ربما هي المرة الأولى التي أكتب فيها مراجعة لفيلم بالفصحى، لكن منذ مشاهد الفيلم الأولى، بدأت الفكرة تضرب رأسي. توقفت كثيرا أثناء المشاهدة، مشاهد عِدت مشاهدتها أكثر من مرة، أخرى أوقفت الفيلم كي أحتمل جرعتها، صنعت القهوة، رغم أنها لم تعد تروق لي، صنعت الشاي، ثم عدت للمشاهدة، بعد انتهائي، رحت أعيد مشاهدة بعض المشاهد من جديد. إنها الحياة خارج حدود الغرفة، خارج الانغلاق والعزلة، إن كان ثمة حياة في الغرفة، فثمة حيوات خارجها، ربما لا يدرك الواحد منا ما فاته، ما أضاعه، إلا عندما يتذوقه مَرة. أنا أؤمن...اقرأ المزيد في الصدفة، أظنها عرّابة متمرسة. في أميلي، كانت الصدفة كما أهوى، إنها الصدف السعيدة، التي تغير للأفضل، الصدف الحقيقية، ليست الخادعة، فالصدفة ربما تكون خادعة أحيانا، مثلها مثل السعادة. ليست الأهمية في أن تجد الصدفة، الأهم أن تستغلها، دعنا نجرب، لا شيء سيضر، الخوف لا يمنع شيئا سوى ما تريد، سوى الحياة نفسها. أن تجد روحك، ربما يعيش الكثيرون، ويبحثون عن أرواحهم، ربما يجدوها في محطة قريبة، ربما تفوتهم، فيركضون خلفها، ربما يلحقوا بها قبل النهاية، فينعموا ببقايا، ترضيهم، أو يمثلوا الرضا، ربما لا يلحقوا بها، فيجدوا أن آخر الركض، صحراء، فينتهوا بالحسرة والعطش. كل يجد روحه كما يشعر.. أن تجد روحك في الآخرين، في رؤية أرواحهم تعود إليهم، عن طريقك، أن تفعل، أن تطبطب على روح ثكلى، فتعيدها حيّة منتعشة، ثم تجد نفسك، ثم تجد الحب، ثم تخاف، أن تنتهي، ينتهي، أن تكون في وهم كبير، أن تكون أنت نفسك وهما كبيرا، ثم تقتل الخوف، ثم تربح، ثم تهنأ. أميلي، عن الحياة، الحرية، الحركة، الانطلاق، البهجة.. عن الإنسان. خيال حزن ساورني بعد نهاية الفيلم، لأنني قررت مشاهدته منذ أكثر من عام، ولم أشاهده سوى اليوم، ربما إذا شاهدته في فترة ما سابقة، كان سيغير حياتي، ربما أنه سيغيرها في يوم ما.