أراء حرة: مسلسل - ليالي أوجيني - 2018


ليالي اوجيني عمل فني متفرد .. هل شوهد من قبل ؟

منذ عرض "جراند اوتيل" ونحن على موعد مع عمل فني يداعب حنيننا الى تلك الفترة الساحرة من الزمن ( الاربيعنيات والخمسينيات ) ، والتي يتمنى الكثير لو انه عاش بعض منها ويترحم عليها. ربما يبالغ الانسان دائما في تجميل صورة الماضي* كلما شعر بآسى الحاضر وربما هذا ما دفع المنتجين للاتجاه لانتاج مثل تلك الاعمال بعدما لمسوا حنين اغلب الناس لها بعدما اكتسب العصر الحالي كل نقائض الماضي بدءا من الدفئ ، الذوق الرفيع ، الاخلاق ( الضابط الرئيسي للعلاقات الانسانية ،والمحدد الرئيسي لمصائرها سواء استمرت ام كتب لها ان...اقرأ المزيد تنتهي كما حدث بين الدكتور فريد وكاريمان بعد قصه حب تمنى الكثير لو انها كللت بالاستمرار). حتى ازياء ذلك العصر واناقتها وهدوء وبساطه الحياه وقتئذ. كنا على موعد مع جرعة مكثفة من المشاعر الدافئه بين شخصيات العمل في صنوف العلافات الانسانية (الحب والجيرة والصداقه) فبدءا من جدعنه وشهامه جليلة وامين وابلة نعمات مرورا بمشاعر الامومة التي فاضت بها (كريمة/كاريمان) وصوفيا ووفاءهما تجاه ابناءهما انتهاءًا بحب صادق بيه الناضج والرقيق العذب دكتور فريد الرقيق وعزيز العاشق الولهان ، ولان الشئ يعرف بنقيضه فكان لابد ان نرصد عجرفة وغرور نبيله وطمع إخوة ابله نعمات وقسوة عايدة واسماعيل ولولا وغيرة وعناد طنط ماجده. ازعم ان كتاب النص تفوقوا على انفسهم وغيرهم ممن كتب عن تلك الفترة حيث ظهر ذلك جليا في استخدام كم كبير من الكلمات العامية التي لم تعد دارجة الان الا نادرا جدا فبعد انتباهي الذي تأخر حتى نهاية الحلقة الاولى وبدءا من الحلقة الثانية سجلت اكثر من 133 لفظ من تراث العامية المصرية لم يعد يقال الان - على الاقل بين الطبقات التي تقابل الان الطبقات التي كانت تحوي شخصيات العمل - لم يقتصر الامر على مجرد ادخال تلك الالفاظ إلى الحوار بل ساعدهم المخرج في ضبط اللهجة في كلمات لم تكن ليلحظها احد او يعلق عليها لو انها نطقت بالطريقة الحالية على سبيل المثال " مُتأكد " كان تنتطق على لسان " صادق بيه " وأحد الشخصيات الاخرى " مِتأكد " حديثا بضم الـ م وقديما بكسر الـ م مثال اخر " فارق لك ؟" هذه الايام نسأل باستنكار " هيفرق معاك ؟" الامر نفسه روعي في اسماء الشخصيات فهناك اكثر من 20 اسم قديم لم يعد مستخدما امثال فكيهه ونبيهه ونعمات ونرجس وانيسه. ولم ينتهي اتقان صناع العمل عند اختيار الاسماء والالفاظ بل امتد الى المشروبات والاكلات فأعادوا على مسامعنا - دراميا - أسماء أكلات ومشروبات كان ذكرها قد اختفى مثل الشكشوكه والبيض بالعجوة والرواني - نعناع وشربات ومستكه وابو فروة (المارون جلاسيه ) كان من السهل ان يكون بديل ابو فروة قنديل الذرة المشوي مثلا ! لم يركن صناع العمل الى الهدية المثالية في ذلك الوقت وهي الورود بل ضرب لنا مثال في عملية وواقعية أناس تلك الفترة عندما احضرت طنط ماجدة (ليلى عزالعرب) نعناع بلدي لجارتها عايدة في اول زيارة لها وذلك لانها سمعت بكاء وصراغ ابنتها الصغيره نادية ليلا فاخبرتها ان النعناع مفيد لها كمهدئ الا يذكرك ذلك بـ " فن اختيار الهدايا " في فيلم بلبل حيران ؟ افضل طريقة للتدليل على التسامح و عدم التمييز هي عدم التمميز ، لقد مرت سريعا تلك اللقطة التي يقول فيها عزيز وهو يتحدث عن علاقته بصوفيا ومعارضة امه للزواج منها "لانها ليست يهودية" ثم يكمل حديثه ولا تسمع اي تفاصيل عن كونهم اسرة يهودية او ان تاتي الكاميرا على شمعدان اعلى المنضده تزينه الشموع . هكذا ارادها المخرج هاني خليفه خاطفه وغير مميزه ولا تستحق اكثر من ذلك الجزء من الثانية التي قال فيها عزيز كلمة يهودية حتى يقع الكتاب والنقاد - امثالي - في فخ التمييز من اجل اثبات عدم التمييز ، ألم اقل لك ان الشئ يعرف بنقيضه ! كل هذا الاعجاب بالعمل والايمان بفردانيته لم يمنعني من التقاط اوجه شبه كبيرة الى حد ما بين ليالي اوجيني وجراند اوتيل ، بالطبع اولها هي اسم العمل المنسوب لمكان في كلا القصتين كان فندقا الفارق بينهم ان جراند اوتيل كانت تدور به الاحداث كلها بنسبة لا تقل عن تسعين بالمائة بينما على العكس تماما ليالي اوجيني الذي لم تتجاوز نسبة الاحداث التي تدور بداخل الفندق والملهي الليلي الملحق به عن ستون بالمئة على اقصى تقدير. كانت امينه خليل (كريمة/كاريمان) محور نقاط التشابه هذه فقد كانت العامل المشترك بين العملين ولكنها هذه المره بدلت الادوار مع ظافر العابدين فلعب ظافر دور امينة في جراند اوتيل ولعبت امينه دور عمرو يوسف في جراند اوتيل الشخصية صاحبه الاسرار. تقع نازلي (امنيه خليل) المتزوجه من مراد في حب عمرو يوسف او (فؤاد) الذي يبحث عن اخته واضطر من اجل ذلك للعمل متخفيا تحت اسم (علي ) في جراند اوتيل وفي ليالي اوجيني يقع الدكتور فريد المتزوج من عايده في حب امينة خليل او كاريمان المتخفيه تحت اسم (كريمة) التي عملت في اوجيني مضطره لاستكمال رحلة البحث عن ابنتها. حتى المكان الذي يتقابل فيه الدكتور فريد وكريمة /كاريمان كان شط البحر وفي جراند اوتيل اعتاد فؤاد ونازلي على اللقاء عند شط النيل ، ايضا شخصية كل من الست سكينة (سوسن بدر ) وطنط ماجده (ليلى عزالعرب) الام الشديدة التي ترسم كل خطوات ابنها ولا تدعه يتحرك بحرية في حياته وهو محمد ممدوح ( امين ) في جراند اوتيل ومراد مكرم ( عزيز ) في اوجيني. ======================================================================= *عزالدين فشير - رواية عناق عند جسر بروكلين


