لا أعرف لماذا يشعر المنتج محمد العدل أنه في حاجه للدفاع عن نفسه، من تهمة إنتاج أول فيلم سينمائي طويل من إخراج ابنه "كريم العدل"؟؟ أولا هذا الإبن تخرج في معهد السينما قسم إخراج يعني لم يهبط من السماء علي المهنة! بالاضافة إلي أنه سبق له تقديم عدة أفلام قصيرة، وحان الوقت لينمو بشكل طبيعي ويفكر في تقديم أولي تجاربه الروائية، فهل كان من المفروض أن "يلف" كريم العدل علي شركات الإنتاج يعرض عليهم نفسه؟؟ في الوقت الذي يدعم فيه والده تجارب الآخرين؟؟ مسألة غير منطقية...اقرأ المزيد فعلا، ثم إن محمد العدل لم يقدم لابنه كريم أكثر مما يقدمه أي منتج محترف لشاب يقدم تجربته الاولي في الإخراج، بالعكس أري أن فيلم "ولد وبنت"يحمل داخله حاله من الاقتصاد الانتاجي، تقترب من "التقشف" بدون فخفخة ولا فشخرة، فلم يقم المخرج الشاب بالاستعانة بكبار النجوم، مثلما يفعل غيره من أبناء المحظوظين، بل أبطاله من الوجوه الشابة التي ليس لها تجارب سابقة، وبعضها لم يظهر الا في فيلم أو اثنين علي الاكثر مثل آية حميدة، ومريم حسن، وسيناريو الفيلم لكاتبة شابة "علا عز الدين" قد يكون "ولد وبنت" تجربتها الأولي في الكتابة للسينما، يعني التجربة محسوبة ومدروسة بعناية، وليس فيها أي اندفاع من جانب المنتج، بل الأهم من ذلك أن نتائج التجربة تبشر ببداية مخرج يمتلك الموهبة، والرؤية التشكيلية والقدرة علي التعامل مع أبطاله وتوجيههم! ولا أعتقد أن أي مخرج محترف يمكن أن يقدم الوجه الشاب "أحمد داود" بأسلوب أفضل مما قدمه كريم العدل رغم صعوبة الشخصية، ومرورها بعدة مراحل تبدأ من المراهقة وتنتهي باكتمال الرجولة! تبدأ الأحداث من الزمن الحالي، حيث يلتقي سامح "أحمد داود" وهو رجل أعمال ناجح في بداية الاربعينيات من عمره، بحبيبته السابقة "شهد" أو "مريم حسن" التي كان يعتبرها حب عمره، وتوأم روحه قبل أن تفرقهما الأيام،يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، ويذهب كل في طريق، ولكن يبدأ فلاش باك، يستعرض سنوات الطفولة، لكل من سامح وشهد، وهي مشاهد طويلة ومليئة بتفاصيل كان يمكن الاستغناء عنها، لضبط إيقاع الفيلم، ولكننا نخرج من هذه المقدمه بمعلومات عن سامح الذي يتمرد علي أسرته وعلي سيطرة أمه الطبيبة التي تريد لابنها ان يكون صورة منها، فيقرر عندما يصل لسن الاختيار أن يدرس سياحة وفنادق، أما "شهد" فهي تعيش مع والدها الكاتب الروائي"سامي العدل"، الذي يؤمن بحرية الجسد، ولكنه يتعامل مع زوجته بجفاء ونوع من التعالي ويبعدها عن جلسات النقاش والصالونات الادبية التي تجمع أنماط مختلفة من النساء يعتبرهن مادة لإلهامه، أما زوجته "سوسن بدر" فقد اكتفت بخدمته والبقاء في منطقة الظل، نشأت شهد وهي فتاة مدللة، يعتبرها والدها لعبته، أو كما يطلق عليها سندريلا، يغدق عليها بالحب والتدليل، يربط الحب بين قلب الولد المراهق سامح، والبنت المدللة شهد، وتنشأ معهما الصديقة المشتركة "ليلي" أو آية حميدة، وهي رغم حبها لصديقتها شهد، الا أنها تخفي حبها لسامح ولا تبوح به، إلا عندما تتأكد أن العلاقة بينهما أصبحت في طريقها للانهيار، وتكون أول صدمة في حياة شهد، عند وفاة والدها الذي كان مصدر الحماية لها، وكان كل دنياها، ولأنها لم تحتمل صدمة غيابه تقرر السفر للخارج وتكملة دراستها في لندن، "واسعه شوية"، المهم أنها بعد أن تعود للقاهرة تفاجأ برغبة أمها في الزواج من آخر، بل تتزوجه فعلا وتترك المنزل الكبير الذي يشبه القصور القديمة لتعيش فيه ابنتها بدون حتي خادمة، تعيش شهد حالة من الارتباك العاطفي، وتسيء معاملة سامح، لأنها ترفض أن تعيش مع رجل يعاملها كما كان والدها يعامل أمها ويبقيها في منطقة الظل، دون أن يشعر بوجودها، وبعد عملية جذب وشد بين