في أول تجربة تلفزيونية له، نجح المخرج السينمائي عثمان أبو لبن في جذب عدد كبير من المشاهدين من خلال مسلسل "المواطن إكس"، الذي تميز بإخراج سينمائي لافت، نقل فيه أسلوب المعالجة البصرية من السينما إلى الشاشة الصغيرة، ليُقدم واحدًا من أبرز الأعمال الدرامية التي رصدت ثورة 25 يناير، وألقت الضوء على أسبابها الحقيقية والدوافع التي دفعت الكثيرين للنزول إلى الشوارع في ذلك الوقت. وقد تمكن كاتب العمل من تقديم شخصيات قريبة من الواقع السياسي المصري، حيث لامس بعض النماذج المعروفة في الحياة العامة، وكاد يلمح إلى...اقرأ المزيد شخصيات حقيقية بعينها. كما استلهم في بناء القصة تجربة خالد سعيد، لتكون أحد المحاور الرئيسية للمسلسل، موضحًا ضمن الخطوط الدرامية تأثير مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة "فيسبوك"، في إشعال شرارة الثورة، والدور الذي لعبته "الثورة الإلكترونية" في تغيير الوعي العام. وما يميز العمل أيضًا هو رسم الشخصيات بدقة، وتقديم توليفة متنوعة من الطباع والخلفيات الفكرية والاجتماعية، عكست شرائح مختلفة من المجتمع المصري. وقد استطاع المخرج الحفاظ على إيقاع متوازن للمسلسل، بالرغم من الغوص في العديد من التفاصيل، معتمداً على رتم سريع في تسلسل الأحداث، ما أضفى على العمل طابعًا حيويًا. كما أن البطولة الجماعية كانت أحد أبرز أسباب نجاح المسلسل، حيث قدم كل ممثل أداءً متقنًا، وكان إياد نصار من بين أبرز الوجوه التي تألقت في المسلسل. لكن لا يمكن تجاهل العنصر البصري الذي ميز العمل، والمتمثل في جمال الصورة والإخراج الفني، وهي سمة طبعت أعمال عثمان أبو لبن السينمائية سابقًا، ونقلها بنجاح إلى التلفزيون، ليمنح المشاهد شعورًا بأنه يعيش داخل الشخصيات ويتنقل معها.
.