يعتبر فيلم (فتوات الحسينية) من الأفلام التي تناولت دراما وشعبية الفتوة، والفتونة والتي قدمتها السينما المصرية في أكثر من شكل، إما بطريقة مباشرة مثل أفلام (الحرافيش، سعد اليتيم، الجوع...وغيرها) أو من خلال شخصية البلطجي أو الشبيح مثل (شهد الملكة) والتي يتقاسم فيها الجميع بين العصا والنبوت... وفتوات الحسينة حاول فيه المخرج نيازي مصطفى أن يتناول صورة الفتوة في الواقع من خلال أدب نجيب محفوظ، ويعتبر هذا الفيلم هو التعاون الأول والوحيد الذي جمع بين محفوظ ونيازي من خلال وضع القصة والسيناريو. وبالرغم...اقرأ المزيد من أن القصة تتشابه مع ثلاثية نجيب في بعض الأشياء مثل الأماكن، وأسماء الشخصيات، وسماتها إلا أن نيازي حاول إدخال بعد التعديدلات عليها لتجاري واقعية نجيب التي عمل عليها في قصته فقدم نيازي بصيرة خاصة للمعارك التي وقعت بين شخصيات العمل. وكيفية تصوير استخدام العصا الخاصة بالفتوة تتصدر الواقعية ديكور الفيلم واللمسات اللي وضعها نيازي حيث تدل على دقة المظهر الخارجي لمنطقة الحسينة والجو العام للفيلم والفترة التاريخية التي عاصرت الأحداث خاصة أن نجيب أشار من خلال قصته إلى فترة الثورة وما حدث بها من خلال شخصية عثمان بيك وهي من السمات التي ميزت العمل عن غيره من الأعمال التي قدمت في تلك الفترة وتناولت نفس الموضوع، أيضا اختيار ملابس واكسسوارات الشخصيات، والتقاليد التي حددت شكل المظاهر وتجلت عظمة الاختيار في ملابس (زبيدة) واكسسوارتها الخاصة من أساور وحلي. اعتمد الفيلم على إيقاع سريع ومشاهد ولقطات قصيرة، وعدم سكون الأحداث الدرامية والتي كانت سببا كبيرا في جعل الفيلم ضن أفلام الحركة الخفيقة أو ما يطلق عليها حركة العرض الخفي الفيلم يعتبر من قائمة أفضل أفلام نيازي مصطفى، ويستحق أن يشاهد