سلسلة من الجرائم المتلاحقة قدمها المؤلفان وائل أبو السعود وإيهاب فتحي من خلال فيلم (رد فعل) الذي يدور حول مجموعة من الجرائم تقع في عمارة سكنية ويتولى الضابط حسن الشرقاوي (عمرو يوسف) التحقيق فيها مستعينا برأي الطبيب الشرعي طارق الدميري (محمود عبد المغني) في الوصول إلى الجناة ...قصة مشوقة لكل من يقرأ تلك السطور الأولى فقط ولكن إذا عزم الأمر على مشاهدة الفيلم فاعتقد أنه مع أول مشهد سيعدل عن قراره نهائيا ، فالفيلم بالرغم من أنه يصنف ضمن أفلام الإثارة والتشويق يفتقد لهذين العنصرين تماما وتميل جميع...اقرأ المزيد مشاهده وأحداثه إلى السآمة والملل ولا تحتاج إلى أي مجهود فوق العادي لحل لغز القضية فمع الجريمة الثانية تتمكن من الوصول إلى الجاني بأسهل طريقة ممكنة ...وبالرغم من أن الإضاءة والموسيقى التصويرية التي استعان بها المخرج حسام الجوهري في جميع مشاهده خدمت الأحداث إلى حد ما إلا أن الفيلم مازال يفتقر للكثير من الغموض الذي تتطلبه مثل تلك القصة وتأتي هنا الحبكة الدرامية للعمل والتي كانت ضعيفة ولا تليق بهذه النوعية من الأفلام ففكرة تشابه الأشخاص القاطنين في العمارة ووظائفهم مع نفس الأشخاص المتسببين في وفاة والد الطبيب طارق فكرة غير عقلانية ولا تحدث بنسبة واحد في المائة بالواقع ، كذلك قيام رضوى (حورية فرغلي) ابنة خالة طارق بعمل دراسة حول الأمراض النفسية وتأثيرها في الجرائم الأسرية وخاصة تخصصها في مرض الانفصام الذي أصاب طارق كلها حبكات هشة أسقطت العمل بسهولة، نهيك عن أداء الممثلة (حورية فرغلي) التي خرجت علينا بدور لا يناسبها بالمرة فاستغلال جمالها تلك المرة جاء على غير المطلوب كما أن دلالها لم تتطلبه الشخصية وكان نطقها للغة الانجليزية ركيكا بصفتها فتاة عاشت بالخارج لفترة طويلة ، دور المحقق حسن الذي أداه الممثل عمرو يوسف جاء مقبولا نوعا ما بالرغم من بعض المهاترات التي سقطت في بناء شخصية الضابط وكيف لمن على شكلته أن يقع في تلك الثغرات وأن يسلم مفاتيح القضية لأي شخص كان ، وتمثلت القشة التي قسمت ظهر البعير في دور محمود عبد المغني الذي خسر الكثير بأدائه لمثل هذا الدور فجاء على غير المنتظر منه كممثل اعتاد الجميع أن يقدم أعمال هادفة وجادة يحترمها الكل واعتقد أن على محمود عبد المغني أن يعيد التفكير ألف مرة قبل القيام بمثل هذه الأدوار التي تنقص من فنه وإبداعه....ومع أن فيلم رد فعل يعتبر هو الفيلم الثالث للمخرج حسام الجوهري الذي قدم قبل ذلك فيلم (شارع 18) وهو شبيه لتلك النوعية إلا أن العمل جاء على غير المتوقع وقد يكون الفيلم مقبولا كأول عمل فني يكتبه وائل أبو السعود من خلال مجموعة الجرائم التي يكتب عنها كصحفي بجريدة الحوادث إلا أنه خفق في إيجاد الرابط المعنوي بين تلك الجرائم.
