أراء حرة: فيلم - The Lunchbox - 2013


جمعهما القدر .. أم جمعهما السيناريست ؟!! .. أفلام صعبة التقييم

جمعهما القدر .. أم جمعهما السيناريست ؟!! أفلام صعبة التقييم (حرق للأحداث) لكل منا ما يفتقده فى هذه الحياة .. ذلك الشئ الذي ان وجدناه تكتمل السعادة او على الاقل لا نشعر بالحزن او فى أسوأ الحالات ربما يصنع لنا قدراً من الرغبة ف البقاء على قيد الحياة حتماً سيبتسم القدر فى لحظة ما .. لكن المهم ألا يكون قد فات الاوان .. حتى نشعر بجمال اللحظة فلا تنقضى لتصبح مجرد ذكرى #القصة_والسيناريو_والحوار الفيلم يحكي عن ربة منزل تدعى (ايلا) تشترك فى نظام احترافي معمول به فى احدى المدن ف الهند لتوصيل وجبة...اقرأ المزيد الغداء الى زوجها فيذهب صندوق الغداء فى احد الايام عن طريق الخطأ الى محاسب على وشك التقاعد يدعى السيد (ساجان فيرناندز) و يبدآن فى مراسلة بعضهما البعض عن طريق صندوق الغداء تعليق .. تلك الفكرة هى بداية سيئة خاطئة تماماً لعدة اسباب 1-اولا النظام المعمول به لا يبدو احترافيا على الاطلاق ولايبدو انه تم اختباره من احد المنظمات كما ظهر بالفيلم فنحن نرى ان عمال توصيل الطلبات لم يقوموا بفحص اى عنوان او اسم او اى شئ يذكر .. عشوائية مفرطة مفتعلة لتبدأ القصة فحسب 2-ثانيا اذا تجاوزنا الفكرة السابقة .. ما احتمالات تكرار الخطأ حتى تصل الوجبة الى نفس الشخص كل يوم بالتأكيد الاحتمال لا يكون 100 % على الاطلاق 3-لدينا مشهد فى البداية عندما ارادت الزوجة ان ترسل شكراً لهذا الشخص لانه قام بأكل كل الطعام تسأل عمتها سؤالا ماذا اذا وصل الصندوق الى زوجها فيقرأ الرسالة؟؟ هنا الكاتب يؤكد على افتعال الخطأ ويسأل سؤالا لمعرفة الصواب و الخطأ فيقرر ان يفعل الخطأ .. اذاً ما فائدة السؤال؟!!!! بداية غير موفقة على الاطلاق السيناريو جيد جداً فيما يخص الرصد لحالة 3 شخصيات رئيسية بالفيلم و احتياجات كل شخصية و رؤيتها للحياة وتعاملها مع الامور الاولى .. هى (ايلا) ربة المنزل الام و الزوجة التى تفتقد للتقدير و تبحث عن الاهتمام من زوجها و الذى تساورها شكوك بأنه يخونها فتبدأ بمراسلة من أعطاها التقدير و النصيحة الا و هو (فيرناندز) فتتعلق به شيئا فشيئا لتحاول الالتقاء به لتردف فى ذكر شعورها نحو زوجها بانه يخونها و تطمئن ضميرها ان ما تفعله مجرد رد فعل لخيانة زوجها قد اتعاطف مع فكرة الحاجة للتقدير و اتفهمها .. لكن فكرة الخيانة بالخيانة لا استوعبها الشخصية الثانية .. هى شخصية السيد (فرنانديز) ذلك الرجل الذى أتعبته الوحدة يفتقد الاهل و الاصدقاء و العائلة و لم يتبقى له احد بعدما فارقت زوجته الحياة فنراه يراقب احدى الاسر من نافذته .. صورة فى منتهى القسوة .. فجأة يجد من تشاركه أفكاره و ذكرياته فيتعلق بها .. حتى انا نراه فى بعض المشاهد لا يعبأ بالطعام فهو ينتظر الرسائل فقط الكاتب هنا يعيدنى لفترة لم اختبرها من جمال الانتظار و لهفة اللقاء عن طريق مجموعة من الرسائل الورقية و بعض الذكريات فى حياة كل شخصية .. الهروب من ايقاع التكنولوجيا السريع الذى لن تشعر فيه بلذة الوقت الى الطراز القديم لتمنح نفسك الفرصة بالاحساس بجمال الاشياء الشخصية الثالثة .. هى شخصية الشاب (أسلم شيخ) .. أهم الشخصيات من وجهة نظري والتى تضبط تصرفات باقى الاشخاص و ايقاع الفيلم ذلك الشاب اليتيم الذى ولد و ينقصه كل شئ ف الحياة أكثر من أي شخص آخر بالفيلم و لكنه عرف كيف يتعايش مع ما يفتقده و يعرف كيف يعيش حياته و يستمتع فى كل لحظة ظهر ليضفى قدراً من البهجة و جواً من الالفة و الصداقة كانت غائبة عن حياة السيد فيرناندز ويعطى الاخرين درساً ربما لم يتوقعوه منه حتى ان السيد فيرناندز يجعل منه مرآة و محركاً لتصرفاته بعدما رآه مزعجاً لآول وهلة علم السيد فيرناندز كيف ان علينا ان نعيش حياتنا على طريقتنا الخاصة فى كل الظروف فعندما تأمله عن قرب عرف كيف ان علينا ان نحترم عمرنا فما كان مناسبا ف الشباب ربما لا يناسب الكبار أمثاله على صعيد الرسالة و التاجلاين الذي يظهر على الملصق