ذات مرة، تحدث المخرج كوينتن تارنتينو عن أن "سوبر مان" هو أحد أبطاله الخارقين المفضلين، ولكنه رغم ذلك يعلم أنه من الصعب جداً صنع فيلماً جيداً عنه تبعاً للقواعد الهوليوودية، "ببساطة لأنه غير بشري، لا يوجد عنده نقطة ضعف، لن تتعاطف معه بما يكفي، لو قمت بصناعة فيلم عن "سوبر مان" سأهتم بمحاولته التعايش معنا بشخصية "كلارك كنت"، وليس بمعاركه والأشرار الضئيلين أمامه". كلمات "تارنتينو" تنطبق بشكل شبة حرفي على البطل الخارق الآخر "ثور"، وعن أزمة الجزء الثاني من السلسلة التي تحمل اسمه Thor: The Dark World،...اقرأ المزيد التي جعلته فيلماً محدوداً جداً رغم بعض لحظاته الجيدة. في الجزء الأول، الذي أخرجه المخرج الكبير "كينيث براناه" عام 2011، استطاع تجاوز هذه الأزمة، الخاصة بالعالم غير الحقيقي الذي ينطلق منه الفيلم، وذلك من خلال الحبكة الشكسبيرية لصانع أفلام دائماً ما ارتبط اسمه بـ"شكسبير" –قدم "براناه" خمسة أفلام عن مسرحيات "شكسبير" سواء كمخرج أو كممثل-، وفي الجزء الذي أخرجه من "ثور" جعل الحكاية أقرب لمحاكاة لقصة "الملك لير"، واهتمام المشاهد ينصب بالأساس حول الصراع بين أخين اتجاه "مُلْك أبيهم"، أكثر من مشاهد الحركة أو الصراع بين المحاربين الأسطوريين ووحوش الثلج. في الجزء الثاني، تضع شركة "مارفيل" ثقتها في المخرج التلفزيوني "آلان تايلور"، اعتماداً على النجاح الكبير الذي حققه كأحد صناع مسلسل Game of Thrones، الذي يدور، تماماً مثل "ثور"، في عوالم أسطورية وصراع ضخم بين الممالك على الكرسي والسلطة، ولكن الفارق الحقيقي في "القيمة الدرامية" بين المسلسل والفيلم جعل النتيجة النهائية لعمل "تايلور" السينمائي أقل من المتوسطة. يبدأ الفيلم بمقدمة تمهيدية عن خصم "ثور" الجديد، "مالكيث" قائد الجان الذي هزمه ملك "أزجارد" منذ آلاف السنين، ويبدو الآن على وشك العودة من جديد بسلاحه الخارق "إيثار"، الذي سيغرق الكون في ظلامٍ دامس، وكي يستطيع "ثور" مواجهته يجب عليه الإتحاد مع حبيبته الأرضية "جين فوستر"، والأهم: الثقة في أخيه "لوكي" لمرة وحيدة! كل ما هو سيء في الفيلم يتعلَّق بعوالمه غير البشرية، لا يبدو مثيراً للاهتمام مشاهدة حرب بين الجان الأسطوريين ومحاربين من الفضاء البعيد، "آلان تايلور"، على عكس الميزة الأهم في Game of Thrones، يفشل في تأسيس عالمه بشكلٍ يضعنا في تماسٍ معه، فتبدو كل مشاهد الحركة والصراع رتيبة وكرتونية بل ومن الممكن تجاوزها، خصوصاً أننا لا نشعر بالاهتمام فعلاً بأمر "ثور" في أي معركة، نبدو على ثقة من أنه "سيدير أموره" وأن "الشاكوش" الضخم الذي يحمله سينقذه دوماً، هنا تبدو جملة "تارنتينو" عن "سوبرمان" صالحة جداً للاستخدام: "لأنه غير بشري، لا يوجد عنده نقطة ضعف، لن تتعاطف معه بما يكفي"، لذلك من الصعب جداً، ما لم تكن كينيث براناه وتذهب وراء حبكة بشرية في تلك العوالم، أن تخلق فيلماً جيداً عن بطل خارق من خارج الأرض. اللحظات الوحيدة المشرقة في هذا الفيلم تتعلق تحديداً بهذا الإرث المتروك منذ الجزء الأول عن العلاقة بين "ثور" وأخيه "لوكي"، تقترب الدراما من أمورٍ بشرية، حين يجبر على الثقة في أخيه الخائن، وحين نظن أنه خانه، حين ينقذ كلاهما الآخر، يبدو أن هناك "شيء ما" في الفيلم، وهو ما يتوه بعد ذلك، سواء مع النفس الكوميدي الذي أصر "تايلور" على إبقاءه طوال العمل حتى في اللحظات التي يفترض فيها المأساوية، فزاد ذلك من الحس الهزلي الذي يغلب على الفيلم، أو بسبب رتابة المعركة الختامية، كيف ظن "تايلور" ومصممو المعارك في شركة "مارفيل" أنه يمكن من جديد صنع مشهد معركة رئيسي عن وحوشٍ تنزل من السماء؟ أليس هذا –حرفياً وبنفس التصميم البصري- ما حدث في The Avengers في العام الماضي؟! بدا الفيلم مملاً جداً في تلك المرحلة وأن 170 مليون دولار ميزانية ذهب أغلبها للمؤثرات الخاصة لا تستطيع أن تنقذه من الرتابة والهزلية. ورغم محدودية الفيلم على المستوى الفني، إلا أن الأمور تبدو بخير بالنسبة لشركة "مارفيل"، ليس فقط بسبب الإيرادات الجيدة التي حققها، ولكن لأن مشروع أبطالها الخارقين المتصل يكون ناجحاً مع الجماهير حتى في أضعف حلقاته، على الأقل كتمهيد لنجاحٍ تاريخي منتظر للجزء القادم من The Avengers في العامِ بعد المقبل.
