في الفيلم لحظة استشهاد مصري كالتالي; مصري يلقي بالقرص المعدني -الذي يحمل اسم ابن العمدة توفيق عبدالرازق الشرشابي- في الأرض ويجري الي منطقة مكشوفة فيصاب بلغم تقريبا أو بقنبلة ودا مش صحيح حسب القصة المأخوذ عنها الفيلم -الحرب في بر مصر للكاتب محمد يوسف القعيد- ولكن أحداث استشهاده كالتالي; مصري أراد أن يقابل قائد الكتيبة ويحكي له حكايته وانه مجند بدلا من ابن العمدة وان اسمه الحقيقي مصري عبدالجواد لان ضميره كان مأنبه بسبب جريمة التزوير وانه اكتشف انه في حالة استشهاده هيبقي مش هو اللي حارب باسم مصر...اقرأ المزيد ولكن ابن العمدة!! ومستحقاته هتتصرف للعمدة ومش لابوه وامه واخواته. فقرر يفضحهم جميعا. في وقت مقابلة قائد الكتيبة كانت حالة الطواري معلنة وفي اجتماعات للقادة فأحس ان الحرب علي وشك القيام، فقرر انه ميتكلمش عن الموضوع لان الوقت مش مناسب ولكن طلب من القائد انه ينقله جبهة القتال فورا لان هو دا الحل الوحيد اللي هيريحه ومعدش مهم عنده الا ان مصر تنال حريتها، وبالفعل استشهد لكن قبلها كان حكي القصة الكاملة لزميله -أشرف عبدالباقي- وهذا من وجهة نظري يعطي قيمة لاستشهاد الجندي المجهول -مصري- علي عكس ما ظهر في الفيلم لحظة استشهاده وكأنه انتحر!!
إذا أراد أحد كتابة نقد عن فيلم المواطن مصري لن يعرف من أين يبدأ؟ هل من الموسيقى التصويرية أم تتر البداية؟ هل يتناول قصة الفيلم ويفندها؟ وإذا تناول قصة الفيلم هل سيتعامل معها كأنها قصة درامية عن الجهل والفقر والذل أم كأنها رواية تحكي بطولة محفورة عن حرب لا يعلم أحد إذا كانت ضد العدو الخارجي أم ضد عدو داخلي متمثل في الظلم. ولكن الحقيقة هي أن فيلم المواطن مصري مزيج من هذا وذاك وتزيد عنهم، فهي رواية عن الجندي المجهول الذي حارب على الجبهة وعن الذي قُتل من كثرة الذل داخل الوطن. بدءًا ذي بدء، يرصد...اقرأ المزيد الفيلم قصة عمدة ظالم يُدعى عبد الرازق الشرشابى (عمر الشريف) قبيل عام 1973 الذي ظن أنه ورث الأرض بمن عليها، حين يُطلب ابنه الأصغر توفيق (خالد النبوي) للتجنيد ترفض زوجته (صفية العمري) حيث أنه وحيدها وتقنع العمدة ببذل كل السبل المتاحة والغير متاحة من أجل تجنب ذلك. يقترح عليه أحد الأشخاص بإرسال من ينتحل صفة ابنه ويذهب بدلًا منه. بالفعل بعد ترهيب وترغيب يقنع أب فقير يُدعى عبد الموجود (عزت العلايلي) بارسال ابنه مصري (عبد الله محمود) للتجنيد بالرغم من أنه هو وحيد أمه وأبيه مقابل أن يعطيه خمسة فداديين، ويذهب مصري للجيش بإسم ابن العمدة. قبل تناول قصة الفيلم المأخوذة عن رواية الروائي يوسف القعيد (الحرب في بر مصر) يجب علينا ألا نغفل تتر البداية والذي يُعد رسالة من المخرج صلاح أبو سيف. التتر ليس فقط حروف على الشاشة تخبرنا بأبطال الفيلم والفريق القائم عليه ولكنه رسالة تنوير عما ستشاهده داخل الفيلم، فالتتر عبارة عن لقطات حية أُخذت عند نصب الجندي المجهول في القاهرة وليس هذا فقط ولكنه مصحوب بموسيقى تصويرية ألفها الموسيقار (ياسر عبد الرحمن) حتماً ولا بد ستقشعر لها بدنك وكأنها أصوات أهات لهؤلاء الذين قضوا نحبهم في سبيل ذلك الوطن ولم يعلم عنهم أحد ولكن يُطلق عليهم "الجندي المجهول". "الجندي المجهول" في هذا الفيلم مصري عبد الموجود الذي اُستشهد في حرب أكتوبر بعدما تم محو أي ورقة أو شهادة تثبت أنه مصري عبد الموجود، حيث أن كل شيء في أورقة المصالح الحكومية تشهد أنه توفيق عبد الرازق