Rashomon (Rashômon)  (1950)  راشومون

6.1

حادثة قتل تحدث في غابات (راشومون) اليابانية، وأربع حكاياتٌ مختلفة حولها.. ثلاثة حضروا الواقعة، وشاهد عيان واحد.. يتوغل فيلم (راشومون) عميقًا في كينونة مفهوم (الحقيقة) واختلافها بين البشر حسب الشخص...اقرأ المزيد المُتحدَّث بها.

  • دليل المنصات:



مشاهدة اونلاين




صور

  [3 صور]
المزيد

تفاصيل العمل

ملخص القصة:

حادثة قتل تحدث في غابات (راشومون) اليابانية، وأربع حكاياتٌ مختلفة حولها.. ثلاثة حضروا الواقعة، وشاهد عيان واحد.. يتوغل فيلم (راشومون) عميقًا في كينونة مفهوم (الحقيقة) واختلافها بين...اقرأ المزيد البشر حسب الشخص المُتحدَّث بها.

المزيد

  • نوع العمل:
  • فيلم




  • هل العمل ملون؟:
  • نعم



أراء حرة

 [1 نقد]

نسبية الحقيقة : الفلسفة وراء الفيلم الياباني الأيقوني (راشومون)..

المخرج : أكيرا كوروساوا. - القصة عن حادثة واحدة، وأربع وجهات نظر مختلفة عليها. يمكن الفيلم مكانش ليه تأثير كبير عليّا لما شفته من قريب، لكن لقيت نفسي بعديها بفكر كتير في فلسفته وفي فكرة "نسبية الحقيقة" اللي هيا قوامه، أو النظرية اللي عايز يثبتها في النهاية، أحد الأسباب إني مانبهرتش أوي بفسلفة الفيلم لحظة أما شاهدته إني بالفعل كنت قاري عنه كتير.. أفتكر أحد أصدقائي قالي "لو عايز تعرف ايه هيا الدراما التكعيبية شوف فيلم راشومون".. بس مُشاهدتك للفيلم أو بالأصح، رؤيتك للنظرية بصرياً...اقرأ المزيد فيها حاجة كده في تفاصيل القصة ورسم أبعادها وتداعيات الحدث فيها، صعبة إنها تيجي عالـ ذهن مع مجرد قرايتك للقصة خارج إطارالفيلم، خاصةً إنه من نوع الأفلام اللي بتعتمد جداً على التفكير اللاحق فيها مش التفكير الآني.. أما بالنسبة لتفكيري الزائد في النظرية دي مؤخراً أصلاً، فـ سبب من الأسباب إني بأدرس حالياً في المسرح اليوناني مسرحية إسمها (إليكترا) مرة من كتابة "سوفوكليس"، ومرة تانية من "يوربيديس" (الإتنين دولت مع "آيسخيلوس" هم روّاد المسرح التراجيدي الثلاث).. والمسرحيتين رغم إنهم ليهم ذات العنوان، مُقتبسين من ذات الإسطورة أو الميثيولويجا الإغريقية، كمان رغم إننا بنحكي عن (تـراجيديـا) في النهاية، إلا إن كل كاتب حاطط وجهة نظر مختلفة، وجهة نظر معناها معالجة درامية خاصة، معناها رؤية فلسفية حياتية "ذاتية"، تماماً زي اللي بيحصل في راشومون. أكتر ما أبهرني في فلسفة الفيلم هيا حاجة خطيرة جداً ويمكن هيا أساس كل شئ هنا : (إن كل زاوية من القصة تحتمل التصديق).. بمعنى إن بالفعل الأربع زوايا/مناظير من الحدث كلهم ليهم مبرراتهم وبراهينهم القوية، "أنهي واحدة فيهم هيا اللي حصلت فعلاً ؟" ده مش موضوع الفيلم، ده السؤال اللي أكيرا كوروساوا عايز المُشاهد يسأله لنفسه، بل أبعد من كده.. يشك في كل ما حوله !.. فلسفة الفيلم عايزة تنسف فكرة الخير والشر، الأبيض والإسود.. هيا مش بس بتقول إن فيه طبقات بين الأبيض والإسود، بل كمان بتقول إن فيه أخضر، وأحمر، وأزرق والله!.. هدف الفيلم في النهاية هو دحض فكرة (الحقيقة) لأنها أصبحت مُقترِنة بالشخص اللي بيقولها، ومن والمستحيل إن يكون فيه كائن بشري يقدر يشيل ذاته تماماً -والمفاهيم اللي إتكونت في صميمه نتيجة البيئة اللي اتربى فيها، الأشخاص اللي عاش وسطهم.. إلخ- من أي رأي أو حُكم أو حتى طريقة سرد!