ليالي أوجيني: رومانسية الأربعينات بعيدا عن دراما الأكشن

في ظل ما نشاهده من أعمال رمضانية يرتقي عدد كبير منها إلى التمييز إخراجا وقصة على غرار مسلسل عوالم خفية وإختفاء وضد مجهول وغيرها.. يشع عمل لم يحتوي على قصة بوليسية مشوقة ولا مشاهد أكشن تسرق الأنظار وتبهر المشاهد بتقنياتها المتطورة ولا هو حامل لألغاز وقضايا شائكة تحيير المشاهد ,تسللت قصة بسيطة إلى قلوبنا... قصة ينعدم فيها العنف شكلا ومضمونا لتحل محله "العاطفة" , هذا المفهوم الذي افتقدناه في أعمال اخرى وإن وجد نجده بصفة ضمنية غير معلنة. أخذنا هاني خليفة إلى زمن الأبيض والاسود, زمن العاطفة...اقرأ المزيد الصادقة , فلونه برومانسية تلمس القلوب لشدة صدقها وتفردها. كريمان وفريد بطلان لقصة حب مفروضة عاطفية ومرفوضة إجتماعية...قصة تتمحور بالأساس حول صراع بين أحكام العاطفة وسلطة العقل. تمكن رائع من حيث كتابةالسينلريو والحوار للمؤلفتين سماء أحمد وإنجي قاسم فكل حوار بين الشخصيات سواء كان ثنائي أو جماعي يحتوي على لغة متفردة تخص زمن الأربعينات بأناقته اللغوية ورقي مفرداته. كل مشهد من مشاهد العمل هو بالنسبة لي لوحة فنية متكاملة الأركان من أداء مبهر لجميع الممثلين دون إستثناء وإخراج متألق كالعادة لهاني خليفة وموسيقى تصويرية ممييزة لهشام نزيه تتناغم مع مشاهد العمل وديكور اضفى واقعية كبيرة للأحداث و أذابنا في تلك الحقبة التاريخية . لأنتظر في كل حلقة إطلالة ظافر العابدين و أمينة خليل التي تخرجنا من عالمنا الملئ بالمشاعر الإلكترونية المقتضبة إلى عالم أخر نلمس فيه المشاعر لحما ودما بلغة كلاسيكية تأسرنا بكلامها المنمق الشبيه بكلام اللأغاني الرومانسية القديمة. أشيد على وجه الخصوص بأداء إنجي التي أثبتت هذا العام أنها ممثلة كبيرة تفوقت على ذاتها في أداء شخصية 'سوفي' بشكل أقل ما يقال عنه بارع. تحية تقدير إلى صناع "ليالي أوجيني" النقطة المضيئة في الدراما الإجنماعية ذات الطابع الرومانسي هذا العام.


