Persepolis  (2007)  برسبوليس

أراء حرة

 [1 نقد]

أنيميشن مهم ..

• Hossam Waleed
• 02:14 مساءً - 9 يناير 2018
• نقد آخر لنفس المستخدم

فيلم أنيميشن مهم.. نادراً لما بلاقي (أنيميشن) يجذبني موضوعه لأني مؤمن إن الأنيميشن في الأساس المفروض نقطة تميّزه عن أفلام اللايف كونه يقدر يناقش أي موضوع في العالم، أي فكرة خيالية صعب تحقيقها فـ الفيلم الروائي العادي (اللايف)، وأي قضية ممكن تُواجَه بالمنع والتشدد سهل انها تتحط في قالب كرتوني.. بس الموضوع مابيقتصرش على طرح أفكار فقط.. الأنيميشن كمان ليه نقطة تفرد تانية -وهيا موجودة في العمل ده بقوة- ألا وهي التوعية والتعليم والتثقيف والتوجيه بالنسبة للأطفال واليافعين.. عشان كده الفيلم ده فيلم...اقرأ المزيد (مهم). ده واحد من الأنيميشنز القليلة اللي حقيقي بتحمل قضايا جوّاها، أقصد قضايا حقيقية يمكن مستحيل انها تتعمل بغير الشكل الكارتوني ده، بعيد قيم الصداقة والحب اللي موجودة فـ أفلام ديزني، هنا فيه نوع آخر من الصعوبة والتحدي. الفيلم بيتكلم عن بنت إيرانية اسمها (مارجي) بيورينا شكل حياتها وسط أجواء الثورة الإيرانية فـ العاصمة طهران عام (1979) من ساعة لما كانت لسه وردة بتتفتّح مش فاهمه حاجة من اللي بيحصل حواليها لغاية ما أصبحت فتاة كبيرة راشدة في العشرينات من عمرها.. وفـ الفترة دي بنشوف الأحداث الإيرانية اللي معكوسة على أفراد عيليتها وأقاربها، وانعكاسها عليها هيا بعد ما شافت ألوان من الثقافات أثناء إختلاطها بأصدقاء جدد فـ فترة مش قصيرة -فترة مراهقتها- قعدتها في "فيينا" بالنمسا.. فتاة شاء القدر انها تعيش في ظل معاناة وقهر روحي دائم، وتسمع يوم بعد يوم عن موت فلان أو حبس علان.. ووسط تعبيرات زي (اتقتل عشان شيوعي) و(اتحبس عشان ديمقراطي) بتوجد حياة بطلة حكايتنا.. كمان القصة بتحمل طبقة أخرى مختلفة من الأهمية لأنها بتحكي عن (فتاة/أنثى) للثيم ده، وطبيعي الفتيات بيذوقوا شكل آخر من المعاناة وبيختبروا مذاق آخر من العنف المُمارس ضدهم لما نيجي نتكلم عن مجتمع أيدولوجي متشدد أو متطرف دينياً، وبطلة قصتنا هي فتاة متمردة وشجاعة جداً، ماشية ورا دماغها لأقصى حد، ومعلقة بوسترات لـ"بروس لي" فـ غرفة نومها !.. ومن وهيا عندها حيداشـر سنة بتمشي فـ البيت وتردد كلمات الثورة "الموت للشاه، الموت للشاه" !.. فـ هنا القصة مثيرة جداً للإهتمام، بجانب كون العمل هام ومؤرخ جيد لأحداث إيران للي معندوش فكرة عن العالم من حوله زي ما كنت أنا قبل مُشاهدة الفيلم !!.. بس كل ده مايجيش فـ مقام المعلومة القادمة دي: الفيلم (بيوجرافي) بيتكلم عن قصة حقيقية لواحدة اسمها (مارجان)، ومارجان هيا مخرجة الفيلم لاديـز آند جينتيلمـين !! .. بمعنى انه فيلم (ذاتي) للغاية، ودي معلومة تكفي عند بعض المُشاهدين -بأتخيل نفسي مثلاً..!- انها تشوف الفيلم. في واحد من أبرز المشاهد فـ الفيلم البنت الصغيرة حاضنة جدتها فـ السرير، والجدة بتردد كلمات لحفيدتها، هيا مش كلمات تحفيزية وتعليمية ليها قد ما هيا بتحمل خلاصة أو فلسفة الفيلم كله، مبدأ الإختيار ونبذ العنف.. بتقول الآتي: (سوف أقدم لكي نصيحة ستكون مفيدة دائماً: في حياتك، سوف تقابلين العديد من الأشرار، تذكري أن الغباء هو ما دفعهم ليكونوا أشرار، سيمنَعُكِ هذا من الإنجذاب نحو شرهم وأن تصبحي مثلهم، لأنه لا شئ أسوأ من المرارة والثأر.. كوني دائماً صادقة من نفسك".. الفيلم (بيهدُف) لقيم عديدة زي ما قلت، لكن الصفة الواحدة اللي حبيتها أكتر من غيرها هيا قيمة (الكرامة)، الفيلم فيه فلسفة عظيمة عن انك تعيش بكرامتك وباللي مؤمن بيه أفضل من انك تموت هباءً للاشئ نتيجة الإنصياع للأوامر زي العبد اللي معندوش خيار آخر.. طبيعي بعد كل ده تتوقع حقيقة ان الفيلم اتمنع من العرض في العديد من البلدان العربية وقت ظهوره قبل عشر سنين من الآن.. كمان القصة الفتاة هنا عاطفية وحزينة جداً.. فيه على الأقل مشهدين فـ الفيلم مؤثرين درامياً بشكل يخليك تعيط يعني !.. ----- -- معلومات إضافية : - الفيلم اترشح لأوسكار أفضل أنيميشن فـ عام صدوره وخسر قدام (Ratatouille).. كمان كان مُنافس على (السعفة الذهبية) بـ كان، وأخد جايزيتين من هناك منها جايزة لجنة التحكيم. - الفيلم مُقتبس عن رواية تصويرية (graphic novel) - متصور كاملاً تقريباً بالأبيض والإسود. - الفيلم موجود حالياً على اليوتيوب، وعلى (إيجي بيست). - تقييمه (8.1) على IMDb، و (96 في المائة) على روتين توماتوس. - مدته ساعة ونص (96 دقيقة). - الفيلم وقف ورا إخراجه اتنين بني آدمين: كائن فرنساوي غير (مارجان) الإيرانية.. - إجمالي عدد الجوايز اللي فاز بيها الفيلم 28 جايزة من أصل 55 اترشح ليهم. ----- -- ملحوظة جانبية : على غرار أفلام الأنيميشن اللي بتحمل قضايا، لقيت فيلم بعنوان (Waltz with Bashir) هوا فيلم إسرائيلي مهتم جداً اني أشوفه لأن معلوماتي عن إسرائيل الدولة/الفكر هيا معلومات أحادية البُعد عمري ما فكرت اني أنظر عن قرب بنفسي عن فلسفتهم، وواضح انه فيلم كويس لأن تقييماته عالية بجانب انه اترشح للأوسكار فـ سنة صدوره.

• 0 مفيد
• 0 غير مفيد

أضف نقد جديد