أراء حرة: فيلم - Skyfall - 2012


شباب بوند الدائم

لم يكن يعلم آيان فيلمنج مؤلف قصة "كازينو رويال" أن بطله جيمس بوند الذي قدمه في إقصوصة صغيرة سنة 1953 سيصبح أكثر شهرة من مؤلفه، وسيستمر به العمر أجيالا وأجيالا ... وبالرغم من أن المؤلف استفاد من عمله في المخابرات البريطانية إلا أن خياله الواسع خلق شخصية تجعل المشاهدين كاتمي الأنفس طوال متابعة الفيلم ، وأعطت لجيمس بوند شباب دائم يجعله ينتقل من ممثل لأخر حتى أن المؤلف نفسه عندما توفي سنة 1946 ظهر مؤلفين أخرين حملوا شعلة إنتاج أمثلة متواصلة لأفلام 007 التي تحمل نفس الاسم.... وبعيدا عن القصة...اقرأ المزيد المعروفة والمعتادة بتولي العميل 007 أحد المهام الخطيرة لمحاربة الإرهاب ونجاحه في مهمته كالعادة والتي بدأها روجر مور، وشون كونري، وبيرس بروسنان؛ .تأتي أهمية عناصر النجاح التي اعتمد عليها المخرج (سام ميندز) وكيف تمكن بأدواته وحرفيته في تقديم عمل مثل (Skyfall) يبعث دفئا فنيا وإنسانيا صادقا، ولم يقتصر على مشاهد الحركة والمعارك والتي صورها بإسلوب إخراجي وتقني على مستوى عالي، بل ظل يتصاعد بإيقاع مشاهده مقدما عمل فني اكتمل بكل جوانبه. خاصة أنه لم يعتمد على الإمكانيات التكنولوجيا بشكل كبير بل كان كل اعتماده ع الحركة الجسدية وأيضا نجح السيناريست (جون لوجان) في وضع تركيبات درامية جديدة، وقام بتطوير عناصر القصة لامسا بحواره وشخصياته عواطف كامنة لدى عشاق 007، ولم يعتمد على العنصر النسائي مثل جميع الأجزاء السابقة، ولا الأجهزة والتطورات التكنولوجية المشهور بها أفلام جيمس بوند، واكتمل العمل بأداء تمثيلي مبهر وممتاز للمثل (دانيا كريج) لم يقل عمن سبقه في أداء نفس الشخصية على مر السنوات السابقة بل كان أكثر تفوقا، وتألقت (جودى دينش) كعادتها دائما وكادت أن تخطف الأضواء من كريج في العديد من المشاهد. وبالرغم من أن الموسيقى معتادة في كل أفلام جيمس بوند ولها نفس الروح تقريبا؛ إلا أن (توماس نيومان) استطاع أن يقدم موسيقى تصويرية مختلفة تلك المرة ذات طابع مميز لتركيزها على الأحداث، وكانت أغنية الفيلم للمغنية البريطانية أديل مؤثرة للغاية، وزادت من الجماليات المختلفة للفيلم. ولابد من الإشادة هنا بالتصوير والجانب البصري العام للفيلم والذي اتسم بواقع وبلغة فنية راقية أكسبت جميع الأحداث حرارة ومعنى. واعتقد إن نهاية Skyfall كانت افضل نهايات 007 على الإطلاق، خاصة أنها تركت جميع الأذهان تفكر في السبب الرئيسي لموت شحصية أم، وماذا سيحدث بعد ذلك،


العميل 007 يتألق في يوبيله الذهبي..

