أراء حرة: مسلسل - العراف - 2013


سيرة ذاتية في ثلاثين حلقة ..

لا يخفى على أحد أن عادل إمام هو أحد أهم الواجهات لـ مصر عمومًا وليس الوسط الفني فقط .. ورغم تاريخه الطويل إلا إنه لا يلقى إجماعًا على أنه أفضل إنتاجات السينما المصرية .. وتكون سهام النقد عليه أقوى من غيره في حال كانت أحد أعماله دون المستوى وهذا الأمر ظهر جليًا بعد سقطة " بوبوس " .. مرةً أخرى يعود الزعيم - اللقب الأشهر لـ عادل إمام - للعمل مع يوسف معاطي والذي كثرت الشائعات حول استغناء الزعيم عن خدماته , ويبدو أن يوسف معاطي قد أخذ بالحسبان هذه المرة أن سوء القصة أو ضعفها ستكون ضربة لن يحتملها...اقرأ المزيد الزعيم في هذه الفترة تحديدًا .. قصة " العراف " بدت لي مفصلة على قدرات عادل إمام التمثيلية وتاريخه الفني .. فعندما يتحدثون عن إمكانيات ( عبدالحميد البكري ) في النصب أشعر أن المؤلف يريد القول أنها إشارة إلى نجاح عادل إمام في مختلف الأدوار التي قدمها ,الكوميدية مثل " احترس من الخط " ودراميًا مثل " زهايمر " أو حتى في مجال الأكشن مثل " سلام يا صاحبي " من غير تجاهل الأدوار المركبة مثل " الإرهاب والكباب " .. الكوميديا تجلت في أدواره مع أحمد فاروق فلوكس وسعيد طرابيك ورأينا دراما محزنة مع محمد الشقنقيري وريهام أيمن وحنكته وخبثه مع عبدالرحمن أبو زهرة ! وحتى عندما حاول المؤلف استعطافنا لـ ( عبدالحميد البكري ) شعرت أنه كان يريد القول أنه لم يكن يتحمل بعض السقطات في بعض أعماله ولكنها كانت غالبًا أخطاء المؤلفين والمخرجين بدليل قدراته الفنية العالية ولو قبلتم بطريقة فهمي للعمل فلن أستطيع أن أغفر له بعض سقطاته تحت هذه الذريعة لأنه وببساطة كان يملك أن يرفض تلك الأعمال من الأساس كما نرفض أن نسامح المجرمين بالعادة بسبب ( الظروف كذا ) ! ولم يغب عن ذهن الزعيم ويوسف معاطي فكرة أن يُحسنوا صورة عادل إمام أمام من يرون أنه أساء للإسلام كثيرًا عبر تاريخه سواءً بإستهزائه أو بإظهار الإلتزام به تشددًا على الإطلاق عن طريق إطرائه الكثير على الشخصية التي آداها محمد عبدالحافظ ووصفه له بالثقة والأمين بسبب تدينه أو تحسين علاقته مع مجموعة الشيوخ التي كان يتزعمها مجدي إدريس .. سبب ترسخ هذه الفكرة في عقلي هو وضوح آثار تقدم السن على عادل إمام وكثرة الأخبار التي صاحبت أوقات التصوير الذي تأثر بحالته الصحية .. لكن عندما تأكد أني قد آمنت بما أراد عاد ليفاجئني في آخر المسلسل بأنه سيستمر في تقديم ما يراه مناسبًا له طالما أنه يلقى تأييدًا من جمهوره وذلك بعد أن استخدم خبر موته في تسهيل عملية نصب جديدة وليزاول عمله المعتاد بعيدًا عن ( قلق الحكومة ) .. والحق أنه أدهشني في ذلك وجعلني أعترف بقوة شخصيته وثباته على آرائه طبعًا بناءً على فهمي ليس إلا ! العمل بوجه عام كان مسليًا حتى مع وجود أخطاء إخراجية غريبة مثل سؤال حسين فهمي لـ طلعت زكريا وحسن العدل عن المبلغ الذي أخذوه من سعادة السفير بالرغم من أنهم هم من دفع المبلغ له .. أو صغر حجم الدور لغالبية العاملين في المسلسل وإقتصار دورهم في الغالب على خدمة عادل إمام وهذه قد تُبرر في السينما لكن الدراما التلفزيونية تحتم عليك أن تُقدم عملاً متكاملاً .. ربما قبولهم لتلك الأدوار وعلى رأسهم القيدوم حسين فهمي يؤكد أن ( السبوبة .. تبرر الوسيلة ).. وبطبيعة الحال فـ للعمل إيجابيات أهمها أن الزعيم برهن على قدراته التمثيلية , يُشعرك بصدقه الفني وإلا لم يكن ليحتل زعامة عرش السينما المصرية لفترة تتجاوز الأربعين عامًا مهما سقط يعود من جديد .. بالإضافة إلى مكسب جديد للكوميديا تشكلت في صورة سيد البورسعيدي أو أحمد فاروق فلوكس الذي أعتبره بحق من نجوم الشاشة في رمضان والذي زاد من قناعتي بأن ( النص اللي مكتوب كويس يطلع لك مواهب حقيقية ) .. دون أن أنسى أيضًا الشابة الجميلة ريهام أيمن وصفاء الطوخي التي وبالرغم من ظهورها في حلقتين أو ثلاث إلا إنها تركت إنطباعًا جيدًا يؤكد لي أنها فنانة قوية .. بالنسبة لي أخيرًا فإن العمل يستحق المتابعة .. ومن بين الأعمال التي تابعتها سأضع " العراف " ثالثًا بعد " اسم مؤقت " و " حكاية حياة " ولا أظن أن هذا الترتيب يسيء لمن اعتاد على القمة لعقود ..


