أراء حرة: فيلم - السفيرة عزيزة - 1961


السفيرة عزيزة وأفلام السينما الشعبية

"السفيرة عزيزة" لقب يطلقه العديد منا دائمًا على ذات العزة والأصل، وفي نفس الوقت يعبر به البعض عن السخرية والتهكم، وقد استخدمه المخرج طلبة رضوان في فيلمه (السفيرة عزيزة) عام 1961 ناضحا بما في الاسم من صفات ومعاني، فمن بطولة: سعاد حسني، وشكري سرحان ، وعدلي كاسب في دور الجزار الشرس، وعبدالمنعم إبراهيم في شخصية مدرس اللغة العربية يقدم رضوان فيلم من أفلام السينما الشعبية الجميلة تدور القصة حول الفتاة الرقيقة عزيزة (سعاد حسني) التي يستولى شقيقها الجزار عباس (عدلي كاسب) على ورثها، رافضا أي شخص يتقدم...اقرأ المزيد لطلب يدها حتى لا تطالبه بورثها، ومع انتقال المدرس أحمد (شكري سرحان) للسكن أمام منزلها يتعلق بحبها، ويطلب الزواج منها ولكن تنشأ الخلافات بينهما بعد أن تزج به عزيزة للمطالبة بحقها من شقيقها. قصة الفيلم مأخوذة من إحدى قصص الروايات الشعبية القديمة والتي عرفت بصندوق الدنيا ، وقد كتب السيناريو والحوار مخرج الفيلم رضوان طلبه وشاركه في الكتابة المؤلف (أيمن يوسف غراب) والذي كتب العديد من السيناريوهات للسينما المصرية لأهم القصص لكبار الكتاب منها أعمال درامية ناجحة أمثال (الليالي الطويلة)، وخلخال حبيبي. وإذا تحدثنا عن الأداء التمثيلي للفنانين، فبعيدا عن براعة ابن النيل (ِشكري سرحان) والسفيرة عزيزة (سعاد حسني) وشخصيتهما التي يستحقا الثناء عليها فإن الفنان عبدالمنعم إبارهيم؛ يستحق أن أتكلم عنه أكثر لإبداعه في تأدية شخصية مدرس اللغة العربية، فقد تألق فيه تاركا بصمة مؤثرة ليس على المستوى الكوميدي فقط وإنما على المستوى التخصصي؛ فتميزه في تقديم دور مدرس أزهري وإتقانه للغة العربية الفصحى، يعد من أشهر الأدوار التي قدمها حتى أنه عرف بها، نذكر أيضا نجاحه في تقديم نفس الشخصية في فيلمي (غصن الزيتون)، و(إسماعيل يس في الأسطول) أما شخصية الجزار عباس والتي تعد أيضا من أكثر الشخصيات التي قدمت في السينما المصرية بطرق متعددة وبشكل مختلف، فإن الفنان عدلي كاسب نجح في أداء الدور بكل ما فيه من شراسة، وأضاف رونقاً خاصا به، واعتقد أن تعبيرات عدلي كاسب الحقيقة ساعدته في ذلك واستطاع أن يكون شخصية محورية بالفيلم أما الموسيقى التصويرية والتي وضعها الفنان علي إسماعيل وتميزت بالخفة وبساطة الجملة اللحنية، وكانت مصاحبة للمشاهد سواء السريعة أو ذات الرتم البطيء قد يحتوي الفيلم على بعض المشاهد التي يفضل مشاهدتها بمباشرة شخص بالغ، مثل مشاهد المعارك اليدوية، وتهديدات الجزار، واعتقد أنه يضاف إلى قائمة الأفلام الكوميدية الشعبية الجميلة.