نجح المخرج "جوش ترانك" في خداع العديد من ملايين العالم ببوستر وإعلان فيلمه المميزين تماما لجذب المشاهد إلى فيلمه الذي أظنه لا يستحق أن يطلق عليه أكثر من فيديو منازل سخيف من الجائز أن يصنعه أي فرد ويضفي عليه بعض الخدع البصرية، فالفيلم قائم على استخدام تقنية "فوند فوتاج" والتي من خلالها تعرض أحداث الفيلم بواسطة كاميرا يحملها أحد أبطال الفيلم بدلا من صانعي الفيلم، وذلك من أجل إقناع المشاهد بمصداقية أكثر، إلا أن الأمر بات معي على خلاف ذلك، فمنذ اللحظة الأولى ومع حركة الكاميرا السريعة واهتزازها...اقرأ المزيد المستمر إلى جانب الإضاءة السيئة، خلق مني مشاهد منتقد للفيلم قبل بدء أحداثه، لدرجة أني تمنيت لو أن أحدهم هشمها وقتل البطل الذي يحملهما. لكن ذلك لم يحدث بالصورة التي تمنيتها، ومن تلك الكاميرا تبدأ قصة الفيلم، حيث ثلاثة شباب مراهقين في المرحلة الثانوية، أولهما الانطوائي "أندرو" الذي يعيش مع والده المتقاعد ووالدته المريضة والذي هوايته الوحيدة هي التسجيل بكاميرته المحمولة، وثانيهما ابن عمه "ماك" وثالثهما صديقهما "ستيف"، وبإحدى الحفلات الشبابية الصاخبة، يكتشف الثلاثة حفرة في باطن الأرض ويهبطوا إليها ويتعرضوا لإشعاع يمنحهم قوة هائلة على التحكم بالأشياء عن بعد، بل والتحكم في قدرتهم على الطيران أيضا، لكن هذا الأمر في ذات الوقت خرج عن سيطرتهم وكشف عن الجانب المظلم في شخصيتهم، وهنا على كلا منهم اختبار مدى صداقته لصديقيه الآخرين، إلى جانب قدرته على التحكم في تلك القوة الخارقة لديه. ما زاد شعوري بالملل والاستياء بل وصل لدرجة الاستفزاز أحيانا هو استمرار الأصدقاء الثلاثة في استعراض قدراتهم الخارقة دون جدوى لمدة تقرب من ثلث ساعة من إجمالي ساعة وربع زمن الفيلم بالكامل وكأنك تشاهد أكروبات بحلقة السيرك وليس فيلم بقاعة سينما، وهذا إن دل فما يدل إلا على عجز صانعي الفيلم في إنتاجه، وتأكيد وجهة نظري بأنه ليس إلا مجرد فيلم فيديو منازل سخيف لا يستحق حتى الاحتفاظ به للذكرى.