أراء حرة: فيلم - The Chronicles of Narnia: The Voyage of the Dawn Treader - 2010


رحلة 'نارنيا' الأخيرة تضلّ مقصدها

بدأت سلسلة "نارنيا" عام 2005 بفيلم "The Chronicles of Narnia: The Lion, The Witch and The Wardrobe" ، وكان جيّداً إلى حدًّ بعيد ، حيث اقتباس يحترم روح الرواية الأصلية التي كتبها "سي.إس.لويس" عام 1949 وشجعه نجاحها على الاستمرار في سلسلة من سبعة أجزاء أتم نشرها عام 1954 ، لتُقدمها هوليوود من عالم سينمائي يمزج بين عوالم ديزني وفانتازيا الطفولة والحيوانات الناطقة والصراع الأبدي بين الخير والشر في أبسط صوره ، ويخلَق عدّة شخصيات أيقونيّة في مقدّمتها "الأسد أصلان" ، ولكن المُشكلة التي ظهرت بعد ذلك...اقرأ المزيد كانت في الاستسهال ، ذلك القائم من قناعة المُنتجين أن الناس أحبّت بداية السلسلة وارتبط بها الكثير من الأطفال وأي شيء سيقدم بعد ذلك سيحقق إيرادات مُرتفعة مهما كان مستواه ، لذلك قُدّم في 2008 جزءً ثانياً أقل من سابقه وإن ظلّ مقبولاً ، وفي 2010 جاء الجزء الثالث "The Voyage of the Dawn Treader" ليُصنع باستسهال غريب ومُبالغ فيه وينحدر بالسلسلة تماماً . تنتقل لوسى (جورجي هينلي) وشقيقها إدموند (سكاندر كينر) إلى عالم نارنيا بصحبة ابن عمهم إيوستاس (ويل بولتير) هذه المرة، يتم الانتقال عن طريق لوحة جدارية لسفينة عظيمة يندفع الماء منها ويغرق غرفتهم ، وحين تمتلئ عن آخرها يكتشف الأبطال الثلاثة أنهم انتقلوا إلى عالم نارنيا ويقابلوا مرة أخرى الأمير كاسبيان (بين بارنر) على سفينته ، ويلتقوا بكل أصدقائهم القدامى ليخوضوا معهم رحلة من أجل إيجاد السبع وزراء الذين تم نفيهم خارج "نارنيا" حينما كان عم كاسبيان الشرير مستولياً على العرش ، وتصبح مهمتهم الأساسية هي جَمع سيوفهم السبعة ليُنقذُوا ساكني نارنيا الذين اختفوا عن طريق الضباب الأخضر الغامض . الجزء الجديد يبدو كخليط سيء الصنع من مغامرات "هاري بوتر" وأراضي "مملكة الخواتم"، فرغم قوة أجواء "نارنيا" وسِحر عالمها ، ورغم المرجعية الأدبية القوية التي تستند عليها ، ورغم أن (الهدف) الذي يتوجّه إليه الأبطال - جمع السيوف - واضحاً منذُ البداية - وهو شيء هام لتلك النوعية من الأعمال القائمة على المُغامرة - ، إلا أن السيناريو لا يستفيد من كل ذلك ويحاول فقط مُحاكاة أعمال سينمائية أكثر شهرة دون أن يُقارب قيمتها ، يجعل من مغامرة إيجاد السيوف أقل نقاط الفيلم أهمية ، حيثُ يجدها الأبطال عن طريق الصُدفة دوماً ، ليترسب لدينا شعور حقيقي بأن كل ما يحدث غير هام ، هُناك افتقاد شديد لروح الرواية الأصلية ولخطورة المغامرة التي يخضوها الأبطال . إلى جانب ذلك هناك "فقر" في المؤثرات التي ظهرت هنا - ورغم مرور عدة سنوات - أقل كثيراً من الجزء الأول ، خصوصاً مع إصرار الشركة المُنتجة على طرح الفيلم 3D دون أن يبذل مخرج الفيلم مايكل أيند بصحبة تقنييه أي مجهود لجعل الفارق ملحوظ أو الإضافة لبصرية الفيلم عبر تلك الميزة ، لتصبح الرحلة إلى عالم "نارنيا" في الجزء الثالث مُحرّد رحلة مُملة ، قصصياً وبصرياً ، تفتقد ﻷيًّ من عوامل نجاح الجُزئين الأوليين .