أراء حرة: فيلم - Saving Mr. Banks - 2013


تمثلية

لقد استمتعت جدا بهذا الفيلم الرائع الذي يروي قصه المنتج والت ديزني و محاولته لاقناع كاتبه قصة ماري بوبنز لاعطائه حقوق عمل القصة فيلم . تدور معظم أحداث الفيلم زمنيا خلال رحلة حقيقية قامت بها الكاتبة ترافرز (تؤدي دورها الممثلة إيما تومبسون) إلى لوس أنجليس بعد أن أقنعها وكيلها الفني بلقاء ديزني(يؤدي دوره الممثل توم هانكس) وكاتب السيناريو(الممثل برادلي ويتفورد) والاطلاع المباشر على عملية تحويل فيلمها إلى السينما كي تقتنع ببيع حقوق استخدامها سينمائيا لشركة ديزني. جسد الممثل الإيرلندي كولن فاريل في...اقرأ المزيد احد افضل ادواره دور والد الكاتبة ترافرز. ومنذ لحظة وصولها تبدو الكاتبة ترافرز متوترة وكارهة لنمط الحياة الأمريكية، فعند وصولها إلى لوس أنجليس تقول لسائق السيارة الليموزين الذي أرسلته الشركة لنقلها إنها تشم رائحة في الجو، فيسارع إلى إجابتها بأنها رائحة ياسمين، لكنها ترده بقسوة بالقول: "بل رائحة عرق وكلورين". وفي الوقت الذي تتصرف فيه ترافرز على وفق موقف مسبق، يحاول ديزني وموظفوه وفريق كتابة سيناريو العمل أرضاءها بشتى السبل، للفوز بموافقتها على بيع حقوق العمل الذي ظلت تتمنع عنه لنحو عشرين عاما. وهنا تشترط ترافرز أن تقوم بمراجعة يومية مع فريق العمل (السينارست ومؤلفا الموسيقى والأغاني) وتشترط أن لا يتضمن الفيلم أي مشاهد رسوم متحركة من تلك التي اشتهرت شركة ديزني بصنعها، وأن يتم تسجيل وقائع العمل اليومي صوتيا كلمة كلمة. وهنا ينثر صانعو الفيلم كما كبيرا من مشاهد المفارقات بين ترافرز الكاتبة المتشددة، التي يحركها هاجس داخلي بحماية شخصيات فيلمها كما تصورتهم في خيالها وفي البيئة الانجليزية التي رسمت أحداثها فيها، وبين ديزني البراغماتي والعارف بأسرار النجاح الجماهيري والاستثمار التجاري لعوالم الطفولة، وفريق عمله. لنجد انفسنا إزاء صدام بين عقلية محافظة تقدس التقليد والقيم المثالية وعقلية منفتحة أقرب إلى الحياة ونفعيتها بل واحتيالاتها احيانا. قد اختار صانعو الفيلم "انقاذ السيد بانكس" عنوانا له في إشارة إلى شخصية السيد بانكس الرئيسية في قصة ترافرز ماري بوبينز، التي استلهمتها الكاتبة من شخصية والدها الحقيقية، وحرصها الشديد على أن تقدم بالصورة التي رسمتها. فهي ترفض