدأ يكتشف أن ما يجري أمامه على الشاشة مجرد وهم في صورة واقع ، خصوصا أثناء بعض اللحظات التسجيلية من الفيلم التي حاول المخرج من خلالها تلخيص الجو العام الذي تمر فيه بعض الأعراس المغربية حيث جماعة من النساء يرددن أغنية مصرية ، يرقص على إيقاعها جسد أنثوي لا يتورع في الكشف عن مفاتنه . هنا يتساءل المشاهد : هل هذا النوع من الأعراس موجود بمنطقة الشمال خصوصا وأن المكان الذي يحتضن وقائع الفيلم هو مدينة طنجة ؟ أم أن الأمر يتعلق بتصور معين لعرس ينبغي أن يتحقق ؟ أم أنه مجرد حلم من الأحلام التي تشكل نسيج الفيلم ؟ إلا أن هذه التساؤلات تبقى مطروحة ، ولن تتحدد معالم الإجابة عنها إلا من خلال متابعة بقية الأحداث التي تتسم عموما بسرعة التوارد لدرجة أن المشاهد يفاجأ بمشهد ما لم تكن الأحداث السالفة قد بشرت به . وتنطلق مرحلة أخرى من الفيلم مباشرة بعد انتهاء حفل الزواج ، حيث تبتدئ المشاكل التي لم يكن بطل الفيلم يحسب لها حسابا . فزوجته الحسناء إنسانة غير عادية ، معجبة بجسدها إلى درجة الجنون ، فهي تقف ساعات طوال أمام المرآة للتمتع بجماله ، مما زاد في تعميق مرضها ، فأصبحت تتخيل أن الصورة التي في المرآة ليست صورتها ، وإنما هي صورة إنسانة أخرى أكثر منها بهاء وجمالا وتريد أن تسرق منها زوجها الذي تعشقه عشقا مرضيا . وتنجب ( رشيدة ) صبيا ويتم الاحتفال به على عادة الكثير من الأسر المغربية التي تذبح كبشا كلما ازدان فراشها بمولود ذكر . في هذه اللحظة بالذات تبدأ أول ملامح الفاجعة . ذبح الكبش بسكين لا تستخدم عادة إلا للحلاقة ، ولقطة مكبرة للدم الأحمر يسيل غزيرا من عنق الكبش . ويحس المشاهد حينئذ بالكثير من التقزز وهو يشاهد هذه اللقطات . أما ( رشيدة ) – باعتبارها امرأة غير عادية – فلم تتأثر بهذا الطقس الاحتفالي المروع ، بل أحست بأن هذا الطفل الصغير هو بمثابة جسد غريب عنها ينبغي التخلص منه في أقرب مناسبة . وبالفعل تم لها ذلك في جو تورع فيه