أراء حرة: فيلم - المركب - 2011


"المركب" ثورة علي السينما التقليدية

سنوات طويلة عاشتها السينما المصرية في حالة من البلادة والاستسلام تخشي التجارب السينمائية المبتكرة ، وتتوجس من كل صاحب فكر أو منهج مختلف،وتقاوم بشدة أي محاولة للخروج علي المألوف،ولولا بعض المحاولات الفردية التي ظهرت مثل ومضات في سماء ملغمة،لظننا ان صناعة السينما المصريه قد وصلت الي حاله الموات الكامل! و كان فيلما رسائل البحر،وميكروفون هما طوقا النجاه في الموسم المنصرم،ولكننا عدنا لنصطدم مرة اخري في حائط، اسمه الثورة،وتصور البعض ان المفروض ان نقدم افلاما تمجد الثورة وتقدم ملامحها في افلام...اقرأ المزيد سينمائية،لجذب اهتمام الجماهير، وهو نوع من ضيق الافق،وبلادة التفكير، فالثورة أحدثت نوعاً من الوعي المبكر لدي بعض الشباب وغيرت قليلا من أمزجتهم،ولكن هذا لايعني ان جمهور السينما، لايريد إلا مشاهدة إعادة لأحداث الثورة،التي عاشها وعاصرها طوال الستة اشهر الماضية، ولو سألت احدا ممن يعملون في مجال السينما، هل لديك أي فكرة عن الموضوعات المطلوب تقديمها هذه الايام،فسوف يفتح فمه ويعجز عن الاجابة! والحقيقة ان المسألة أبسط مما يتصور البعض،المطلوب تقديم سينما جميلة، بها الحد الادني من الاحترام لعقلية مشاهديها،سينما مختلفة تخاطب العقل والعاطفة،ولايهم مطلقا ان تتعرض لأطروحات سياسية معقدة مثل تلك التي نعيشها في الواقع،فهذا آخر دور ممكن أن تلعبة السينما! في مثل هذه الظروف «الملعبكة» التي نمر بها الآن! وسط هذا العبث ورغبه تجار السينما من الاستفادة من الأوضاع المرتبكة في تمرير أفلام ما أنزل الله بها من سلطان،تشبه النفايات السامة،التي تسبب الاذي عن بعد،فما بالك بمن يقترب منها،في مثل هذه الاجواء المسممة بسامي اكسيد الكربون،والفيل في المنديل،تلوح تجربة سينمائية أراها جميلة رغم بساطتها الشديدة! وفقرها الشديد ايضا،ولكن فلنحمد الله،ان هناك من المنتجين من لديه القدرة علي المغامره،بعد أن أحجمت الشركات الكبري التي حققت مكاسب ضخمة وأفسدت الذوق العام عن طريق افلام رديئة ساهمت في تسطيح العقول وإشاعة القبح في النفوس،هذه الشركات أحجمت عن مساندة اي مشاريع سينمائية تلوح منها رائحة الابتكار او الرغبة في الاختلاف، وتركت المهمة لشركات صغيرة تجرب حظها مع السينما ربما للمرة الاولي! فيلم المركب، هو التجربة السينمائية الثالثة للمخرج عثمان ابو لبن، بعد احلام عمرنا،وفتح عينيك،في تجربتية السابقتين تعاون مع نجوم الشباك مثل مصطفي شعبان ومني زكي ومنه شلبي، ونيللي كريم،ورغم طموحه في تقديم صيغة سينمائية افضل،إلا أن وجود النجوم كان سببا في فساد تجربتبة ولم يضف اليهما ولا الي المخرج الطموح،ولذلك يبدو انه غير تفكيره، وقرر التعاون مع وجوه شابة طازجة، وشديدة العفوية والنظارة والجمال ايضا، بعض نجوم الفيلم، كان لهم تجارب سابقة مثل يسرا اللوزي،وأحمد حاتم، وفرح يوسف، وريم هلال، وبعضهم أشاهده للمره الاولي مثل إسلام جمال،وأحمد سعد، ورامز أمين، ولكن من تعرفه من هؤلاء يبدو وكأنه يعيد اكتشاف نفسه في هذا الفيلم!حتي النجوم الكبار مثل: رغده وأحمد فؤاد سليم يبدوان في هذا الفيلم في حالة من النضج الفني لم يصلا إليها من قبل، خاصة رغدة التي لم تهتم لصغر حجم دورها، وقلة جمل الحوار التي تنطق بها،ومع ذلك فقد كان وجودها طاغيا،بجمالها الوحشي وبرودة مشاعرها المتعمدة التي تذوب في لحظة،فتملأ المشهد الاخير بالعاطفة الجياشة! "لمركب" فيلم كتب له السيناريو كل من هيثم الدهان، واحمد الدهان ،وهي المرة الاولي التي اقرا إسميهما علي افيش فيلم، ولو كانت تلك تجربتهما الاولي حقا،فنحن أمام موهبتين في حاجه للإهتمام والرعاية. اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية "المركب" ثورة علي السينما التقليدية ميزة الفيلم انه لايطلق احكاما اخلاقية علي ابطاله، ولكنه يحترم ضعف وعيوب كل منهم، فالإنسان مخلوق غير كامل،ولكنه ايضا مخلوق قابل للاصلاح والتغير حسب التجربة التي يمر بها، وميزة فيلم المركب انه لايدعي شيئا، ولاقدم نصائح ولاعبر، ولكنه يترك العبرة تنساب من خلال احداثه،والقيمة الاكبر للفيلم انه يحترم عقل المشاهد، ولايقدم حلولا مثالية،وهو يختلف عن الافلام التي تعالج مشاكل الشباب بطرق تقليدية مقيتة، خالية من الفن والابتكار،اللغة السينمائية عند المخرج عثمان ابولبن وصلت في هذا الفيلم الي مستوي واضح من النضج، رغم ان معظم احداث فيلمه تقع في مكان واحد وهو المركب الا انه قدم حالة من الاثارة والتوتر والمفاجأة والمفارقة، وكافة عناصر التشويق السينمائي يدعمه اهم ثلاثة عناصر فنية وهي كاميرا مدير التصوير احمد حسين «مشاهد تحت الماء وغرق مصطفي افضلها، وموسيقي اشرف محروس مع المونتاج! اما فريق الممثلين الشبان فيبرز من بينهم «احمد حاتم» في شخصية أمير وهو افضل ادواره بعد اوقات فراغ والماجيك، ويسرااللوزي، وأحمد سعد اسلام جمال، وفرح يوسف اما ريم هلال فهي لازالت منشغلة بجمالها وينقصها التحكم في بعض انفعالاتها، فيلم المركب من الافلام التي تجيب عنها هذا السؤال الذي يتردد كثيرا في الاشهر الاخيرة،ماهو نوع الافلام التي يمكن ان نقدمها بعد الثورة؟ اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية "المركب" ثورة علي السينما التقليدية