تعتمد الأفلام البوليسية عادة على الغموض والإثارة والتشويق، كي يظل المشاهد مشدوداً إلى شاشة العرض إما بحثاً عن القاتل مع التحقيقات، أو إنتظاراً لضحية جديدة، إذا كان القاتل معروفاً منذ البدياة، وهو ما افتقده فيلم رد فعل تماماً. حيث لجأ إيهاب فتحي ، ووائل أبو السعود كتاب الفيلم إلى تيمة القاتل المتسلسل - السفاح - وهي تيمة غربية ليس لها علاقة بمجتمعاتنا الشرقية، السفاح الذي يقتل لغرض نفسي، حيث يقتل السفاحون في بر مصر طلباً للمال و"لقمة العيش"، واعتمدوا على شبكة علاقات شديدة التعقيد بين سكان عمارة...اقرأ المزيد سكنية واحدة، يستحيل تواجدها في الحقيقة، حيث تتكون العمارة من 12 شقة، يربط ما بين حوالي 7 شقق فيهم علاقات ومصالح، يشوبها فساد هائل ورشاوي وعمولات، والأغرب أن كتاب الفيلم لم يستفيدا بما صنعاه، وكان خط الفساد - رغم سطحية تناوله للغاية - خطاً منفصلا مقطوع الدابر في الفيلم. أما الخط الرئيس فاعتمد على مصادفة مستحيلة الحدوث، والسيناريو الذي تعتمد حبكته الأساسية على صدفة نادرة الحدوث يظل ضعيفاً دائماً، فما بالنا بسيناريو لفيلم بوليسي، والصدفة هنا أن تتشابه وظائف سكان عمارة واحدة، يسكنها صديق أبو البطل، مع وظائف ضيوف حفل مات فيها والده منذ حوالي 30 عاماً، ولإصابة البطل بالفصام، يقرر قتلهم من آجل الإنتقام لوالده. ولجأ السيناريو ايضاً لكشف شخصية القاتل المجهولة - نص قاعة العرض عرفت القاتل منذ الدقيقة الأولى - ولم يكن هناك أي مبرر لكشفه أو إخفائه، خاصة مع فشل البناء في جذب التعاطف للقاتل المريض. بينما كان أداء أبطال الفيلم الثلاثة عاملاً أخر يضيف إلى ضعف الفيلم ضفعاً أخر، حيث قدم محمود عبدالمغني أسوء أدواره، وفشل في تقمص شخصية مريض الفصام - بالمناسبة مريض الفصام إنسان طبيعي جدا وليس له حركات لا ارادية -، أما حورية فرغلي فاكتفت بغستعراض مواهبها الشخصية دون ممارسة فن التمثيل، في دور كان قادراً على تقديمها للمشاهد بصورة مختلفة عما فعله المخرج خالد يوسف، وكان عمرو يوسف كما كان دائماً ضابط شرطة ملتزم. المخرج حسام الجوهري الذي اصر على حشر مشهد من فيلمه الأول شارع 18 في أحداث فيلمه الثاني، بدا غير موفقاً نهائياً، ليقدم تجربة أخرى مليئة بأخطاء التجربة الأولى دون تراجع عنها. فيلم رد فعل فيلم بوليس متوسط المستوى، يصلح للتعامل معه كسهرة تلفزيونية ثمانينية.. لا فيلم سينما. ملحوظة : عرفت آمس فقط أن الطبيب الشرعي لا يتعامل نهائياً مع ضباط البوليس، بل يسلم تقريره للنيابة مباشرة، والضابط يقدم تحرياته للنيابة مباشرة، ويمنع القانون المصري تعاملهما سوياً.. وهو ما يهدم قصة الفيلم من بدايتها، لكنها للآسف أحد الأخطاء الشائعة في السينما المصرية، والتي اقتبستها من السينما الأمريكية، دون أن يبذل سيناريست واحد - عدا مسلسل بالشمع الأحمر - مجهوداً ليصحح هذا المفهوم الشائع الخاطيء.
