أراء حرة: فيلم - American Sniper - 2014


حرب العراق من وجهة نظر القناص الأمريكي

من المعروف أن أفلام الحروب تمثل صفحة كبيرة في حياة السينما بصفة عامة، وإذا تحدثنا عن حرب العراق على الأخص؛ فإننا نلاحظ أن السينما الأمريكية قدمتها على مدى عشرات السنين بمساحة كبيرة، وبأنواع مختلفة، وتناولتها بأكثر من شكل مابين الشكل السياسي، والشكل التاريخي وكان أغلبها إن لم يكن الكل منها يؤكد على معاناة الجنود الأمريكان، وسقوط الآف الضحايا منهم، وما تكبدته أمريكا في سبيل محاربة الإرهاب وما زالت... ويأتي فيلم(American Sniper) للمخرج كلينت ايستوود، ومن بطولة بردالي كوبر والمأخوذ عن قصة بنفس...اقرأ المزيد العنوان كتبها بطل الشخصية الحقيقي كريس كايل؛ ليتناول قصة حياة أفتك وأشهر قناص أمريكي بحرب العراق حيث استطاع أن يقتل أكثر من 150 شخصا خلال الفترة التي قضاها هناك القناص الأمريكي إذا تحدثنا عن رؤية كلينت ايستوود للشخصية المحورية بالفيلم وهي شخصية القناص الأمريكي كريس كايل؛ نلاحظ أنه حاول منذ البداية أن يركز على القسوة التي زرعت بشكل قوي داخل شخصيته؛ عندما تحدث الأب مع ابنيه عن حكاية الخراف والذئاب والكلب الراعي، مؤكدا على أنه سوف يجلد من يجده ضمن قطيع الخرفان وليس الراعي الذي يحافظ على عائلته من الخراف، وهو تعبير مجازي عن أن أمريكا هي الراعي الحقيقي والوحيد من الذئاب التي تمثل الإرهاب في العالم ومن المعروف أن القناص دائما يتميز بهدوء الأعصاب بل يطلقون عليه بارد الدماء أو يسمونهم الجنود الجبناء لأنه يترصد فريسته ويقتلها بهدوء دون أي مشاعر، أو احساس ويقتلها من الخلف، خاصة وأنه لا يكون دائما في موقف دفاع عن النفس يستدعي قتله للضحية. ومن هنا فإن الفيلم يعتمد بشكل كبير على بعض الأبعاد الإنسانية التي تحتاج بالفعل إلى دراسة عن قرب ومحاكاة لتلك الشخصية والتي استطاع برادلي كوبر وعن جدارة بتقديم شخصية الإسطوري، الدموي الذي يقتنع بمهمته في الدفاع عن أسرته ووطنه ضد الإرهاب، بالرغم من العدد الكبير الذي قتله. وأنه لم يكن يتغاضى في أي لحظة عن قتل امرأة أو طفل صغير إذا شك فيهما وهو ما قدمه إيستوود في مشهدين بالفيلم حيث قتل بإحداهما طفلا يحمل سلاح، وامتنع بمشهد أخر عن قتله عندما ابتعد الطفل وترك السلاح. مشيرا بذلك للافتخار الزائف في شخصية بطله عندما جعله يفتخر بقتله لكل هؤلاء الضحايا غير مكترث بأنه مجرم، وقاتل وجعل منه إسطورة يحتذى بها بين الجنود. ولكن تأكيدا لحرفية وجدارة برادلي كوبر وتيقنه من أداء تلك الشخصية الصعبة حيث نجح في إظهار ذلك من خلال زيادة وزنه وظهوره كقوي مفتول العضلات بالإضافة إلى تعبيرات وجهه التي تميز بها. المشهد السياسي أكد برادلي كوبر في أكثر من لقاء له عن أن الفيلم يتناول قصة القناص الأمريكي كريس كايل وحياته، متناولا نشأته وتربيته، وزواجه ومشاركته في حرب العراق حتى وفاته؛ مؤكدا على أنه لن يتناول أي مشهد سياسي ولن يركز على الأبعاد التاريخية للحرب وهذا ما لم يأخذ به المخرج إيستوود بفيلمه حيث تناول حرب العراق من مفهوم واحد خطأ حاول من خلاله السيطرة على أغلب المشاهد؛ وهو مفهوم أن السبب الحقيقي وراء غزو أمريكا للعراق هو أحداث 11 سبتمبر، كما ظهر في أحداث الفيلم عندما سيطر الفزع والخوف على كريس وزوجته من جراء ما حدث في امريكا، وتفجير برجي التجارة العالمي، والسفارة الأمريكية في أثيوبيا، وجعل المشهد التالي دليلا ع ذلك حيث تطوع كريس بالبحرية الأمريكية؛ كنوع من الدفاع ضد الإرهاب، مؤكدا بمجموعة من المشاهد المتتالية على أن القناص الأمريكي لم يكن يدافع دوليا عن الإرهاب بصفة عامة وإنما عن بلده ووطنه أمريكا؛ بالرغم من أن وقتها لم يكن هناك أي تهديد فعلي، أو صريح من قبل العراق لأمريكا وهذا مخالف للحقيقة تماما فكلنا نعرف أن الحرب على العراق بدأت عام 1991 بهجوم العراق على الكويت؛ وهو ماعرف بحرب الخليج الثانية أو بعملية عاصفة الصحراء ومحاولة احتلالها وكان جراء ذلك حرب شنتها قوات التحالف التي قادتها الولايات المتحدة الأمريكية ضد العراق لتقع بعدها بعشر سنين تقريبا أحداث 11 سبتمبر 2001 بل أنه لم يشير من قريب أو بعيد إلى أسلحة الدمار الشامل التي استطاعت أمريكا من خلال وكالة الدولية للطاقة الذرية أن تدخل العراق بتلك الحجة العراقيون الأِشرار ركز كلينت استود في معظم المشاهد على أن جميع العراقيين متعطشين للدماء وأنه لم يكن بينهم أي عراقي متعاون مع قوات الإحتلال الأمريكية وهذا أيضا غير حقيقي فالتاريخ يؤكد على أن أغلب العراقيين تعاونوا مع الأمريكين في بدء الأمر للدخول إلى العراق وسقوط بغداد وقد تداركوا هذه الغلطة الفادحة بعد أن تأكدوا من نية أمريكا الحقيقة وهي احتلال العراق للنفط العربي الذي تمتلكه وليس لمحاربة الإرهاب والقاعدة وبن لادن كما أدعت وكانت الغلطة التي لن تٌغفر لكلينت إيستوود بعد هذا الكم من الأفلام العيظيمة التي قدمها هو مشهد الرضيع الصغير الذي قدمه كوبر وهو يحمل دمية !!! كيف سٌهى عن ذلك المشهد أثناء التصوير والمونتاج الذي رشح بسببه الفيلم لجائزة الأوسكار الـ 87 بجانب أفضل فيلم وأفضل ممثل النهاية كان مشهد النهاية من أكثر المشاهد غربة واستنكار؛ خاصة عندما أشار كلينت ايستود بجملة بسيطة دون توضيح ذلك، بأن كريس قتل على يد أحد الجنود الذين ظل يدافع عنهم طوال فترة الحرب ولم يسرد أي تفاصيل عن مقتله مما أثار علامات الدهشة فهل كان مستنكرا دوره البطولي وفكرته عن الدفاع عن اﻹرهاب، أم هناك شيء أخر لم استنبطه بعد.