ليالى أوجينى..ستبقى فى شغاف القلب

بالرغم من انه باقى على رمضاان 2019 ايام قليلة..وسيهل علينا الموسم الرمضانى بالسباق الدرامى الجديد اللاهث من عنف ورقص ومخدرات وضرب وقتال والفاظ خارجه واصوات مرتفعه..كل ذلك قادم..الا ان حديثى هنا عن عمل درامى فى رمضان السابق اى 2018 الا وهو السيمفونيه الرائعه العذبه الراقيه الرقيقه بكل ما فيها"ليالى أوجينى" ذلك العمل الذى تحتاج الى ذوق خاص ورقى معنوى وفكرى للتمكن من تذوقه والتلذذ بطعمه...نعم المسلسل له مذاق يستطعم وعطر يشم وحاله نفسيه ووجدانيه خالصه يضعك فيها بكل تفاصيله ..الموسيقى التصويريه...اقرأ المزيد والملابس والحوار..طريقه التعبير لكل الابطال..لا اود ان اذكرهم فردا فردا حتى لا انسى منهم احدا,..ولكن يكفى القول ان العمل سيظل خالدا فى وجدانى ووجدان المشاهدين ذوى الحس الفنى المحترم البعيد عن مسسلسلات الحوارى والراقصات والعضلات المحقونه والضرب المفتعل والسباب...اوجينى غرد خارج السرب فقاد السرب...انى اشفق على نفسى واستعيد رمضانى السابق بكل تفاصيله فقط لان اوجينى كانت به..واتسائل هل سيوجد عمل اتابعه على نفس المستوى؟...انى بدون شك سأتابع بمشيئه الله تعالى..قابيل..للنجمه الراقيه والعزيزه والمفضله على قلبى أمينه خليل. والاكثر قدره على الاقناع من ضمن بنات جيلها والتى أتنبأ لها بمستقبل باهر نعم سيكون لدينا فاتن حمامة جديده .وهذا هو اصل متابعتى ل ليالى أوجينى فى رمضان السابق ولكن الحق والحق يقال ان امينه لم تكن وحدها المبدعه فى ليالى اوجينى العام الماضى بل الكل كان أشبهه باوركسترا لموتزارت او بيتهوفن..وعسانى أجد فى قابيل متنفسا شبيها بالليالى الحبيبه ليالى أوجينى..وان كنت متأكده من عدم وجود ما يشبهها مره اخرى من حيث اجتماع الابطال معا وتناول الحقبه الزمنيه حقبه الأربيعانات والرومانسيه وحسن العرض للمشكلات والقضايا الاجتماعيه التى تناولها المسلسل وكذلك اداء الابطال ..هدوء فريد ورومانسيه وانوثه كريمان وجدعنه وموهبه جليله وتسلط ام عزيز وتنمر نبيله وطيبه نعمات ورجوله صدقى بك وشر وكيد عايده ..ليالى أوجينى ويوم الخميس 18 مايو 2018 تمام الساعه الحاديه عشره مساء سيظل تاريخ لن انساه..وساتذكر المسلسل بكل تفاصيله..وانا احتفظ بنسخه نقيه جدا على جهازى ل ال30 حلقه الخاصه بمسلسل ليالى اوجينى اهرب لها من الدنيا حولى لكما احتجت لجرعه من النقاء والصفاء...واجمل وارق واعذب مشاهده فى فايل اخر ايضا احتفظ به..ولا اعلم ما قد افعله ان لم اجد قابيل بنفس المتسوى للنجمه امينه خليل..لربما اتابع الليالى مره اخرى بشكل يومى على مدار ال30 ليله من ليالى الشهر الكريم...كل عام وانتم بخير...وستبقى ليالى أوجينى فى شغاف شغاف القلب ملحوظة..من حوالى 3 اشهر بدء عرض المسلسل على شبكه Netflix العالميه ومن المعروف ان الشبكة تترجم الاعمال للغله الانجليزية لتتاح فىكل انجاء العالم مما يعنى ان لدينا بصمه دراميه مميزة ستعرض للكل العالم..تحياتى وقبلاتى لكل من شارك فى هذا المسلسل الراقى اسعدوتنا وامتعتونا