كالعادة دائما يشهد شهر رمضان المبارك زخمأ وازدحاماً في عرض المسلسلات المختلفة في قضايها ، وتشهد هذه المسلسلات منافسة قوية فيما بينها لوضع بصمة وأثرا واضحا في ذاكرة المشاهد،الا ان مسلسل (الولادة من الخاصرة) الذي يحمل عنوان (منبر الموتى) تصدر المشهد الرمضاني لهذا العام وذلك بحصده متابعة جماهيرية كبيرة. المتأمل لاسم هذا المسلسل (الولادة من الخاصرة) يجد ان العنوان يتحدث عن نفسه، حيث ولد وخرج هذا المسلسل الى الحياة من خاصرته ليجسد ألم المخاض ،ومرارة العيش ،وقهر التعساء ،وهو بالفعل يأخذنا الى نبض...اقرأ المزيد الشارع السوري حيث الصراعات بين الناس ،و الانقسام داخل العائلات والخلافات داخل البيت الواحد .... حيث يكمل المسلسل ما انتهى به الجزئين السابقين بخط زمني مستمر، وعدم تشتيت المشاهد بربطه بالأحداث السابقة بطريقة ابداعية شيقة. وتدور قصة العمل حول معاناة المجتمع من ظلم المتنفذين وكشف الفساد وفضح الفاسدين بمقاربة الواقع بكل تفاصيله ,بل انه زاد على احداثه جرأة وتشويقا مستفيدا من الازمة الحالية التي تشهدها سوريا ,ليرصد انعكاسات هذا الواقع على اداء الشخصيات وعلى مصائر الناس الضعفاء وعلى المجتمع بأكمله. ويتميز هذا الجزء كسابقيه بإبداع وتقنية الكاتب سامر فهد رضوان بتوظيف تقنية رائعة في الكتابة الا وهي الاستشراف (تنبؤ ورؤية للمستقبل ) .لقد تنبأ عما سوف يحدث في سوريا من خلال رصده للحقائق وما يدور خلف الكواليس وفي زوايا الازقه المظلمة والغوص في ملفات شائكة والتطرق الى الأجهزة الامنية والاعتقالات والتعذيب في السجون وخفايا للامور ، وهذا ما ابتدأ به بالجزء الثالث بهذه العبارة "المسلسل ليس مسلسلا توثيقيا ,انما هو محاكاة درامية عما حدث ويحدث في بلدنا " وحسب تعريف معلم الفن الاول والفيلسوف -ارسطو "بأن الفن في جوهره واصله هو محاكاة لطبيعة هذا الانسان " لقد حاكى هذا المسلسل بحرفية النص وابداع الاداء التمثيلي عما يحدث في سوريا بجرأة مطلقة وبمنتهى التفاصيل الكاملة دون خوف او تردد. اما ما قد يلفت انتباه المشاهد بهذا الجزء هو اختلاف الصورة البصرية التي اعتاد مشاهدتها لأسباب تتعلق برؤية المخرج واسباب انتاجية ،،، فالمخرج اراد ان يوصل لنا من خلال الصورة بأن الافكار والأحداث التي تجري مشوشة وغير واضحة ، واما الأسباب الانتاجية فتتمثل بمواقع التصوير وهي ناتجة عن عدم القدرة على توفر اماكن التصوير التي اعتاد مشاهدتها بسبب الظروف التي تمر بها سوريا مما اضطر المخرج وفريقه للانتقال والتصوير خارج سوريا . ويدخل في المسلسل الوجوه الجديدة وبخطوط درامية مشوقة ,من امثال الفنان ايمن رضا وسمر سامي وسامر اسماعيل بالاضافة الى ابطاله السابقين قصي خولي,عابد فهد ،باسم ياخور، منى واصف ،محمد حداقي،عبد الحكيم قطيفان ،صفاء سلطان .وبمشاركة جديدة للمخرج سيف الدين سبيعي برؤية اخراجية جديدة . بقلم :ايمن سعيد لحلوح