أراء حرة: مسلسل - نهاية رجل شجاع - 1994


نهاية رجل شجاع بين المسلسل والرواية

شاهدت المسلسل للمرة الثالثة أو ربما للمرة الرابعة، لست متيقنًا المهم أني كررت مشاهدته على فترات من حياتي، وأعجبني دائمًا، إلا أنَّ في المتابعة الأخيرة مع الأسرة، وجدت أن المسلسل فيهِ شيء من التكرار لبعض المشاهد بلا مبرِّر وكأن السيناريست أو المخرج أخطأ في هذا، ربما لم يحدث هذا كثيرًا؛ عَنيتُ به مشاهد (الزلقوط) في قهوة المينا، بعد حدوث عملية السرقة من قِبَل مُفيد وجماعته. ______________________________________ أعتقد أن أيمن زيدان (مفيد) وسوزان (لبيبة) لا سيَّما في النصف الأخير من المسلسل أجادت...اقرأ المزيد كثيرًا، وفارس الحلو (عبدوش) وجهاد عبدو (برهوم) وعارف الطويل (أحمد) كل هؤلاء لعبوا أهم دور في نجاح المسلسل واكتسابه لهذه الجماهيرية العربية، وكان لأندريه (الزلقوط) دورًا بارزًا في تجسيد شخصية اللئيم الخسيس، وأيمن رضا (حليش) في تجسيد شخصية الإنسان مهدور الكرامة الّذي يعيش على اللمام. _________________________________ من يقرأ مقالات جمهور المسلسل، يجد أنه أخذ حجمًا كبيرًا يستحقه، حتى أن بعضهم فضَّله على الرواية، من حيث اللغة والمُتعة والسَّرد. ويردد بعضهم أن المسلسل أحدث نقلة نوعية وقفزة كبيرة في الدراما السورية، هذا ما يقوله بعض الممثلين مثل (أمل عرفة). أحدث نقلة فنية في طريقة التصوير وربما تقنيات أخرى. _________________________________ بين المسلسل والرواية ستجد اختلافًا واضحًا، وللأمانة لم أُكمل قراءة فصول الرواية حتى الآن، لكنّي راجعت نهايتها، انتهت الرواية بأن أردى (مفيد) الرقيب (زريق) قتيلًا ثم وجّه المسدس إلى صدغه وانتحر. بينما في المسلسل، يخنق (مفيد) (الزلقوط) محلقًا بذراعه حول رقبته فيظل (الزلقوط) يرفس برجليه باحثًا عن الخلاص من قبضة (مفيد) حتى تُفتح البوابة ويهويان جميعًا في قاع البحر، في مشهد رهيب لا يُنسى تأتي (لبيبة) بعد الحادثة مباشرة فتجد أن كل شيء قد انتهى وتظل تتأمل في البحر. (مُفيد) في المسلسل لم يبدو أنه فكر في الانتحار. تظهر في المسلسل شخصيات مركبّة فيها تنوّع رائع، بين المثقف والعامي والغني والفقير والعامل والحرامي والخائن والوفي والمُتسبد والمتهور والنزيه وغير ذلك من المعاني، هذا أثرى المسلسل وخلق جوًا واقعيًا. _________________________________ أود أن أتحدث عن (مفيد) وأبرز سمات شخصيته، لكني أشعر بأن المقالة ستطول وتطول، سأكتفي بالقول أن (مفيد) كان شخصًا يحمل الخير للناس في قلبه لكنه لا يعرف كيف يصنع، لا يعرف حتى كيف يعبّر عن حبه لزوجته في بعض الأحيان، ولم يجد المُرشد الحقيقي الّذي يأخذ بيده - لا سيَّما عندما كان صغيرًا - ليبين له الفرق بين أن تكون متهورًا وأن تكون شجاعًا، ويبين له قيمة المعرفة وأهمية المرونة النفسية والعقلية وتقدير المواقف بعواقبها، والتمهّل في اتخاذ القرارات. هو صحيح التقى بمن ينصحه لكن كان هذا بعد أن تطبَّع على مفاهيم خاطئة تتعلق بما يفهمه عن الكرامة والشجاعة وألا تترك فرصة تنتقم فيها من خصومك!