أراء حرة: فيلم - ﺭﺳﻮﻡ ﻣﺘﺤﺮﻛﺔ - Toy Story 3 - 2010


حكاية لعبة 3 , تحيا الثورة و تسقط الديكتاتورية .

ان تمجد العمل و تعلو بقيمة الوفاء فى فيلم للاطفال , فهذا شىء رائع , وهذا هو ما بدأ به فيلم حكاية لعبة 3 , عندما اجتمعت اللعب برئاسة " وودى " راعى البقر الشريف زعيمهم لتتسائل عن مصيرها بعدما كبر " اندى " صاحبها و اهملها وبات على بعد ايام قليلة من الانتقال للجامعة و ترك المنزل , وفى الاجتماع يحاول وودى ككل الزعماء تهدئة الاوضاع و بعث الطمأنينة فى اتباعه الذين اشتاقوا لممارسة الالعاب بيد طفل يحبهم . وفى نهاية هذا الموقف يقرر " اندى " - صاحب اللعب - وضع كل ألعابه فى سقيفة المنزل و اصطحاب "وودى" معه...اقرأ المزيد الى الجامعة حيث انه لعبته الاثيرة , و يحدث خطأ ما ليقلب الاحداث راسا على عقب . و يبدأ الفيلم فى التمجيد للثورة و محاربة الظلم و مقاومة الديكتاتورية التى يمثلها دب من الفراء يسمى " المعانق " يسيطر على حضانة اطفال و على اللعب بداخلها , و يفرض ديكتاتوريته عن طريق لعبة طفل ضخمة الحجم تمثل ذراعه القوية , يبطش بها بكل من يفكر فى التمرد على قوانينه , وذراعه الاخرى " كين " تلك اللعبة الانيقة الماكرة التى تصبح بجوار القوة اداته لفرض السيطرة على شعب اللعب فى حضانة الاطفال الواسعة . وعند اول صدام بين لعب " اندى " التى تم نفيها الى اسوء قاعات الالعاب , ليلعب بهم اطفال اشقياء سنهم لا يسمح لهم بهذه الالعاب فيعملون على تدميرها و تلوينها و العبث بها , فيحاولون الهرب بقيادة " باظ يطير " نائب القائد اندى الذى فر بعد ان حاول اقناعهم بالعودة لبيت " اندى " وان ما حدث لهم لا يعدو كونه غلطة , فلم يصدقوه . يتم القبض على باظ و يقوم الدب بمحاولة رشوته و اغوائه و لكنه يرفض كالفرسان الشرفاء , فيقوم الدب الديكتاتور بمساعدة احد علمائه و اذنابه بالحصول على كتالوج تلك اللعبة و اعادة محو ذاكرتها ليمكنه السيطرة عليها - غسيل مخ - و يدفع به لحراسة باقى اصدقائه الذين اختفوا من ذاكرته . و هنا يعود البطل المنقذ و الزعيم " وودى " لانقاذ زملائه - الثورة تنتظر زعيمها - و بمعاونة احد اللعبات الطيبة المغلوبة على امرها يعلم بكل مخارج الحضانة و اماكن حراسها , و يقود محاولة ملحمية للفرار تنتهى بمواجهة عصابة الدب الديكتاتور و حديث شيق جدا عن النظام الهرمى الذى صنعه الدب الديكتاتور لقيادة لعب الحضانة , وعن تلك الحاشية التى اصطفاها لتستفيد بكافة المميزات و هو على راسها و الباقين الذين فرض عليهم القهر بل و السجن احيانا لحماية وترفيه النخبة الحاكمة . و ينجح " وودى " قائد الثوار فى اقصاء هذا الدب عن طريق لى ذراعه القوية و اقناعها بالانقلاب عليه , لتصبح ذراعه الباطشة هى اول من يبطش به - اشارة الى انقلاب السحر على الساحر و حاجة الثوار الى استخدام ذكائهم ان غابت قوتهم - . و ينتقل الفيلم الى مرحلة اخرى بعد ذلك تحث على حب الاصدقاء و الارتباط بهم و التضحية من اجلهم حتى يعود الجميع الى بيت " اندى " الذى يقرر اهدائهم لصديقة صغيرة , تعود للعب بهم مرة اخرى فتحل السعادة على الجميع و فى النهاية و امام تلك القاعة ادركت عبقرية الفيلم عندما رفض صغيرى ان يتبعنى و اتخذ طريقه الى الباب وحده فى مسار اخر بدا اقل من مسارى بكثير


حكاية لعبة أصبحت حقيقة

مثل لى فيلم حكاية لعبة فى جزئه الأول الصدمة، كونه بداية علاقتى بأفلام الرسوم المتحركة، بهرتنى قصته و حرفية صناعته، وعندما شاهدت الجزء الثانى منه أصابنى بعضا من الأحباط، هو فيلم جيد لكنه لم يرقى إلى منزلة الجزء الأول فى قلبى، وكاد الجزء الثالث يحرز نفس تقييم الثانى، لولا أنه ببساطة أبكانى،، لم أتخيل يوما بأن فيلم رسوم متحركة قد يبكينى ولكنه أبكانى فى بعض مشاهده، خاصة مشاهد النهاية، فالفيلم تكملة لمغامرات ألعاب أندى، هذه المرة بعد أن يكبر أندى و يبدأ التحضير لدخول الجامعة، تشعر ألعابه بأنها أصبحت...اقرأ المزيد غير مرغوب فيها، و عن طريق الخطأ تنتقل الألعاب إلى مركز رعاية الأطفال النهارى ، وهناك يتعرضون لظلم كبير من قبل الدب الشرير لوتسو، لكن وودى الذى رفض من البداية انتقال الألعاب و حاول تحسين صورة أندى لديهم يعلم عن طريق الصدفة ما تتعرض له الألعاب فى مركز الرعاية، ويقرر الذهاب لمساعدتهم و بعد مغامرات كثيرة تعود الألعاب بأمان لأندى الذى يقرر التنازل عنهم لطفلة طيبة بعد أن يحصل منها على وعد بالأعتناء بألعابه. الفيلم فى مجمله حقيقى لدرجة تجعلك تفرح لسعادة الألعاب الأبطال، تحبط لأحباطهم، تفخر لأنتصارتهم، تبكي لأنكسارهم، فالمخرج "لى اونكريتش" والذى تعد حكاية لعبة فى جزئه الثالث هو إولى تجاربه الإخراجية منفردا، لكنه ساهم من قبل فى إخراج واحد من أحب أفلام الرسوم المتحركة لدى فيلم " العثور على نيمو" ، إستطاع اونكريتش أن يصنع التوازن و الحبكة طوال مدة الفيلم ، ببساطة إستطاع أن يجعله حقيقى حد أننا صدقناه ، فيلم ممتع، مرح، فيه من القيم الأنسانية الكثير التى قد تفيد ليس الصغار فحسب و أنما الكبار أيضا، من بدايته و حتى النهاية تجد ما يشغلك بحيث لا تستطيع تحريك رأسك من أمام الشاشة، فيلم للمشاهد و الاستمتاع و التصديق.