الحبيبين، تقرر شهد الزواج من آخر، بعد أن عملت فترة كعارضة أزياء "رغم أن تكوينها الجسماني لا يسمح لها بذلك"، ويجد سامح أن عليه أن يحقق نجاحا وينتصر علي ضعفه أمام تجربة الحب التي انتهت إلي لاشيء، وتقفز السنوات الي عصرنا الحالي لنكتشف ان شهد أصبحت أما لطفلة في حوالي العاشرة من عمرها، وأنها انفصلت عن زوجها،أما سامح فهو لم يرتبط بغيرها، وكأنه عاش ليلتقي بها مرة أخري ليكتشف كل منهما أنه لايزال يحب الآخر! وأن سنوات الغياب علي طولها لم تؤثر في الحب الذي ربط بين قلبيهما يوما! ولد وبنت علاقة حب عصرية، بكل ما تحمله من صدام مع المجتمع من ناحية ومع الحالة النفسية المتقلبة للحبيبين من ناحية أخري، أحمد داود الذي أراه للمرة الاولي يملك حضوراً قوياً، وموهبة فطرية سوف تصقلها التجربة، مريم حسن وجه مصري جميل ولكنها في حاجة للاهتمام بتكوينها الجسماني، ولضبط انفعالاتها، أما" آية حميدة" فهي تمتلك قدرا وفيرا من الصدق والتلقائية، هاني عادل أفضل أن يستمر في الغناء »ويسيبه من التمثيل خالص« وساهمت كاميرا "عبد السلام موسي" في خلق تشكيلات بصرية، وإن كان يعيب الفيلم وضوح الفروق بين التصوير الداخلي، والخارجي، وخاصة في مشاهد قصر والد شهد، وأعتقد أن الفيلم كان في حاجة لاختزال ربع ساعة من أحداثه خاصة تلك التي تستعرض طفولة الأبطال، مما أدي الي تلك الاحداث قبل أن يحدث الصدام بين الشخصيات الرئيسية، "كريم العدل" يؤكد أنه مخرج صاحب شخصية وبصمة مختلفة، وهو يقدم تجربة جادة ومحترمة وتستحق الاهتمام، وأعتقد أن تجاربه القادمة سوف تكون أكثر نضجاً سواء كانت من إنتاج والده أو إنتاج آخرين!
حرك فيلم "اوقات فراغ" الكثير من المياه الراكدة عند نزوله و بعدما نجح، اشاد الجميع بتجربة المنتج الكبير حسين القلا الذى غامر و كسب من مغامرته.. و انطلق موجه افلام الوجوه التى تظهر لأول مرة فى بطولات مطلقة بمساندة انصاف النجوم فى الادوار الداعمة كفيلم "الماجيك" و فيلم "علاقات خاصة" و "الكامب" و "شارع 18" و "توتى فروتى" و..و.. و فى هذا السياق يأتى هذا الفيلم الرومانسى الجميل.. فيلم ولد و بنت.. فيلم رومانسى – رومانسى..يعنى مش رومانتيك كوميدى او ما يسمى رومانسى – لايت كوميدى.. و هذا هو الجديد و...اقرأ المزيد الجميل فى الموضوع.. القصة جميلة و جديدة و بها اجواء الروايات الادبية الشبابية و مصنوعة بطريقة جذابة و متقنة و محبوكة جيدا.. التصوير جميل و ناعم و سلس.. الحوار شيك.. المونتاج متقن.. الموسيقى ناعمة و جميلة و لها وجود مؤثر و واضح.. حتى مشاهد الذكريات متقنة، فالولد كان مراهقا منذ عشر سنوات تقيبا، فمن المنطقى انه عند ذهابه للسينما ستعرض فيلما من انتاج سنة 1995 و هو ما حدث.. الازياء و تسريحات الشعر تتماشى مع فترة الثمانينيات..و هذا من الافلام القليلة التى تعاملت مع الثمانينيات (على اساس انها اضحت ماضيا).. الـ"كاستنج" جيد بالفعل..الفيلم معتمد بشكل رئيسى على 3 وجوه جديدة.. تجربة جديدة و تستحق التصفيق.. فيلم رومانسى و ناعم يدغدغ المشاعر المرهفة.. من الطبيعى انه النقيض او المضاد لـ"ابراهيم الالبيض" و لذلك فقليل من الشباب (و خاصة الذكور) سيعجبهم هذا الفيلم، لان فيلم راق و شيك و ليس ملوث بإيفهات السوقة و الصنايعية و الحريفيين.. لا يحتوى على الافيهات الماجنة..او مشاهد العرى المقحمة بلا معنى.. و ليس به الاكشن او مطاردات السينما الاوروبية التى دخلت السينما المصرية منذ خمس سنوات او اكثر قليلا.. الميك آب..احسن توظيفه بما يتناسب مع كل مرحلة عمرية مع الابطال و مع كل مرحلة زمنية اختلفت فيها التصفيفات و الازياء ايضا.. الإخراج.. اول إخراج لكريم العدل..و اثبت بالفعل انه مخرج موهوب و متمكن.. النتيجة الإجمالية: 7.25 من 10