الدعائي للفيلم و الذي يروج صانعي العمل به لمشروعهم إذا ما سألتهم صنعت فيلما عن ماذا " هل يمكنك أن تقع في حب شخص لم تقابله قط ؟؟" حسنا أنا أظن أن الفيلم يتجاوز تلك النقطة بكثير لذلك بدأت بالحديث عن افتقاد الحب و التقدير و الأنيس و حتى معالجة تلك الفكرة وحدها "ان تحب شخصا لم تقابله" لم تكن بالنضج الكافي و اذا حاولت الإجابة على ذلك السؤال مما شاهدت بداخل الفيلم .. ستكون الإجابة هكذا نعم يمكن أن تقع في حب شخص لم تلتقيه إذا كنت : وحيدا تماماً كالسيد فيرناندز أو مهمَلاً تماماً كإيلا لذا أنا أرى أن تلك الرسالة تم تقزيمها و تحجيمها في هاتين الصورتين انك إذا ما أردت أن تقوي تلك الرسالة أو تجعلها أكثر شمولية فكان من الممكن معالجتها كالتالي : ان تجعل السيد فيرناندز يعيش حياة طبيعية.. أعزباً .. وسط عائلة و من الممكن أن يبدو أصغر سناً .. و من الممكن أن تجعل الفتيات و النساء يحاولن التقرب منه .. لكن قلبه يدق لصاحبة الرسائل .. كنت تستطيع فعل ذلك بتلك السهولة و إذا تحدثنا عن ايلا .. لا يمكننا هنا تغيير الكثير .. ولكن لم يكن شرطا أن تكون مهمَلة .. كان من الممكن أن تكون وسط ظروف طبيعية .. ربما تقرأ كلامي الآن و تقول ذلك يرسخ لفكرة الخيانة .. أقول هي أيضا طمأنت ضميرها و ذهبت في طريق الخيانة حتى و إن كانت ردة فعل لإهمال زوجها لها أو خيانته لها .. في حين أنها من كان الممكن أن تنفصل و حسب. لكن ما ظهر لي بهذا الشكل أن فرناندز أكلته الوحدة لدرجة أن أي شخص سيشير له سيقع في حبه و يسير معه . هنا اعود لصياغة السؤال من جديد ماذا اذا لم تكن وحيداً كفيرناندز أو مهمَلاً كإيلا هل يمكنك أن تقع في حب شخص لم تلتقيه من قبل ؟؟ أظن سنحتاج لفيلم آخر يجيب عن هذا السؤال 😅 الكاتب أيضا يسلط الضوء على رتابة الحياة لفئة الموظفين الكاتب يرصد حياة الطبقة الكادحة داخل المجتمع الهندي عملهم و انتقالهم وترديدهم لبعض الاغاني و مرونة التعامل مع بعضهم البعض و مع الناس و سعادتهم على الرغم من صعوبة الحياة ايضا يعرج على بعض الاشياء مثل امتلاء الشارع بالكفاءات و المواهب التى تحتاج حقا الى فرصة الحوار .. كعادة الهند دائما تلامس قلبك و روحك وتكسبك مزيداً من الحكمة #الاخراج_والصورة الاخراج جيد فى معظم اوقات الفيلم فى ماعدا البداية و الفكرة المفتعلة التى تحرك الاحداث و الصورة مميزة فى حركة القطار و حركة الاشخاص و كادرات التي تجسد وحدة فرناندز و فقدانه لجو العائلة #الموسيقى عادية ليست مميزة #الاغاني تكاد تكون غير موجودة ربما مقطوعة جيدة من احد افلام الهند القديمة طلبتها( ايلا) من عمتها حتى يكتمل احساسها بحالتها العاطفية الجديدة و تخلق جواً شاعرياً يمكنها من تجسيد شخصية ساجان فيرناندز الذي لم تلتق به قط على أغنية لفيلم يحمل نفس اسمه (ساجان) #الاداء عرفان خان .. فى دور ساجان فيرناندز ..رائع كالعادة .. هو واحد من ملوك التلقائية و السهولة و البساطة .. عندما آراه أشعر و كأن التمثيل هو أسهل مهنة ف العالم يمثل هكذا .. و كأنه يطقطق أصابعه .. أو يتناول البسكويت عظيم بالفعل نواز الدين صديقى .. فى دور أسلم شيخ ..ضع هذا الشخص فى اى دور اياً كان حجمه ستجده بطلاً .. هو الاكثر روعة و تألقاً ف الفيلم نيمرات كور .. فى دور ايلا .. جيدة #الخلاصة الفكرة التى تحرك الحدث شديدة الافتعال و الغباء و اللامعقولية هل نستطيع تجاوز ذلك فى حكمنا على الفيلم ؟!! اذا لم نتجاوزه ينهار الفيلم تماماً هنا تكمن صعوبة الحكم و التقييم .. انت ككاتب انت خالق هذا الكيان .. هو ليس مفروضاً عليك حتى تفتعل فكرة تستمر لتحريك الحدث لكن فى الوقت ذاته الفيلم يحتوى على دراما راقية جداً لذا هكذا فيلم من وجهة نظري لا يمكن الحكم عليه أو وصفه بكلمة أو جملة سواء إيجابا أو سلبا فقط و نمضي .. لكن توضيح ما له و ما عليه . عموما الفيلم هو أول فيلم طويل للكاتب و المخرج ريتيش باترا تجربة كانت تحتاج قدراً من التريث والهدوء ف الكتابة حتى تصبح آسره تماماً كما كان أبطالها و لكن لا بأس بها 7/10