الواقعية في هذا اعمل

كأنك ترى أحداثا طبيعية يتم تصويرها بكاميرة خفية ولو أن التمثيل كان يحتاج إلى مستوى أعلى ليواكب الحدث أو بشكل أوضح ليكون على نفس المستوى المرتفع للمشاهد المكتوبة بأسلوب السهل الممتنع لقد أثر في هذا الفيلم كثيرا وجعلني أشعر بالتقصير تجاه الله سبحانه وتعالى وأظهر كيف أن الإنسان يكون مخلصا لله وحده عند الشدائد بأسلوب بالغ التأثير يفوق عشرات الخطب والمواعظ ويبدو لك الفيلم في بدايته أنه فيلم عاد للغاية وتتسلسل الأحداث بصورة متدرجة وتتعقد أكثر فأكثر حتى تشعر أنك انتقلت إلى داخل المركب فعلا وهذا...اقرأ المزيد التأثير ماشعرت به حقا وانفعلت كثيرا مع الأحداث إلى درجة البكاء الشديد وأيضا ضحكت في بداية الفيلم السلبية الوحيدة من قاموا بأدوار الآباء والأمهات كان معظمهم يؤدي أداء ضعيف وهذا ماريته مع كامل الاحترام انه حقا فيلم رائع وأجمل مافيه أنه شاب لايعتمد على نجم الشباك بل على الكفاءة؛ فتحية إلى كل من شارك في هذا العمل الرائع من الكاتبين إلى المصورين الى المخرج والممثلين واحمد فؤاد سليم الرائع وجميع العاملين.