الفيلم أصابنى بحالة من الاكتئاب نظراً لتركيز الفيلم بشكل أساسى على حالة جنون و أحداث مأسوية و ظروف غير طبيعية تمر بها إمرأة (طاقة الخلق و الابداع) معطاءة حسنة النية كريمة فى منزل الزوجية لكاتب أنانى (طاقة استغلال هدامة) يمتلك القدرة على التعبير العميق و ينتظر الالهام و يحلم بالشهرة على حساب راحة من يحبهم, يأخذ كل الثناء بإفشاء أسرار زوجته (الطبيعة) لإظهار براعته الكتابية فيُخلد و يعظم و إفشاء قصص الآخرين (الزوجين آدم و حواء) , و كل ما تعطيه زوجته (لم يكن كاف بالنسبة له). عندما كشف الكاتب ...اقرأ المزيد حقيقة الرموز المعروضة فى الفيلم للعامة بعد فترة من عرضه و التى من وجهة نظره علاقة الرب بالطبيعة و التى تُستنج بديهيا من الترجمة الظاهرية للنصوص الدينية على يد تجار الدين و نظرة البشر للاديان بوجه عام (الا و هى تسخير الكون للانسان) و ليس روح الدين , و من وجهه بعض الناس مسيئة للرموز الدينية فهذا لا يجعلنى أظلم و أقلل من فيلم رائع و نظرة فلسفية أروع أو أخشى التحدث عن تأثير النصوص الدينية من وجهة نظر بشرية على البشر و على الطبيعة وخاصاً أن الكاتب تطرق للقصة بسبب إستياءه من ما يحدث للطبيعة و لكن ما أراه من الفيلم و حسب معتقداتى ان طاقة الخلق و الابداع آتية من الزوجة و ليس الكاتب و بذلك فهى اقرب لتصورنا لفكرة الاله و الطبيعة معا بدليل انها اليد التنفيذية و العقل المدبر و الروح السمحة و العائل الكريم فهى الابداع الحقيقى أما الزوج الجالس فى البيت العاجز الغير قادر على انتاج فكر خاص به و دائما فى حالة انتظار حدوث احداث حوله ليحورها و يصيغها بشكل يؤثر على عقول من البشر و لا يمتهن مهنة اخرى لكسب الرزق فهو مجرد لص مستغل و فاشى اسرار الطبيعة مثل اصرار الشيطان لافشاء سوءة آدم و حوا لأنفسهم و اغوائهم بمتعة قصيرة المدى و النتيجة عذاب طويل الأمد و اختلال فى التوازن مثل ما حدث فى الفيلم نتيجة كتابته لاسرار الطبيعة فاقرب تشبيه له هو الشيطان و ليس الله فى تصورى. الفيلم (بدون فهم الرموز) يحث المشاهد على جلب الغزير من الأفكار و العواطف التى تمس الجزء اللاوعى من عقل المشاهد لأحداث تتشابه فى الواقع على أفراد بينهم صفة العطاء و الأنانية, الحكمة و التهور, الخلق و السرقة دون النظر للصورة الكبرى (الاله و الطبيعة كوحدتين منفصلتين) حيث يختلف كل مشاهد عن الأخر فى فهمه للفيلم و نظرته للدين نظراً لعمق توصيل افكار المخرج للمتفرج كما هو الحال فى فيلم The Fountain لنفس الكاتب المخرج العبقرى. نظراً لثقافة و عبقرية الكاتب فهو يعى لمجرى الأحداث من حوله و استياءه من ظلم البشر باسم الدين و العبث فيما هو ليس ملكهم. ما يحدث فى النمط الأكبر يحدث فى الأنماط الصغرى : مثال دوران الكواكب حول الشمس (نمط كبير) و دوران الالكترونات حول النواة (النمط الصغير) اذا كان هناك طاقتان كبرتان فى الطبيعة مثل الموجب و السالب و لم يتواجد بينهم توازن فقياساً على كل ما فى الطبيعة يوجد هذا الخلل فالعطاء من الضعيف يتحول الى استغلال اذا ما تم حمايته و الاستهلاك يتحول الى استغلال اذا ما تم تهذيب النفس مثل علاقة المرأة بالرجل, علاقة الحيوان بالإنسان, علاقة الطفل بأبويه, علاقة النبات بالحيوان حتى الصراع الداخلى للانسان بين قدرته الجسدية و طموحه فاذا فُقد التوازن بينهم تنتهى العلاقة بالفناء و كل منهم خاسر. لم يتم الافصاح عن رموز اخرى فى الفيلم مثل القداحة (على حسب تفسيرى هو غضب الطبيعة باخراج براكينها و تدمير القوم الفاسدين) و الجوهرة و التى كانت الأمل و التسامح لان عندما كُسرت على يد الزوجين تم طردهم و حبسهم فى غرفة (طردهم من الجنة). أيضا المنزل كان يعبر عن إستياءه من خلال القلب النابض فى جدرانه و هى الطبيعة التى تستجير من فساد البشر و ادماء المنزل مما يعانى من فساد كما ان موقع الوقود فى منطقة مخبئة اسفل المنزل كناية عن ما فى جوف الارض من براكين خامدة و تثور عند اللزوم.