تزامن عرض سكاي فول مع مرور 50 عاما على إطلاق أول نسخة من سلسلة الأفلام الشهيرة " جيمس بوند "، ليكون هذا الفيلم هو 23 أفلام العميل 007 الكلاسيكية والتي تجتاح العالم من جدبد بأسلوب معاصر ومتطور لأغلب الأحداث التي يمر بهال العالم الآن. أما عن الرواية الأصلية للقصة الخيالية للجاسوس الأسطوري " جيمس بوند " والتي أطلقها علينا المؤلف القدير إيان فليمنج وذلك عام 1953، في 12 رواية وقصتين قصيرتين. وكان أول تجسيد للقصة من خلال الفيلم السينمائي عام 1962 بطولة شون كونري، والتى لاقى إستحسان الجميع منذ عرضه...اقرأ المزيد الأول، ليكون بذلك مولد شخصية أسطورية لم تشيخ على مدار الزمن. في الوقت الذي يتعرض فيه مركز الاستخبارات البريطانية للهجوم وإختراق معلومات خطيرة وسرية للغاية، من قبل العميل السابق سيلفا " جافييه باردم "، إنتقاما من رئيسته إم " جودي ديتش "، والتي تصبح حياتها مهددة خاصة بعد تفجير مركز قيادتها، فيقع على عاتق جيمس بوند " دانيال كريج " تعقب وتدمير الفاعل مهما بلغ الأمر. شمل أسلوب المخرج سام ميندز المميز الذي كشف لنا عالم بلا ضوابط، وإرهاب لا يعرف حدودا، وواقع ممليئ بالمخاطر بما فيه المخابرات البريطانية التي برغم قوتها وصلابتها لم تنج من تلك المخاطر التي أضر بمؤسستها، كما أعط ميندز واقعية وتطورا للعميل 007 فقد جاء به متشربا هموما وصعوبات أكثر خطورة عما كان عليه منذ عقود، كما جعل شخصية بوند الخارقة أقرب إلى المشاهد عن ذي قبل، فقد رأيناه يتألم ويعاني من تبعات جسدية خطيرة أثرت على مهارته من آثر فشل مهمته السابقة، وأصبح أكثر عرضه للخطر، ليكون بذلك قد نجح ميندز من الخروج عن المنوال التقليدي للإخراج، كما يفتح الباب على مسرعيه لشخصية بوندية بثوب جديدا أكثر تطورا وتعمقا للحاضر. إستطاع المؤلف جون لوجان أن يبعث روحا جديدة لمضمون القصة فقد جعلها أكثر قربا للواقع ومجارية للأحداث خاصا على الساحة السياسية، وذلك ضمن رؤية محددة أقرب ما يكون من الحركة المرئية والمسموعة لدي المشاهد، وأعطي لمسة كوميدية بسيطة في بعض المواقف الحاسمة، كما تخلى لوجان عن تأثير العامل النسائي على بوند تلك المرة ليترك له رؤية مختلفة وأكثر جدية للأحداث. يعد هذا الفيلم هو الثالث على التوالي من أفلام بوند والذي يجسدها دانيال كريج، المعروف بجاذبيته وسحره المعتاد، إلا أنه يظهر بثوبا جديدا مفاجئا لجمهوره. " م" والتي تقوم بدورها " جودي دينش " لتكون بذلك من أفضل ما قدمت جودي من أدوارها بسلسلة أفلام " بوند " . أما عن كلا من الممثلة الفرنسية الجذابة بيرينس مارلوي و الممثلة ناعومي هاريس فقد قدما دورا ثانويا رائعا . لم يكتفي الموسيقي توماس نيومان بشهرة الموسيقى التصويرية لسلسلة أفلام " بوند " إلا أنه أضاف حسا مختلفا من الموسيقي خاصا في المشاهد المؤثرة والدرامية، كما كانت أغنية الفيلم ( سكاي فول ) التي أدتها المطربة البريطانية " أديل "قد زادت من شعبية وشهرة الفيلم أيضا. سافر بنا المصور روجر ديكينز للعديد من البلدان منها: تركيا، الهند، جنوب أفريقيا، والمملكة المتحدة، كما إنتقل فريق العمل إلى غرب لندن لتصوير مشهد تفجير أنبوب الغاز أثر أصطدام القطار به، ليكون أكثر واقعية. إنضم الفيلم إلى قائمة ال14 فيلم الذين حققوا المليار دولار عالميا، كما أنه حقق أعلى إيرادات في تاريخ دور العرض السينمائية البريطانية والتي بلغت حوالي 94.3 مليون أسترليني، أي ما يعادل 152 مليون دولار، إلا أن ميزانية الفيلم 200 مليون دولار أمريكي. غرار النجاح الذي شاهده الفيلم في جميع أنحاء العالم، يكون السؤال ماذا بعد موت بطلة الفيلم " م "؟!، وترك النهاية لمخيلة المشاهد، فأصبح " بوند " الآن أكثر قربا للبشر عما كان عليه منذ عقود، فقد تركتنا نهاية الفيلم وسط غموض التطور البوندي وبين ماذا بعد ذلك ؟!!


