أراء حرة: فيلم - Captain Fantastic - 2016


القائد المذهل وقيمة العائلة

القائد المذهل..وقيمة العائلة يعد فيلم ( القائد المذهل ) التجربة الحقيقية للفنان والممثل مات روس كمخرج ومؤلف بعد عمله فى الأفلام القصيرة وتجربة روائية طويلة لم تكلل بالنجاح . الفيلم يحكى قصة الاب بن (فيجو مورتنسون ) الذى كرس حياته لتربية أولاده الستة عن طريق عزلهم عن الحياة الصاخبة و المليئة بالتكنولوجيا وتربيتهم فى الغابات للاعتماد على انفسهم و التاقلم للعيش فى اسوأ الظروف وإثراؤهم فكريا دون اللجوء للمدارس . لكن ياتى خبر انتحار زوجته المريضة بمرض نفسى فيذهب إلى أولاده بكل ثبات ويخبرهم...اقرأ المزيد بوفاة والدتهم بل ومصارحتهم بإنتحارها . يقرر الأب بعد إلقاء نظرة اخيرة عليها تنفيذا لوصيتها ترك حياته لمواجهة العالم الخارجى مع أولاده ولكن خروج الأولاد للعالم الخارجى كان بمثابة صدمة لهم حينما وجدوا أن معظم الناس أجسامهم ممتلئة وأن أسماء المأكولات غريبة . ثم يذهبون إلى منزل أخته ليمكثوا عندها لحين موعد الجنازة ولكن يحدث صدام بينه - هو واولاده - من جانب وأخته وزوجها وأولادهم من جانب اخر . كان ذلك بسبب التقاليد والعادات المختلفة حيث أنه لا يخجل من المصارحة والتحدث أمام أولاده بأى شئ مهما كان يعتبره البعض مشين أو لا يجوز التحدث عنه ومحاولة تبسيطه على عكس أخته وزوجها ولكنها لا تقتنع بهذه الطريقة في التربية وأنهم يجب أن يذهبوا للمدرسة ولكنه يثبت لها أنه على حق فى طريقة تعليمه عن طريق تعريف (الحقوق الشرعية ) . الطفلة ذات الثمان سنوات تتلوها وتفهم معناها جيدا وتستطيع تفسيرها وهى لم تدخل المدرسة وحتي أولاد عمتها الأكبر منها سنا لايستطيعون حتي تلاوتها بالرغم من دخولهم المدارس . ثم يذهبون إلى جنازة زوجته فى الكنيسة ويخبرهم أنها لا ترضى بهذه الجنازة لأنها بوذية وأنها تريد حرق جثتها وهذا ما أغضب والدها - والد الزوجة - الذى يقرر أخذ الأولاد منه والتكفل بتربيتهم ولكن الأب يرفض ذلك لكن ولده الأصغر يقبل لأنه اعتقد أن والده جعله منهم مسوخا لايستطيعون مواجهة الحياة كأناس طبيعيين فهو من قاد والدتهم للجنون فإلانتحار ويقرر العيش مع جده . قرر الأب أن يستعيد ولده عن طريق تسلل إبنته الى الغرفة لإنقاذ أخيها ولكنها تنزلق من على سطح المنزل وتصاب إصابة كان من الممكن أن تسببب لها الشلل او الموت فيقرر فى هذه اللحظة أن يترك أولاده ويخبرهم أنه لايمكنه الإستمرار لأنه سوف يدمر لهم حياتهم ويستقل الحافلة وهو منهمر فى البكاء . لكن يعود الأولاد مرة أخرى لأنهم يحبونه ولا يستطيعون الإستغناء عنه ويقررون أن أمامهم مهمة اخيرة وهى تحرير والدتهم تنفيذا لوصيتها وبعدها يستطيعون مواجهة العالم والإعتماد على أنفسهم واختيار حياتهم بمحض إرادتهم . هذا الفيلم لهو واحد من أهم الأفلام التى تطرقت إلي أن الأخطاء التربوية التي نرتكبها في حق أطفالنا ليست دليلا علي فشلنا في التربية و ليست مسوغا للإستسلام وولكنها بمثابة منبه إلي أننا بحاجة إلي التطويــــــــر أداء متميز من الممثل فيجو مورتينسون وجميع أبطال العمل كانوا جيدين بما فيه الكفاية ويزيد . إخراج جيد وسيناريو يحتوى على مزج رائع بين الكوميديا والدراما . المونتاج سلس وسهل ... ربط المشاهد ببعضها وجعل الايقاع ممتع وغير ممل . فيلم مختلف وواحد من افضل وأهم الافلام لهذه السنة .... عمل فنى جدير بالمشاهدة .