مثلا أن تكون صورته بشاربين كما اختار ديزني. وانطلقوا من هذا التقديس إلى رسم خيط سردي مواز اعتمد على مشاهد الفلاش باك، عن مكانة والد ترافرز المركزية في حياتها، وتعلقها الكبير به منذ طفولتها بوصفة العامل الأساسي وراء تكوين شخصيتها المعقدة تلك، والتي ظلت تستعيد تفاصيل طفولتها المعذبة في أعمالها الأدبية، كما حياتها اليومية وسلوكها.هنا اختار الفيلم اللجوء إلى خيط من التحليل النفسي في الكشف عما وقف وراء خلق شخصية الكاتبة المتشددة والغاضبة. وهي قصة إدمان والدها (يؤدي دوره الممثل الايرلندي كولن فاريل)على الكحول وانهيار مكانة العائلة بعد فقدانه لوظيفته كمدير بنك في استراليا ومن ثم موته المبكر في الأربعينيات من عمره بالسل. وكيف كان هذا الوالد يرعاها ويدللها كثيرا، وكيف رسمت له صورة مثالية قبل أن ترى مأساة حياته. لقد بٌني السيناريو على المونتاج المتوازي بين هذين الخيطين، مشاهد المفاوضات في الولايات المتحدة ومشاهد الطفولة المعذبة في استراليا، وبينهما نجح سيناريو الفيلم في التقاط كثير من التفاصيل الإنسانية المؤثرة والمفارقات التي حملت لمسة كوميدية مؤثرة.ولا تحتاج حكاية مثل هذه القصة إلى كثير من التشويق فالنهاية معروفة، بدليل الفيلم المصنوع، إذ يتمكن ديزني من إقناعها رغم رفضها العمل وعودتها إلى بريطانيا، لكنه لا ييأس ويفاجئها بسفره إليها إلى لندن لإقناعها، لكنه بعد أن ينال حقوق الفيلم لا يدعوها لحفل افتتاحه في الولايات المتحدة، فتسافر على حسابها الخاص لحضوره، الأمر الذي يجعلها تشعر وكأن ديزني بعقليته التجارية قد خدعها. لقد ركزت كاتبتا السيناريو على تلك العلاقة الثنائية المتوترة، وخيط التحليل النفسي للطفولة، ولم تنشغلا بتقديم فيلم سيرة للكاتبة ترافرز، على الرغم من الشكر الذي ظهر في عناوين نهاية الفيلم لكاتبة سيرة ترافرز فاليري لاوسون وكتابها "كتبت ماري بوبينز: حياة بي أل ترافرز". فاهملتا مثلا أن الكاتبة تبنت في حياتها طفلا، أو تلك الاشاعات التي تحدثت عن علاقاتها المثلية أو اهتماماتها بالتصوف والخوارق. لقد نجح المخرج جون لي هانكوك في إدارة ممثليه في هذا الفيلم، لاسيما وأنه تعامل مع اثنين من كبار ممثلي السينما (تومبسون وهانكس)، وبات الفيلم مباراة بينهما في تأكيد حضورهما على الشاشة واتقان الشخصيتين اللتين يجسداها.


