أراء حرة: فيلم - من البيت للمدرسة - 1972


من مبالغات توجو مزراحى لصدف حسن الأمام كان هذا الفيلم !!! :

لاأدرى كيف تم إنتاج هذا الفيلم و كيف شارك فيه الفنان الكبير رشدى أباظة و لا كيف أخرجه مخرج متمكن مثل أحمد ضياء الدين و الذى تخصص فى الأفلام الأجتماعية الهادفة ..فالفيلم قصة معادة و مكررة و مليئة بالمبالغات و الفبركة و صعب أن يقتنع بها أحد ...فبمجرد مشاهدتك له تشعر إنك شاهدته من قبل عشرات المرات .. و ربما بصورة أفضل فى أفلام توجو مزراحى او حسن الامام الذى تخصص فى هذه القصص المبالغ فيها ... فالقصة تحكى معاناة فتاة غرر بها و تفقد أعز ما تملك بعد أن شربت شيئا أصفرا و لكى يتخلص المخرج من...اقرأ المزيد ورطة الفتاة و ورطته فإنه ينهى الفيلم بموتها رغم إنها لم تكن تعانى طوال الفيلم من أى مشاكل صحية ...فكل مشهد من مشاهد الفيلم تشعر بالفبركة و عدم تصديقك له من بدايته حتى نهايته و لا يجذبك فيه سوى ألوانه و نجلاء فتحى.. و الغريبة أن تترات الفيلم كتبت فيها الفيلم الاجتماعى الكبير و لا ندرى لماذا هو كبير ؟؟ ربما من كمية المبالغات التى يحتويها ..!!!. و الفيلم يبدأ بالفتاة سهير ( نجلاء فتحى ) التى تعيش مع امها تفيدة ( سميرة محسن ) و زوج امها المعلم مدبولى ( محمد رضا ) الذى يعمل على عربية كشرى و بينما تتجه سهير الى مدرستها تصدمها سيارة كما حدث فى أفلام كثيرة منها فيلمها روعة الحب والذى صدمها أيضا رشدى اباظة و الذى جسد هنا دور محمود رئيس النيابة و لكن كان معه فى السيارة هذه المرة ابن شقيقه المحامى حسن ( نور الشريف ) و الذى يقع فى حبها من أول صدمة و يقوموا بتوصيلها الى المدرسة ...و فى نفس الوقت نجد عصام (اشرف عبد الغفور ) خال صديقتها ميرفت يقوم بتوصيلها الى المدرسة رغم وجود سيارة للمدرسة ألمح لها الفيلم فى أول مشهد و لم تركبها سهير لفقرها و لاندرى لماذا لم تستقلها ميرفت و ظروفها المادية أفضل ؟؟ وفى الفصل تظهر الممثلة إنجيل ارام فى دور الطالبة البدينة ليسخر منها الفيلم فى مشهدين كنوع من الكوميديا السمجة ...وعندما تشاهد مدرسة الفصل ناهد ( عزيزة راشد) سهير و هى تضع وردة على جيبتها لتدارى تمزق بها تنهرها بعنف معتبرة أن ذلك نوعا من الاستهتار رغم ملابس سهير وناهد و مكياجهم الصارخ وعندما تنزعها منها تكتشف التمزق بالجيبه فتتأثر لذلك و تجرى دموعها أنهارا و تتعهد بأن تهديها فستانا جديدا كجائزة لها لتفوقها و لرقصها فى حفلة المدرسة و الذى صوره المخرج كأنها رقصة فى كباريه ...و نشاهد الأم تعمل عاملة نظافة فى المستشفى و هناك تشاهد زوجها السابق محمود و الذى تزوجته عرفيا و أنجبت منه سهير دون أن يعلم بالطبع .. و تتذكر ذلك فى فلاش باك و تتضح إنها هربت من أهلها للزواج منه و لكنه عندما يترقى فى منصبه يتركها لتتزوج من المعلم مدبولى و الذى قام بتربية سهير أحسن تربية !!! .. كما أن تفيدة لم تنجب من المعلم لان الفيلم لايجد هناك ضرورة لذلك ؟؟؟ و عندما تعود سهير من المدرسة تركب مع صديقتها ميرفت و خالها عصام فى سيارته و لكنه يتحرش بها و تضطر للنزول من السيارة و تدخل عمارة فخمة مدعية انها تسكن بها و كأنه لا يعرف عنها شيئا ؟؟ و تأتى الصدفة عندما تكون العمارة التى دخلتها من دون ملايين العمارات هى التى يسكن فيها حسن ليحدث بينهم سوء تفاهم و الذى يجعل الحب بينهم يستمر ..و لكن عندما تذهب معه الى منزله لتقابل عمه محمود و الذى هو والدها يعترض على زواجهم لمستواها المتواضع ..فيغضب حسن و يسافر إلى الاسكندرية ليعمل عند محامى هناك هربا من حبها و فى الخط الأخر نجد سهير تذهب إلى عيد ميلاد صديقتها ميرفت بعد أن وعدت زوج أمها بالعودة مبكرا و هناك تحدث مواقف مبالغة أخرى حيث نجد عصام يتحرش بسهير بمنتهى السماجة و هو يرقص معها بل و أمام خطيبته (هالة الصافى ) والذى يستغلها المخرج فى رقصة ليسعد بها الجمهور وتوبخه كذلك شقيقته ( فتحية شاهين ) و رغم تحرشه تستكمل سهير الرقصة معه لنهايتها.. وعندما تكتشف إنها تأخرت تعود مسرعة للمنزل فيعنفها زوج امها و يقوم بطردها من المنزل لعقابها و لكنها ما تصدق و تتجه لصديقتها ميرفت وبدلا من أن تذهب