كلنا عارفين إن أفلام الأبطال الخارقين، وأصحاب القوى الغير طبيعية، أو النصف بشريين،،،، أفلام لها جمهورها الكبير وبتحقق إيرادات عالية، ومن الممكن إنها تحقق أيضا نجاح فني كبير بجانب نجاحها جماهيريا لو قدمت بإسلوب إخراجي متميز وجاد ونذكر منها أفلام زي (The Avenger ) اللي قدم عام 2012 وحقق إيرادات عالية تجاوزت 623 مليون دورلا بعرضه عالميا، و (super man)... المخرج (اﻵن تايلور) قرر إنه يضع اسمه على أحد هذه الأفلام بتقديم الجزء الثاني من إسطورة (ثور) بعد أن قدم الجزء الأول المخرج (كينيث براناه) وحقق 181...اقرأ المزيد دولار تقريبا بعرضه في الولايات المتحدة الإمريكية (Thor 2) أو ( Thor the dark world) بطولة النجم كريس هيمسورث وتوم هيدلستون وناتللي بورتمان ويشاركهما الممثل العبقري المتميز أنتوني هوبكنز حيث يحاول ثور التصدي للشر والدفاع عن كوكب الأرض وحماية من عليه خاصًة صديقته جين فوستر، وإنقاذ العوالم التسعة والتغلب على عدوه اللدود (مالكيث) الذي يسعى إلى غمر الكون في فوضى الظلام الدامس .... ومن خلال تلك الأحداث التي تدور في إطار يغلب عليه طابع الإثارة والتشويق الممزوج بالمغامرات واﻷكشن نجد أن المخرج تايلور استطاع أن ينفذ العمل بطريقة جيدة جدا مستخدما مؤثرات بصرية عالية التقنية في تنفيذ مشاهد المعارك والحركة. أيضا فكرة الاعتماد على تقديم مشاهد الحروب والمعارك في 20 الـ دقيقة الأولى من أحداث الفيلم خلق حالة مميزة من الإبهار، وحبس الأنفاس والتعامل مع مايجري كأنك بطل من ضمن الأبطال. وبالرغم من أن المؤلف (كريستوفر يوست) رسم شخصيات الفيلم بالشكل المطلوب وعلى نفس خط قصة (دون باين) حيث شخصية (ثور) ذلك البطل الخيالي اللي قدمته شركة مارفل قديما من خلال أفلام الرسوم المتحركة إلا أنه أخذ عليه الزج بالكثير من مشاهد الحب والرومانسية بين ثور وحببيته جين فوستر، وإقحام بعض الكوميديا الغير مناسبة ﻷحداث الفيلم... لكن الموسيقى التصويرية اللي قدر تايلور إنه يختارها ويقدمها غطت على كل السلبيات السابقة وكانت من ضمن الإضافات القوية والمناسبة للفيلم. أيضا أداء الممثلة (ناتللي بورتمان) كان مميز خاصة إن شخصية العالمة جين فوستر تظهر بشكل كبير وعلى نطاق أوسع في المشاهد بعد أن تحولت هي الأخرى إلى بطلة خارقة عندما تمكنت من (قوة الأثير) اعتقد إن عرض الفيلم بخاصية IMAX كان ليه الفضل في نجاح الفيلم وتزايد الإقبال عليه بشكل كبير، والفيلم في رأيي يتسحق أكثر من 7/10 ولكن لبعض الأحداث التي كان من السهل التنبؤ بها ولم يكن هناك أي غموض في المغامرات التي وقعت لم يتعدى تقييمي له 7 نقاط.