العراف مابين التطويل و الاقتباس

يعود الفنان الكبير عادل امام للشاشة الفضية للمرة الثانية على التوالى بعد مسلسل فرقة ناجى عطاالله و التى عاد بها الى الدراما التليفزيونية بعد انقطاع دام لاكثر من 25 عاما بعد ان قدم للتليفزيون ثلاث مسلسلات هما احلام الفتى الطائر و كيف تخسر مليون جنيه و دموع فى عيون وقحة و لكن عاد الفنان الكبير بمسلسل لا يرقى الى تاريخه الفنى الكبير فمن ناحية المسلسل يحوم حوله شبهات اقتباس فكرته من الفيلم الامريكى الشهير catch me if you can للنجم توم هانكس و ليوناردو دى كابريو و من ناحية اخرى مستوى كتابه السيناريو...اقرأ المزيد الردئ و الذى لا يليق بمكانه عادل امام فبدايا المسلسل من تاليف يوسف معاطى و اخراج محمد امام و بطوله عادل امام و حسين فهمى و شرين و طلعت زكريا و المسلسل تدور احداثه حول نصاب محترف يذهب ليبحث عن اسرته بعد ان بلغ من العمر ارذله حتى يجمعهم حوله ولكن الشرطة تطاردهه اثناء رحلة بحثه و ينجح فى الهروب منها فى كل مرة و تتوالى الاحداث فالمسلسل يعيبه التطويل الشديد فى سير الاحداث و بطئ سيرها حتى ان المشاهدين اصابهم الملل نتيجه هذا البطئ و بعض منهم انصرف عن متابعه المسلسل فى حلقاته الاولى فمن يترك حلقة او حلقتين من المسلسل دون متابعه و استكمله لا يشعر بشئ كان لم يفوته شئ و بالغ المؤلف يوسف معاطى و الذى اندهش من طريقه كتابته لهذا المسلسل بانه خصص حلقات كامله لحدث غير هام و صغير فمثلا الحلقه الاولى خصصت بالكامل لحفلة فى مكان راق و مقارنتها بالعشوائيات لابراز تفاوت الطبقات المبالغ فيه و لكن اعطى هذا الحدث اكبر من حجمه خصوصا انه ليس له علاقه بلاحداث و ظهر و كانها بدايه مسرحية للغايه و الكثير ايظا لدرجه انه من الممكن اختصار ال15 حلقات الاولى من المسلسل فى خمس حلقات فقط و بدا واضحا بان المسلسل كتب خصيصا ليتناسب مع عادل امام متناسيا باقى الشخصيات الاخرى و التى اهملت تفاصيلها تماما فتم التركيز على عادل امام لدرجه ظهره فى الغالبيه العظمى من مشاهد المسلسل باستثناء الحلقه الاولى اما الاخراج لمحمد امام فحدث ولا حرج فالمسلسل ملئ بلاخطاء الاخراجيه الفادحه مثل عندما بلغ طلعت زكريا عن تعرضه لعمليه نصب لحسين فهمى فحدث فى هذا المشهد خطا فى السيناريو عندما تم تبيدل المواقف بان يقول طلعت بانه هو من باع السياره و كان العكس هو الصحيح و استمر هذا طول المشهد و الذى استمر لمدة تزيد عن سبع دقائق فكان الاخراج متوسط و لم يظهر اى انبهار فكان متواضعا للغايه اما الذى تميز فكانت الموسيقى التصويرية و الديكور مسلسل العرف يحمل ميزه خاصه لانه يجمع بين عادل اما و حسين فهمى بعد فيلم اللعب مع الكبار الذى حقق نجاحا كبيرا و لاسف لم يكن المسلسل على نفس مستوى الفيلم من الحرفيه المهنيه اتمنى من الزعيم عادل امام الذى طالما كان متربعا فوق عرش السينما و التليفزيون لاكثر من ثلاثون عاما و لا يزال بان يصالح جمهوره بفيلم او مسلسل اخر يتناسب مع وضع و قيمه الزعيم عادل امام لانى انتظر منه الكثير من المفاجات لثقتى فى ذكائه الشديد