لشقتها تتجه الى شقة خالها عصام معتقدة انها شقتها لان الحفلة اقيمت بها بحجة أن ام ميرفت رفضت إقامة الحفلة فى شقتها حتى لا تعانى من تنظيفها بعد الحفلة وهكذا من المبررات السخيفة بالفيلم و تصل سهير بالطبع منهكة من سقوط المطر بغزارة و الذى لابد منه فى هذه المواقف رغم أن كل أبطال الفيلم يرتدون الملابس الصيفية و يستغل عصام الفرصة بالطبع و يقوم بتقديم فنجان من الخمر لسهير على أساس إنه شاى و رغم اعتراضها فإنها تستكمله و تسأل بسذاجة عن صديقتها ميرفت و رغم إنها شاهدته وحده بالمنزل فهى مصرة على أن تبقى معه رغم تحرشه الواضح بها بل إنه يشجعها على إستبدال ملابسها المبتلة من المطر فى الحمام و هنا نجد باب الحمام على غير العادة من الزجاج المكشوف عكس حمامات العالم كلها و ذلك حتى تستبدل ملابسها خلفه و يشاهدها هو فتشتعل رغبته أكثر ثم تخرج مترنحة ويكاد يغمى عليها ليستغل الفرصة و يغتصبها فى أكثر مشاهد الفيلم إفتعالا ثم تفيق كالعادة وتصرخ ملتاعة و تعرف ما حدث لها ثم تبدأ تراجيديا الفيلم و التى تستمر بأحداث غير منطقيه حيث نجد سهير دائمة السرحان فى الفصل و يشاهدها المدرس و يسحب منها كراستها و التى كان بها رسالة كتبتها لعصام تطالبه فيها بالزواج و الغريبة إنها لا تتمسك بإعادة الرسالة من المدرس بأى حجة من الحجج و الذى يقرأها بالطبع و يشك فى سلوكها و ينفرد بها فى الفصل ليعاتبها فتشك فيهم صديقتها ميرفت لتبلغ أم سهير بذلك فتذهب الام للمدرسة لفضح المدرس و هنا تقوم ناهد المدرسة بدور مفتش المباحث شارلوك هولمز لإقتناعها بأن عصام هو الشخص المتورط فتذهب لمنزله فى اللحظة التى تقتل فيها سهير عصام لإنها ذهبت كى تجبره للذهاب معها للمدرسة كى يعترف بمسئوليته عما حدث من مشاكل .. وعندما يرفض تحدث بينهم معركة و تقتله بالسكين الجاهزة دائما على المنضدة بجوار حبات البرتقال و تهرب إلى الأسكندرية لحبيبها حسن الذى عرفت عنوانه من الخادم و بعد أن باعت خاتمها لمصاريف السفر وهناك تعيش مع حبيبها لحظات سعيدة و مرحة على الشاطئ و كأن شيئا لم يحدث لولا إنها تتذكر الحادثة فى مشاهد مصطنعة عندما تسمع ام تنادى على إبنها الذى يكون بالصدفة اسمه عصام او ترى شخصا يقطع البرتقالة بسكينة و هكذا ...و تكون التهمة قد ثبتت على المدرسة الحشرية ناهد والتى كانت قد دخلت شقة عصام والذى كان بابها مفتوحا بالطبع و تفاجأ بعصام يبتسم لها فى بلاهه رغم إنه كان مطعونا بالسكين فى ظهره و رغم فزعها فإنها تجذب السكين و تمسك بها وهى مذهولة منتظرة من يقوم بتصويرها صورة سكوب الوان لاثبات التهمة عليها !!!.. و تحضر شقيقة عصام و معها الجيران و يتم القبض عليها .. وتكون سهير قد عرفت القضية من الجرائد طبعا و تذهب الى المحكمة كالعادة لتعترف بإنها هى التى قتلت عصام دفاعا عن النفس و بالطبع يغمى عليها و تتدهور حالتها سريعا و لا نعرف ماذا حدث لها بالظبط فهل اصيبت بالتهاب رئوى حاد بسب المطر او التهاب شديد فى أعصابها المرهفه بعد الاغتصاب و القتل.. !!!.. المهم أن الأم تذهب للقاضى الذى يكون بالصدفة هو محمود حسن زوجها السابق لتعترف له بأن المتهمة التى سيحكم عليها هى ابنته سهير تماما مثلما حدث فى فيلم هذا جناه أبى و غيره من الأفلام ولكن الام تبرر اختلاف لقب سهير عن اسمه بأنها قد استبدلت لقبه حسن بأبو على كإضافة خطيرة للفيلم !!! و بالطبع يقدم محمود إستقالته كالعادة و فى مثل هذه الحالات و لا يتبقى الا أن تموت سهير بين أحضان حسن فى مشهد مفتعل و تقول له جملتها الخالدة بإنها جاءت الدنيا خطأ وأن خروجها هو الصح .. و الحقيقة أن الخطأ خطئنا نحن لمشاهدة هذا الفيلم !!!..اما لو تكلمنا عن الخط الكوميدى فى الفيلم فقد تمثل فى دور محمد رضا و تابعه عبد السلام محمد و الذى لاندرى عمله بالظبط فى عربة كشرى متواضعة فقد كان كل دوره أن يطلب الزواج من سهير و يكون رد فعل المعلم مدبولى فى كل مرة أن يسكب فوق رأسه ما هو متاح أمامه من طبق فول او طبق كشرى او فنجان شاى !!!.. كما كانت هناك لازمة للمعلم مدبولى عندما ينفعل بأن ينهى كلامه بأنه رجل كشرى و الذى يتضح أن الفيلم نفسه كان أيضا وجبة من الكشرى !!! .