احدى محاولات المنتجين لتصعيد جيل جديد من النجوم أقل تكلفة من نجوم الشباك الموجودين .. فشل محمود عبدالمغنى ان يكون بطلاً و لكنه لا يتحمل المسئولية منفرداً بدون طاقم التأليف و الإخراج و الانتاج أيضا تدور أحداث الفيلم حول د.طارق "محمود عبد المغنى" الطبيب الشرعى و ضابط المباحث حسن "عمرو يوسف" الذى لابد أن يكون منفصلاً عن زوجته و لابد أن يكون سبب الإنفصال هو عمله الذى يشغله طول الوقت و لابد أن يكون فى مشاكل مع زوجته بسبب ابنهما المشترك ... إنه الراكور الأبدى فى السينما و الذى يتكرر فى أى مسلسل او...اقرأ المزيد فيلم فيه شخصية ضابط و رضوى "حوريه فرغلى" قريبة د.طارق و تعمل فى أمريكا و هى فى زيارة لمصر لإستكمال بحثها عن مقارنة الجريمة الأسرية فى مصر و أمريكا يقدم الضابط حسن قضية قتل لدكتور طارق الذى يكتشف ان القتيل كان صديقا لوالده .. القتيل يسكن فى عمارة فى مصر الجديدة و تتوالى حوادث القتل لسكان العمارة بنفس الأسلوب ... تأتى لحظة التنوير مبكرة فى الفيلم تقريبا بعد ساعة من بداية الفيلم الذى تصل مدته اللى ساعة و نصف لنكتشف أن القاتل هو د.طارق المصاب بمرض نفسى جعله يتخيل ان سكان العمارة هم من قتلوا والده فشل السيناريو فى تقديم سبب نفسى مقنع يجعل البطل يقتل الضحايا فتقريبا تم ذكر جميع اسماء الأمراض النفسية السينمائية مثل الفصام و التوحد دون أى ربط و واضح إيضاً أن كُتاب السناريو لم يدركوا حقيقة أن القاتل هو فى الأصل طبيب شرعى فكانت الادلة التى إكتشفها الظابط حسن تدين د.طارق هو أنه نسى علبة سجائره الفارغه فى إحدى مواقع الجريمة و عليها بصماته بالطبع ، و نسى كيس بلاستيك خنق به أحدى الضحايا بجوار الحثه ايضاً ... ده لو اللمبى اللى بيقتل مش هيعمل كده !!! عموما الفيلم فقير إنتاجياً و فنيا أيضا و خرج رسم الشخصيات مهزوز جدا و مُجمع به جميع أكلاشيهات السينما المصرية بداية من الظابط المنفصل عن زوجته الى السفاح المريض نفسياً الذى يهوى أفلام الكرتون و لعب الأطفال و يلبس فى منزله ملابس أطفال ايضا مرورا بالقريبة النصف أمريكية و نصف مصرية التى لا تعرف فى نطق اللهجة الأمريكية سوى حرف الـ R الموسيقى التصويرية أيضاً غير مناسبة لجو الفيلم و الذى يحتوى أيضا على أخطاء فى التنفيذ تعودنا عليها فى الأفلام المصرية عموما مثل مشهد موت والد البطل الذى يظهر فيه ممثل عمرة يتراوح بين الستين و السبعين و مشهد البطل الذى يبكى امام قبر والده المكتوب عليه "سعد الدميرى 1940-1983" مما يعنى ان والده مات فى الثالثة و أربعين من عمره محاولة فاشلة أخرى لجعل عبد المغنى نجم شباك بعد فيلم مقلب حرامية برغم أنه مغنى ممثل جيد و لكن إبداعه دائما يخرج فى الادوار المساعده "راجع ملاكى إسكندرية و الجزيرة" . أداء معتاد لإنتصار التى تؤدى كل أدوارها بنفس الطريقة لدرجة انها تؤدى فى الفيلم دور قيادية صحفية كبيرة بنفس طريقة أدائها لدور خادمة .. الحسنة الوحيدة فى الفيلم هى أداء محمود الجندى لدور المحامى الصعيدى الفاسد ...