سكاي فول

هذا الفيلم ليس كأي فيلم رأيته من قبل في سلسلة جميس بوند فالقصة والحبكة والمعالجة القائم عليها مختلفة عن الأفلام السابقة تماماً ... بعد مرور وقت قليل من الفيلم تملكني شعور إني فيلم من أفلام بات مان رؤية كريستوفر نولان ولازمني الاحساس لنهاية الفيلم .. وعندما كرت قليلاً وجدت بعض الدلائل والعلامات التي تدعم مثل هذه الفكرة . بداية من أول الشخص الشرير في الفيلم (سيلفا) والقائم بدور الفنان العبقري جافيير برادم من أول طلته وظهوره علي الشاشة يتم أستدعاء هيث ليدجر ودوره الذي ينسي في الجزء الثاني من...اقرأ المزيد سلسلة بات مان "فارس الظلام" ..الشكل الخارجي وملامح الشخصية وطريقة الانفعال والكلام قريبة جداً حتي الشعر ... حتي التنكر في زي شرطي فعله الجوكر أيضاً ...تكوين عصابة سيلفا في الهجوم الأخير علي منزل بوند قريب من شكل العصابة التي كان يتحرك بها الجوكر شخصية جميس بوند نفسها ... في بداية الفيلم عندما يتم أطلاق النار علي بوند من زميلته ويختفي لفترة يثم يعود ويكون غير جاهز جسديا وبدنيا ولكنه يقرر خوض المغامرة .. ظهرت في بات مان الجزء الثالث "صحوة فارس الظلام" بعد اختفاء بات مان وبروس وين لمدة 8 أعوام ثم عودته إلي جوثام سيتي والبدء في ممارسة مهام بات رغم إن حالته لم تكن تسم بذلك ! ونجئ للمفاجأة إن والدي جميس بوند قد توفيا وهو صغير وإن لهم منزل قديم في منطقة نائية في أسكتلندا وإن هذا المنزل به مخابئ وأنفاق وخنادق ...الا يذكرنا هذا ببات مان ووالديه ومنزل عائلة وين وكهف الوطواط !! فتاة جميس بوند تموت علي يد سيلفا في الجزيزة ..صديقة بات مان تموت في حريق علي يد الجوكر .. حتي شخصية البطل المجروح والذي يتحامل علي نفسه تذكرنا ببات مان .. الموسيقي التصويرية أيضا فيها بعض الملامح القليلة من موسيقي هانز زيمر في بات مان ...ولكن علي مستوي قليل جداً ... الفيلم "جيد" علي المستوي البصري بالذات إنه يدرو في عدة بلدان "تركيا، الصين، بريطانيا واسكتلندا" وبه خلطة الأكشن المعتادة في أفلام هوليوود ولكن بطعم مختلف عن أفعلام جميس بوند المعتادة ... من المكن أن أكون متحامل علي التشابه بين الفيلمين ..,ذلك لمشاهدتي لمجموعة بات مان لنولان عدة مرات وبالتالي أحفظ كل مفرادتها والتي بالتاكيد تكررت في عدد ليس بقليل من الأفلام الأخري


أداء دانييل كريغ في هذا الفيلم ..

أعتقد أن المُمثل { دانييل كريغ } يثبت بأحقية أنه أفضل جيمس بوند، ليس بوسامته أو أقدميته، لكن بموهبته التمثيلية التي أعتقد تفوق فيها على السابقون وربما ساعدته التكنولوجيا الحالية، لكن السيناريو أيضا جيد في أفلام كريغ تجعلنا نحترم سلسلة جيمس بوند مجددا بعدما أصبحت مهزلة ..