- بداية انا لم اتابع اي مسلسل في رمضان الماضي و سئمت من كل المسلسلات بعد عدة حلقات و بعد انتهاء موسم المسلسلات شاهدت مسلسل (طريقي) في اقل من أسبوع عبر الانترنت و هذا يدل علي شيئا واحدا هو ان المسلسل مكتوب بحرفية شديدة و اريد في البداية ان اوجه تحية و تقدير للسيناريست و الكاتب تامر حبيب الذي فاجأني بمسلسل مثل هذا , فالسيناريو اريد ان اعطيه المساحة الاكبر من الاشادة لما رأيته من حبكة شديدة و واقعية غير مفتعلة من اول حلقة حتي اخر حلقة فتتابع المشاهد و اللقطات جاء بانسيابية شديدة و كأن قصة العمل...اقرأ المزيد حقيقية و لكني رأيت ان المسلسل غير مستوحي من اي قصة اخري و هذا ما زاد اعجابي بالسيناريست تامر حبيب لاحترامه عقلية المشاهد بتلك الطريقة في الحوار المشوق و البسيط (السهل الممتنع) حتي نهاية كل حلقة استطاعت ان تجعلك تتجه للحلقة التالية تلقائيا . - بعد السيناريو يأتي دور الاخراج مع المخرج محمد شاكر خضير الذي استطاع ان ينقل حياة الستينات و السبعينات كما كانت الي التلفاز في 2015 بلا اي اخطاء او هفوات كما يحدث في مسلسلات اخري و اعتقد ان هذا المسلسل سيفتح له طريق النجاح في الدراما -الموسيقي التصويرية جاءت مترجمة للمشاعر التي نراها في المسلسل للموسيقار الموهوب امين بو حافة الذي لم اسمع عنه من قبل خاصة تتر البداية الذي ابدع فيه . -شيرين اثبتت انها مشروع ممثلة كبيرة و نجمة تمثيل كما هي نجمة غناء و تسطيع ان تطور من نفسها اكثر و اكثر خاصة ان تلك اول تجربة تمثيلية حقيقية لها بعد ظهورها في افلام كوميدية سابقا . -الاداء التمثيلي كان ممتازا لكل فريق العمل و خاصة (باسل الخياط - شيرين - محمد ممدوح - احمد فهمي - سوسن بدر - محمد عادل) و هذا ما زادني انبهارا , فأنا لم اجد مسلسل متكامل هكذا منذ فترة طويلة خاصة في منطقة التمثيل بالتحديد و من وسط طاقم التمثيل اود ان الفت الانظار لممثلين بعينهم , اولا ,,باسل الخياط الذي اثبت انه ممثل قدير رغم صغر سنه فأنا - غير مبالغا - لم التفت الي المسلسل الا بسبب هذا الفنان السوري الذي لم يلفت نظري من قبل في المسلسلات التي شارك بها في مصر و لكني اقتنعت انه بالفعل (((ممثل)))) في هذا المسلسل و ان التمثيل ليس له علاقة بالسن او بالجنسية او اللهجة , و بالتالي اذا اردت ان اذكر اسباب نجاح المسلسل فبالتأكيد هناك سببين هما تامر حبيب و باسل الخياط . ثانيا ,, محمد ممدوح الذي قام بدور (سيد) شقيق دليلة اعجبت بدوره و تمثيله من اول مشهد له حتي اخر مشهد ظهر به فقد قام بالدور افضل مما توقعه الكاتب علي ما اعتقد و اذا اردت ان اضيف اسمه الي تامر حبيب و باسل الخياط فلا مانع . -ما يؤخذ علي المسلسل من وجهة نظري الشخصية هو الافراط في القصص الجانبية مثل قصة نادية و عماد التي سئمت منها في منتصف المسلسل و اعتقد انها بلا فائدة و لم تضف اي جديد للحبكة الدرامية للمسلسل و كذلك شخصية الصحفي كريم التي ظهرت و اختفت بلا اي فائدة في هذا المسلسل المتكامل و تلك الهفوات جعلتني اشعر ان المسلسل سيتحول الي مسلسل لعرض حالات و مشاكل الحب . -اخيرا اود ان اشكر صناع العمل جميعا من اول طاقم الاخراج و الكتابة مرورا بالممثلين انتهاءا بالعمال و الفنيين و مهندسي الديكور الذين ساعدوا علي نجاح العمل و استطاع ان يصل بتلك الصورة و الحالة الفنية المتكاملة و الروح الجميلة . و كما قلت فهناك 3 اسماء لهم الاولوية لنجاح العمل بالنسبة لي (تامر حبيب , باسل الخياط , محمد ممدوح) و بالطبع سبب نجاح و تميز اي مسلسل يرجع في النهاية الي المخرج و اقول لهم مع طاقم المسلسل بأكمله (أين كنتم) وسط مستنقع المسلسلات الفاسدة الذي يحيطنا ؟!!
