تعرض المسرحية على مسرح الهوسابير حتى يوم الخميس الموافق 9 / 12 / 2010 في تمام الثامنة والنصف مساءاً
في بلاد أضيق من الحب وعقول أضيق من الحب وقلوب أضيق من الحب تنبت صورة من صور الحب بين شاعر كهل متزوج ورسامة صغيرة السن .. في تلك البلاد والعقول والقلوب نبتت أفكار أخرى كثيرة مناهضة لهذا الحب .. أفكار المدينة التي تحاول جاهدة مصادرة هذا الحب من قلبين مختلفين .. بداعي الفروق العمرية والمادية والإجتماعية .. المدينة التي نست في يوم أنها ما ولدت إلا من رحم الحب .. وليس في مدينتهما فقط بل في كل المدن الأخرى التي حاولا الهروب إليها .. كل مدينة بتخيلاتها وتصوراتها الدنيئة عن الحب .. وبالفعل يرينا مخرج...اقرأ المزيد العرض كل الإهانات التي توجه إلى الحب .. بشكل يجعلك توقن أن الحب هو السبب الرئيسي لفعال البشر .. وكأن الحب صار المتهم الأول والمبعث الأول لكل أفعالنا المشينة .. على طول المسرحية تحتك قصة حبنا والتي من الأجدر أن تسمى حبنا .. لأن بطول العرض لا يوجد حب آخر يذكر للمضايقات والمطارادات حتى تبدو لنا النهاية جلية لجأ إلى الكتاب سعد الله ونوس ليرينا أن النهاية هي عودة إلى الخلف إلى أسطورة نائلة وايساف .. وكأنه يعلن لنا أن الحب لم يعد له وجود سوى في بقايا ذكرى لتمثالين ملعونين .. هكذا نرى النهاية الحقيقية للعرض أو للحب كيفما تحب أن تذكر .. تصنم الحب في قلوبنا وأصبح هكذا تمثالين من رجل وامرأة نالتهما اللعنة بسبب أنهما قررا الحب .. هذه هي الفكرة العامة التي خرجت بها من العرض المسرحي .. وقد أكملت تلك الصورة بمخيلتي جودة عنصري الإضاءة والصوت كما ظهرت الاستعراضات البسيطة التي عبر من خلالها المخرج عن رؤيته في التعبير الحركي عن كل حالات الحب في النفس البشرية .. عنصر التمثيل كان جيد وخصوصا بطلة العرض التي أستطاعت ببساطة أن تعبر عن الحب بالاعتماد الاكبر على حركات جسدها وبرغم أنها صغيرة بعض الشئ إلا أنها تفوقت على نفسها وأستطاعت أن تجذب النظر في مرات كثيرة وكذلك البطل الذي أدى الدور ببساطة وباحساس قوي وبرغم امتلاكه لحس فكاهي كان يبدو واضحاً في أغلب نقاط العرض .. إلا أنه تمكن بحرفية ممثل عالية أن يقنعنا بالاداء دون ابتذال .. باقي الممثلين كان أدائهم راقي وحركاتهم تنم عن اتحاد نفسي وروحي جعل من التشكيلات الجسدية أو التجمعات المزدوجة وكأنها تخرج من عدة أجساد تحكمها روح واحدة ولكن هذا لم يمنع في بعض الأوقات من انفلات الأمر ولكن ليس بصورة كبيرة