الشرشابي. لكن هناك أمل يبذخ حيث قبل أن يُستشهد مصري يبوح لزميله حسن (أشرف عبد الباقي) بالحقيقة وربما سيعود حقه من جديد ويكرم بين الناس كشهيد. على الفور يبلغ حسن السلطات المعنية بما أخبره به مصري. تذهب قوة من الجيش لقرية مصري ومعها الجثمان لدفنه ولكن يجب أن يتعرف عليه والده الحقيقي عبد الموجود. نجد أن ربما هناك تعاطف مع عبد الموجود وأُتيحت له فرصة سانحة من أجل قول الحقيقة ولكن ظلم عبد الرازق لا حدود له حيث يعود معه من جديد لأسلوب الترهيب والترغيب. يتم فتح النعش الذي به جثمان مصري في مشهد مهيب وغاية في الروعة والذي يعد المشهد الرئيسي في الفيلم من حيث التصوير والموسيقى والحوار، حيث أن النعش مازال في عربة الجيش أي أن مصري في عهدتهم ومازل دمه لم يبرد بعد. فور فتح النعش تظن أن عبد الموجود سيصرخ (ابني، حبيبي، قتلوك يا ولدي) أي شيء من هذا القبيل، ولكن تنصدم حينما يسكت ولكن تقول عيناه مليون شيء وشيء، تكاد تنفجر عيناه من الذل والقهر. تظن ثانياً أنه سينطق بعدما يطلب منه من حوله قول الحقيقة. وبالرغم من أن المشهد قصير لكن سكوت عبد الموجود يجعلك تشعر بأنه طويل. تكاد أنت تصرخ معهم (قول يا عبد الموجود ... قول ابني .. قول الحقيقة) ولكن لا حياة لمن تنادي. يُدفن مصري بإسم توفيق عبد الرازق الشرشابي مقابل خمسة فدانيين من الأرض. يذهب العمدة لعبد الموجود الملكوم وهو جالس في الأرض تحت شجرة ويخبره أنه سينفذ وعده له. ولكن حين يخبر عبد الموجود العمدة أن ابنه مصري قبل وفاته سأله عن تسجيل الأرض بإسمه، يرد العمدة "الأرض ما أنت قاعد عليها .. شفتني سحبتها من تحت رجليك" ويذهب ويتركه. بالفعل تلك هي الحقيقة يموت المواطن المصري بدون مقابل يذكر، بعد حرب أكتوبر والاستشهاد تعود الأرض بشرطة، فلا هي عادت ولا هي لم تعود. في النهاية أن الجندي المجهول ليس فقط مصري عبد الموجود بل هو أيضاً عبد الموجود نفسه، صحيح أن عبد الموجود لم يمت أو يستشهد ولكنه يموت كل يوم من الحسرة والذل والفقر الذي أجبره على بيع دم ابنه مقابل أرض ليست ملكه بحق، الجندي مجهول هو المواطن الذي يعرق ليل نهار في الشوارع تحت شمس أم الدنيا ولا يعلم عنه أحد، الذي مات في حفر قناة السويس والذي مات في بناء الأهرامات، الذي مات هنا وهناك والذي سيموت دون مقابل دون أي اعتبار لدمائه.
يبدأ الفيلم و تجرى احداثه فى سياق قوى حتى تبدأ القصة فى منعطف اقوى من الدراما حيث تستحضر مشاعر الحزن و الأسى لدى المشاهد تصل الى حد البكاء فى لحظة معينة من الظلم المرتضى به عائلة الغفير عبد الموجود من سطوة العمدة عبد الرازق ، خاصة من تمكن الراحل القدير "عبد الله محمود" فى تمثيل لحظة جثة الشهيد بعد فتح الصندوق (و لا نغفل الاشارة الى المكياج و الاضاءة فى تلك اللحظة) .. الا ان دخول العمدة رمز الظلم منتصرا على جواده الابيض متشحاً بالسواد فى الملبس الى داخل الارض اتيا بمستحقات الشهيد لوالده المنكسر و...اقرأ المزيد سؤال الاب المكلوم على عقد الارض كرغبة الشهيد (المرحوم) فيطمأنه العمدة بانه جالس عليها و كانه ملكها بيده (كناية عن خدعة عدم تسجيل الارض) لتنتهى القصة بمشهد النقود بيد الاب ... كان من الممكن للمخرج ان يضيف مشهد لهروب ابن العمدة مع والدته فى تخفى كونه شهيد مزيف و والدة مصرى على قبر ابنها مرفوعة الرأس باكية و تعزيها سيدات القرية بزغاريد على الشهيد الحقيقى جندى مجند حرب اكتوبر المجيدة "مصرى عبد الموجود".