المسلسل على مستوي السيناريو المكتوب والحوار يكاد يصل الى حد التكامل التام والفضل كله للرائع تامر حبيب القادر دائما على خلق شخصيات من لحم ودم وسرد حوار ممتع وشيق بينهم وان عابه فقط بعض الجمل العصرية التي لم تتداول فى الفترة الزمنية باحداث المسلسل .. تامر ايضا بالغ فى مشاهد غناء شيرين ولكنني اعطه بعض العذر بسبب طبيعة الدور وطبيعة اداء البطلة وصوتها المبهر جدا كالعادة فى (الغناء) .. ملاحظة اخري علي تامر وهي القفز بأحداث المسلسل 10 سنوات مرة و 5 سنوات تارة اخري وعدم عرض بعض الاحداث الهامة...اقرأ المزيد والمحورية مثل وفاة ابو دليلة وكيف اصبحت هدي لا تدري ما حولها وان كانت تم تفسيرها فى الجمل الحوارية .. العمل ليس الاول لشيرين حيث قدمت عدة تجارب غير ناجحة من قبل لكن التطور واضح وملحوظ فى ادائها حتي داخل المسلسل نفسه ووصل الى ذروته فى النهاية وربما بسبب طبيعة الدور فى اول 10 حلقات وصعوبة تمثيل دور المراهقة الصغيرة لكن مع تقدم العمر اصبح اداء شيرين اقوي وافضل كثيرا وكأنها شخصيتها الحقيقية .. باسل خياط (يحيي المنيسي) بعد مشاهدة احدي حلقات المسلسل على يوتيوب للهروب من الاعلانات قررت ان ابحث في جوجل عن ذلك الممثل السوري وصدمت حقا عندما وجدت ان عمره 37 عاما فقط !! .. كيف ادي تلك الشخصية المعقدة والصعبة بذلك الاداء المميز والوقور .. ممثل صاحب امكانيات رهيبة واختيار موفق جدا .. سوسن بدر (هدي) نظرات حادة قاسية حنونة صادمة متعالية مهزومة .. انفعالات تجمع كل شئ صاحبة افضل اداء لهذا العام بدون مبالغة ممثلة قديرة .. "ام" لا تستطيع ان تحبها ولا تكرهها ولا تملك غير التعاطف معها في النهاية محمود الجندي (سالم) .. اداء رائع معتاد للأب الطيب المغلوب على امره المحب لأبنته والداعم لها محمد عادل (محمود) صاحب ملامح مصرية اصيلة .. قدم دور الاخ الطيب الجدع الشهم .. وفاتة كانت صادمة وابكاني في ظهوره لشيرين فى النهاية . احمد فهمي (مروان) يتطور من عمل لأخر .. افضل ادواره علي الاطلاق ميس حمدان والطفلة نور نقطة اخري لصالح صاحب الأختيار ياسمين صبري (نادية) ليست فقط ممثلة جميلة لكنها ممثلة جيدة ايضا .. قدمت دور الفتاة الشقية المنطلقة والمغرورة بجمالها .. يحبها الجميع لكنها لا تحب احدا ندي موسي (ليلي) ممثلة مختلفة جدا .. يكفي ان تنظر اليها بعد وفاة خطيبها محمود وهي مذهولة غير مصدقة لما حدث ..تلعثمها في الكلام في اول الحلقات وتعلقها بمحمود هو حقا ما كان يحدث للبنات في ذلك العصر.. اداء جاد وحضور مميز جدا محمد ممدوح (سيد) شاب رائع اخر .. اجاد في دور الأخ الانتهازي السئ الخلق ويبكيك ايضا في نهاية المسلسل وتتعاطف معه رغم كل شئ .. له مستقبل مبهر ثراء جبيل (سلوي) الفتاة الطيبة لحد السذاجة ..شابة موهوبة وكأنها تمثل منذ عشرة سنوات .. خالد كمال (كرم المينا) نظرات وملامح اجرامية بحتة .. ننتظر المزيد لم اري مسلسل مصري به كمية وجوه شابة مميزة مثل "طريقي" الاغاني كانت علي مستوي الحدث ولا عجب فقد شارك في صناعتها اسماء مثل امير طعيمة وخالد عز وليد سعد ونادر عبد الله مهندس الديكور “علي حسام اهتمام رهيب بالتفاصيل ومجهود يذكر ويشكر .. كل محاولتي للبحث عن اخطاء الحقبات الزمانية المتتالية في الديكور باءت بالفشل .. بعيد عن براعته في الداخلي شكر خاص من القلب لمدير التصوير "تيمور تيمور" شفت من خلالة في المشاهد الخارجي اسكندرية زمان اللى بنحلم نشوفها دلوقتي ولو يوم واحد اخير .. المخرج المبدع محمد شاكر خضير تحكم تام بكل خيوط المسلسل من الالف للياء .. شابوه "طريقي" من وجهة نظري هو افضل مسلسل مصري علي مستوي السيناريو والحوار والاداء التمثيلي والديكور والتصوير والاغاني والاخراج فى اخر 5 سنوات بدون مبالغة..