المفروض يبقى اسمه سوبرمان

عادل امام هو ممثل كبير وله وزنه وأعماله تشهد له ولكن برغم ان أعماله جيدة وانها أعجبت أجيال كثيرة ومنها (مدرسة المشاغبين )الا انها للاسف لا تخلو من المشاهد الجنسية والسخرية من الاسلام بصور عديدة . فى هذا المسلسل يتعاون المخرج رامى امام نجل الفنان الكبير للمرة الرابعة مع أبيه بعد (أمير الظلام _حسن ومرقص _فرقة ناجى عطا الله )وهذه هى المرة الرابعة التى يقدمان فيها عملا معا . للاسف كلما شاهدت عملا للاثنين معا اشعر بوجود (حبة أوفرة )فى هذا العمل ورغم ان هذا قد يكون نابع من حب الأبن لأبيه وتقديرا...اقرأ المزيد واحتراما له الا انه من المفروض أن يفصل المخرج حياته الشخصية عن العملية لينجح فى تقديم العمل . المسلسل فكرته جديدة وجميلة ولكن للاسف هناك بعض المبالغات فى العمل فهو شخص نصاب يتنقل من محافظة لمحافظة وفى كل محافظة يقوم بالتزوير والنصب والاحتيال وعلى النقيض يكتسب حلفاء له من خلال معاملته الحسنة مع اخرين ويتزوج وينجب ولكنه بعد فترة عندما يشعر بأن الشرطة تلاحقه يختفى تماما من المحافظة ويذهب الى محافظة اخرى وهناك نفس الأفعال . بدأ المسلسل بداية جيدة حتى الحلقات الأخيرة التى تبدأ فى أن تظهر شخصية العراف على انه الرجل الحديدى الذى لايستطيع أحد مقاومته ولاهزيمته . staff التمثيل الذى مثلوا معه أفضل بكثير من الذين مثلوا معه فى المسلسل السابق فهو يعبر عن طوائف الشعب : 1_العراف (السياسى الذى يستغل طيبة طوائف الشعب ليحقق مطامعه ) 2_سيد (الفئة الفقيرة من الشعب التى لاتبحث الا عن المال من أجل لقمة العيش) محمود (الفئة الثورية والغاضبة من الشعب ) 3_عبد الله (الفئة الاخوانية من الشعب ) 4_حسام (الداخلية ) 5_قمر (الطائفة النسائية من الشعب الى ترفض أن يقييد أحد حريتها )