أراء حرة: مسلسل - تشيللو - 2015


تشيللو: كيمياء درامية متناسقة

ثلاثي فني، متجانس، ومتناغم مع بعضه البعض، استطاع أن يجذب العديد من المشاهدين منذ الحلقات الأولى، وأصبح جمهوره ينتظر طلته كل يوم " وكأن على رؤسهم الطير" نادين، يوسف، وتيم ثلاثي نجح في أن يقدم مقطوعة موسيقية تأخذ العقل تحت إدارة المخرج (سامر البرقاوي) والذي قدم مقطوعات فنية سابقة؛ لاقت نفس النجاح كان منها مسلسل (مطلوب رجال، ولعبة الموت، ولو) القصة الرومانسية والتي نوه عنها المخرج بأنها مستوحاة من الفيلم الأجنبي(Indecent Proposal)، والمأخوذ عن رواية (جاك أنجلهارد) ومن بطولة ديمي مور نجح البرقاوي...اقرأ المزيد وبمشاركة الكاتب (نصير نجيب) أن يضعا سيناريو وحوار جيد لها ، ومعالجة درامية ليست بقليل، والتي قد تبدو في البداية غريبة عن المجتمع العربي خاصة أنها تشير من بعيد إلى تبسيط فكرة تبادل الزوجات ، أو فكرة إتاحة الممنوع في مقابل الغاية كما يطلق عليها البعد (الغاية تبرر الوسيلة)، ولكن نستطيع القول بأنها دراما فنية محبكة التفاصيل، حاول نصير وبرقاوي أن يقدماها لتصبح مناسبة بشكل ما للجمهور العربي، والشرقي مع الطرق على عواطف المشاهدين من خلال قصص الحب ، والخيانة وإذا تحدثنا عن الإخراج فإن سامر بلا شك نجح في استخدام فنه بشكل متقن خاصة في اختيار أبطاله، وهكذا أماكن التصوير حيث الأماكن التي تدل على البساطة والهدوء وكانت مناسبة للحالة الاجتماعية التي يعيش فيها الزوجين (آدم وياسمين) وهكذا أيضا استطاع أن يخرج بأماكن أخرى تدل على ثراء ورفاهية رجل الأعمال تيمور بدًء من مكتبه، وسيارته مرورا باليخت الذي دعى إليه ياسمين، ونهاية بالأماكن التي يرتادها برفقة ضيوفه. ويضاف إلى ذلك وتحت إدراته أيضا اختيار الملابس والأزياء للشخصيات فبدى الممثل (تيم الحسن) في أثرى هيئة تدل على الترف الذي يحيى فيه، في حين ظهر (يوسف الخال) وشخصية آدم بملابس تبدو مناسبة لشخصية متوسطة الحال فقدت كل ما تمتلك ،في الوقت الذي بدأت فيه (نادين نجيب) بملابسها وأزياءها بين ملكة ووصيفتها. وقد نجحت نادين وبشكل ملحوظ في أن تثبت موهبتها في وقت قصير، بعدة أعمال متوالية؛ فبعد أن قدمت العام الماضي مسلسل (لو) ودورها الذي لاقت عليه نجاحا باهرا بشخصية الزوجة الخائنة وهكذا مسلسل (عشق النساء) وجدت نفسها أيضا في دور لا يقل نجومية عن الأدوار السابقة حيث شخصية ياسمين لتؤكد على مواهبتها عاما بعد عام ، أيضا تيم الحسن تمكن بامتلاكه أدوات فنية مختلفة، ونكهة مميزة عن مثليه من الممثلين ليصبح فتى أول بالدراما اللبنانية والسورية على الأخص، وقد استطاع يوسف الخال أن يستغل وسامته في الظهور للمرة الثانية على التوالي، بعد مسلسل (لو) مقدما دور يحسد عليه ، ليثبت تمكنه من التمثيل وتجانسه مع الأدور والشخصيات التي رسمت له، ومختلفا وبعيدا عن أدواره السابقة بمسلسلي (أجيال، ولو) أيضا الممثلة (كارمن لبس) التي استطاعت أن تقدم دور السيدة المتصابية والتي تقع في الغرام دون أن تأخد في حساباتها سنها أو وجود شاب مراهق في حياتها هو ابنها؛ لتثبت هي الأخرى الكيماء المتجانسة بين اختيار أبطال العمل، وعبقرية مخرجه في اختيارهم أما الموسيقى التصويرية جاءت أكثر من جيدة ومناسبة للأحداث خاصة مشاهد الحب التي جمعت بين تيمور وياسمين، وكذلك الموسيقى الخاصة بمشاهد الترقب والتوتر التي بدت على آدم بعدما بدء في مراقبة زوجته والشك فيها، وكانت أغنية (أناني) للفنان (مروان خوري) والتي تغنى بها مقدمة المسلسل معبرة بشكل كبير. اعتقد أن المسلسل سيرشح لأفضل مسلسل سوري، وأبطاله يستحقون بالفعل جائزة أفضل ممثل بالمناصفة فيما بينهم إذا صح الاختيار.