قبل البرتقالة المرة لم تأخذ قصص الحب المكانة التي تستحقها في السينما المغربية، ما دفع أنذاك المخرجة الشابة بشرى إيجورك ذات التكوين السينمائي الأكاديمي والتي تأثرت بقصص الحب الغربية في أن تفكر في إعطاء هذا النوع حقه، وتُنتج فيلمًا مغربيًا تضع فيه كل مقومات النجاح بقدر المستطاع، وتشبثت بوضع الطابع المغربي على كل مراحل العمل، حتى تُظهر للجميع بأن المغاربة يجيدون تقديم قصص الحب في السينما ويجيدون معالجتها في مختلف القوالب وأن الثقافة المغربية يمكنها استقبال قصص الحب بدون خجل عكس ما كان يروج سابقًا،...اقرأ المزيد فخرجت لنا في أول أيام رمضان 2007 بتحفتها الخالدة البرتقالة المرة، هذا الفيلم الدرامي الأيقوني الذي ربما حتى صناعه لم يتوقعوا له هذا النجاح. حاولت أن أقدم حصرًا بأسباب نجاح هذا الفيلم لكنني لم أستطيع، فإذا أردت أن تجيب عن سؤال أحدهم (ما سبب نجاح هذا الفيلم؟) يمكنك أن تكلمه عن جمال القصة والسيناريو من بهية السوسي عبد الله، أو عن براعة بشرى إيجورك في الإخراج، أو يمكنك أن تحدثه عن الموسيقى التصويرية الخالدة وأغاني مجموعة كلمة التي لا تنسى، أو يمكنك أن تصف له الاحترافية التي أظهرتها هدى الريحاني في تقمص شخصية السعدية، أو ببساطة حدثه عنهم جميعًا، فهذا الفيلم خلق لنفسه وصفة نجاح سحرية، والسر هنا ليس في مكونات الوصفة بل السر في ما نتج عن خلطها كلها، فلا عجب إذًا أن كل لقطة في هذا الفيلم برغم كمية الحزن والألم الذي يحمله محفورة في ذاكرة المغاربة باختلاف أعمارهم وجنسهم، بل ولا عجب أن أكثر الناس قاموا بعملية إسقاط على حياتهم بذاتها وشبهوا قصصهم بقصة الحب الحزينة تلك، فكلهم تذوقوا نفس البرتقالة المرة.