، ويُصبح أقرب في المفهوم العام للروبوت (ودي أحد أهم الإشكاليات المتعلقة بموضوع النقد السينمائي بالمُناسبة، فكرة هل هناك "موضوعية" أصلاً في إبداء الرأي؟). فلتفترض معي عزيزي القارئ ولتتخيل إن انتا في محطة قطر، وإن فيه مشكلة أو حدث ما حصل.. وانتا جيت متأخر وبتسأل البشر من حولك عن اللي حصل، شوف كل واحد هيقولك الحادثة ازاي.. هتلاقي مصفوفة من الأيدلوجيات والطبقات الفكرية كل واحد مصدق الواقعة بطريقته الخاصة، أو على الأقل كل واحد عنده تفسير شخصي -مُقنع ليه هوا- للي حصل، حاجة كمان مهمة : كل واحد بيقول اللي شافه فقط، مش كل الناس حضرت الحادثة من بدايتها؛ إنك تشيل حدث معين من سياقه ممكن يغيّر المنظور تماماً.. أنا أصبحت إنسان بحاول (أفهم) الأشياء من حولي أكتر بمُشاهدة الفيلم ده والله، فكرة إن (كل حاجة تحتمل التصديق) شفتها زي ما تكون دعوة للتفكير والتمحيص والنظرة عن كثب للأشياء، ومعاها نسف المنظور المتشدد والمتعسّف للشخص.. القضية بتضرب في وتر (الذاتية) وبتقول إن ماينفعش نشيلها من تعريف (الحقيقة) : الفكرة هنا هيا أنهي طرف ممكن تميل الكفة لصالحه "أكتر من التاني"، مش إنها تظهر لونين متناقضين واضحين للجميع.. وفي نهاية المطاف لا يعلم الحقيقة كاملةً إلا الواحد الأحد. هنا الفيلم بيتمثل أكتر لفسلفة ألبرت أينشتاين ونظرية (النسبية) في الفيزياء؛ إن مافيش حقيقة في الكون، الحقيقة ما هي إلا منظور ذاتي حسب طبيعة المكان، دحض فكرة (الحقيقة) معناها تأكيد فكرة إننا مش لوحدنا في الكون، أو إننا مهما وصلنا لشئ مُعيّن ده مُجرد (اللي إحنا عارفينه/فاهمينه/شايفينه..إلخ). فيما بعد الفيلم هيكون ليه تأثير على علم النفس فيما أُطلق عليه (The Rashomon Effect) وهيا ببساطة بتبُص للنظرية من منظور محور دراستها : الإنسان ذاته؛ بتبيّن إن بعض الترسيبات في الذات البشرية ممكن يبقى ليها أثر كبير -لا إرادي طبعاً- على منظوره وحُكمه للأشياء، ومن هنا ممكن تلاحظ فيديوهات على اليوتيوب عنوانها (Is Anything Real) وما شابه.. الحديث هنا بعيد عن الناس المُعتنقة فلسفات وأيدلوجيات بعينها (زي العلمانية، الرأسمالية، النازية، النسويّة حتى)، فما بالك لو كان الشخص اللي بيحكي هذه القصة أو اللي بيُصدر ذاك القرار المصيري -زي ما معمول في الفيلم- بالفعل مؤمن بشئ مماثل. لو جيت تتخيّل الرسم البياني للشكل السردي المُتَّبع في (راشومون) هتلاقيه فريد جداً من نوعه، ربما يكون الأول على الإطلاق اللي يعمل سرد بالشكل ده.. على خلاف السرد الدائري للحدث، أو السرد الخطي التقليلدي (حيث بداية/ عقدة أو صراع../ ذروة/ حل)، أو الغير خطي المتنقّل زمنياً ومكانياً، أو حتى السرد العبثي (Pulp Fiction)، أو العكسي (Memento).. السرد هنا أشبه برسمه وردة.. فيه زي بؤرة فـ المنتصف وفيه فروع، أربع فروع.. الحدث بيوصل للمركز وبيتناوب بالذهاب لكل فرع/منظور.. ممكن مثلاً حد يشوفها من حيث (الزمان) بمُجسّم لساعة، ويكون رابط فيها السرد الدائري بشكل الوردة زي ما قريت قبل كده في أحد تفسيرات الفيلم لواحد بيحكي عن تجربة -ذاتية برضو- عن تشابه سرد الفيلم بساعة الـBig Ben ؛ إنك كل ما بتمر بالوقت -أو كل ما بتعرف وجهة نظر جديدة في الفيلم- إنتا ذاتك بتاخد منظور ما مؤقت بطبعه، بحيث لما توصل لنهاية الفيلم/رأس الساعة الأمور كلها اللي عرفتها في الساعة دي بتتداعى وبتتكوّن على هيئة تانية، ومعاها ساعة جديدة في الحياة بتبدأ.. وهكذا. حتى شخصيات الفيلم اللي بنشوف ردود الأفعال عليهم، هما كمان فيه إختلاف صارخ في منظور كل واحد فيهم عن الأربع زوايا للحدث، بل إختلاف في مفهوم (تعدد الزوايا) نفسه!، واحد منهم مثلاً بيقول "أنا لا أُبالي إذا ما كانت الحكاية أكذوبة طالما أنا مُستمتع" !.. شئ عبقري يعني. *** - مقالة نظرية الـبيـج بيــن : https://zaitang.wordpress.com/2008/08/28/rashomon-big-ben/ - للي عايز يقرا بتفاصيل أكتر عن الفيلم، مراجعة عماد العذري هيا طريقه : http://www.emadozery.com/2009/05/rashomon.html

أضف نقد جديد


تعليقات