أحد بهجات بانوراما الفيلم الأوروبي العاشرة بالنسبالي، وواحد من أحسن الأفلام (التسجيلية) اللي أشوفها فـ يوم، بأتكلم عن طريقة سرده، وإيقاعه الأستاذي، والشكل اللي اتعرضت بيه قضيته من المخرج.. فيلم ممتاز وفآجئني ومتخيلتش خالص انه يكون بالإمتاع ده، تجربة ضربتني فـ صميمي وأكتر فيلم استفز مشاعري بالشكل الإيجابي عشان طبيعة قصته بالأصل، اتعرض فـ البانوراما (بدعم من مهرجان الجونة السينمائي) -كان مكتوب كده فـ الكاتالوج-، بعد ما خطف جايزة أفضل وثائقي هناك .. فوكَس القصة على القضية الإنسانية المهروسة فـ...اقرأ المزيد كل الأفلام الأمريكية: الصراع الأزلي بين السود والبيض (قضية العنصرية).. بس أنا مفكرتش قبلاً انها تتقدم لي بشكل (تسجيلي) قوي وصادق كده، كل اللي شفته معالجات ووجهات نظر، لأول مرة أقدر أحط ايدي على حاجةأقول عليها (حقيقية).. الفيلم بيقدم -من خلال شخصية "جيمس بالدوين"، الكاتب الأمريكي أسود البشرة اللي عاش حياته يدافع عن قضايا السود بأمريكا- حكايته من نَص غير مُكتمل اسمه (تذكر هذا المنزل) للكاتب اللي بيذكر فيه خواطر لثلاث من أصدقائه اللي معمول عليهم فوكَس ممتاز فـ القصة: مالكوم إكس، مدجر إيفينز، لوثر كينج الإبن.. الفيلم كان من المشرحين الخمس لنيل أوسكار التسجيلي فبراير الماضي، ومش عارف ازاي مخدهاش فـ قلب أمريكا! (الفيلم من إنتاج كذا دولة أوروبية) .. صحّ القول: ده فعلاً من الأفلام اللي تفتح دماغ الواحد على الحياة والله بعد ما احنا حاصرين نفسنا فـ زاوية ضيقة أوي من اللي بنسميه (ثقافة).. فيلم عظيم وفيه نبرة تعليمية مذهلة عن تيمة (المثابرة لنيل الحرية)، بينظر عن كثب لكينونة المفهوم ذاته مش بيحط قوالب جاهزة وتقليدية عنه.. ووجود حد بتُقل (صامويل جاكسون) في كرسي راوي القصة، شئ أضاف للأجواء طابع حميمي وحقيقي وملموس من الجميع.. في أحد مشاهد الفيلم بيقول مارتن لوثر كينج (بالصياغة العاميّة): (لما بأركب الباص، مش من "الحق" ليا انه يُتَعامل معايا بتساوي مع أبيض البشرة اللي قاعد جنبي، ده من "الواجب" انه يحصل كده، من واجب البشرية، لازم يحصل كده!).. حبيت الفيلم بشكل خيالي. ~