اختلاف الثقافات والنفسيات

Saving Mr. Banks دراما أمريكية من إخراج جون لي هانكوك ومن تأليف كيلي مارسي تعرض الأحداث الحقيقية التي وقعت أثناء إنتاج فيلم ماري بوبينز عام (1964) ويتناول جزء من الحياة الشخصية للكاتبة باميلا ليندون ترافرز وكيف استطاع صانع الأفلام والت ديزني إقناعها بتحويل روايتها إلى فيلم رسوم متحركة بعد عشرين سنة من كتابتها. فمن بطولة إيما طومسون (باميلا ترافرز)، وتوم هانكس (والت ديزني) ومجموعة أخرى من نجوم هوليوود من بينهم (كولن فاريل، وإيملي بلانت) تدور أحداث الفيلم عارضا من خلال سيناريو وحوار شيق بعضا من...اقرأ المزيد الحياة الشخصية للمؤلفة باميلا وكيف أثرت حياتها الماضية وتعلقها بوالدها ووفاته على حياتها المهنية فجعلت ثقتها بالمحيطين بها معدومة، ودفعها ذلك للاقتصار بشكل كبير في معاملاتها، كما تناول الفيلم اختلاف الثقافات والنفسيات بين شخصية الكاتبة ووالت ديزني نفسه من خلال اختلاف الثقافات الأمريكية والبريطانية وكره باميلا للحياة الأمريكية وعادتها، والفروق الحقيقية بين التجارة في الفن والحياة المهنية لكاتبه. بالإضافة إلى كل الأحداث التي وقعت وقتها والمفاوضات الطويلة التي قاربت العشرون عاما حتى يتمكن والت ديزني من إقناع باميلا بالموافقة. وإذا تحدثنا عن الأداء التمثيلي للأبطال فلابد من الأشادة بأداء الممثل توم هانكس الذي أبدع في أداء شخصية والت ديزني، حتى أنه جعلني أشاهد بعد المقتطفات القديمة لوالت الحقيقي للمقارنة بينهما، وقد قام هانكس بزيارة أفراد عائلة ديزني قبل البدء في تصوير الفيلم وكذلك المتحف الخاص بوالت حتى يتمكن من معرفة كل شيء عنه وتقمص شخصيته بطريقة تجعلك تظن أنك أمام الشخصية الحقيقة. أما طومسون فقد نجحت في خطف الأضوء بعض الشيء من هانكس، أو الأرجح أن نقول أنها سارعته في تمكنها من أداء شخصية الكاتبة باميلا وظهر ذلك بوضوح في المشاهد التي تناولت الصراع الداخلي لمحاولتها الحفاظ على شخصية روايتها (مسر بانكس) وتصويره في بيئية بريطانية بحتة، كذلك طريقة تمسكها بتقاليدها وعاداتها القديمة التي نشأت عليها، وتعبيرات وجهها التي صورت حياة القلق والتوتر التي دامت فيهما تنفيذ المخرج هانكوك للأحداث واستخدام الفلاش باك لعرض الأشياء الحقيقة التي كانت سببا في المزاج النفسي الغريب والمعقد لشخصية باميلا كان له أثر إيجابي بشكل كبير، خاصة المشاهد التي عرض من خلالها تمسكها وارتباطها القوي بوالدها وكيف أثر كل ذلك في تكوين معتقاداتها, أيضا اختيار الموسيقى التصويرية جاء مناسب للأحداث وكانت الأغاني المصاحبة مواكبة للفترة الزمنية ذاتها. لاقى الفيلم استحسان قوي من النقاد والجمهور بعد عرضه الأول في مهرجان لندن السينمائي في 20 أكتوبر 2013. وقد بلغت ميزانية الفيلم تقريبا 35 مليون دولار أمريكي وحقق إيرادات قاربت 34 مليون دولار الفيلم يستحق أن يشاهد لتناوله للعديد من الأبعاد الإنسانية` بالإضافة إلى تناوله للسيرة الذاتية للكاتبة وعرض أحداث مشوقة.


فلم أعاد لنا الزمن الجميل

فلم saving mr.banks من أفضل افلام العام 2013 هذا الفلم قد اعاد لنا حقا الزمن الجميل فى عصر اختفى فيه هذا النوع النادر من الافلام ألأنسانية القيمة بدا من الاداء التمثيلى الى الدراما والكومديا فى هذا الأطار التشويقى فقد أبدع الممثل الرائع tom hanks فى تجسيد دور walt disney وبالطبع أبدعت الفنانة ايما ثمبسون فى ادائها لشخصية الكاتبة ترافرز وقد كان حقا دور صعب ومعقد ولكن استطاعت أيما بخبرتها أن تتقن الدور للغاية وأن تحيط بكل أبعاد الشخصية منذ اللحظة الاولى الى نهاية الفلم وأيضا الفلم يناقش قضاية...اقرأ المزيد كثيرة منه اخطلات الثقافة البيرطانية بالبيئة الامريكية فى تلاحم رأئع ......باختصار يمكن أن تقول أن هذا الفلم كامل ومتكامل .........ورغم أنه ليس أقوى افلام العام فهناك ماهو أفضل منه ولكنك ستسمتع بمشاهدته وبكل مفراقاته الدرامية والكمودية وبكل كلاسيكياته النادرة وأغانيه الفريدة وسيوثر فيك للغاية فهو فلم يستحق المشاهدة وقد لاقى اعجاب من الجماهير والنقاد وستحدد ذلك بنفسك عند مشاهدته واراهنك أنك ستعيده ثانية